أخبار

الهجمات ضد قوات الامن العراقية تبقى دون مستويات سنوات سابقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: قتل عشرات الجنود وعناصر الشرطة وافراد قوات الصحوة في العراق في موجة هجمات استهدفتهم مؤخرا، الا ان هذه الاحداث ورغم دمويتها لا تزال لا تقارن بتلك التي وقعت ابان موجة العنف الطائفي بين 2006 و2008.

وقتل 49 عنصرا امنيا على الاقل في الايام الاربعة الاخيرة في نحو 18 هجوما، كما اصيب العشرات بجروح في هجمات استهدفت خصوصا دوريات او نقاط تفتيش للشرطة او الجيش او قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة.

وقد حاول مسلحون اختراق سجن في منطقة التاجي شمال بغداد الاربعاء، وسبق ذلك بيوم واحد هجوم مماثل استهدف مديرية الجرائم الكبرى في وسط بغداد، وقالت وزارة الداخلية انه كان يستهدف اطلاق سراح سجناء في تنظيم القاعدة.

وقد ذكرت قناة العراقية الحكومية في خبر عاجل السبت ان "القائد العام للقوات المسلحة يعفي الضباط المقصرين بحادث الاعتداء الارهابي على مديرية مكافحة الارهاب من مناصبهم ويوجه بسحب ايديهم من مهامهم واحالتهم الى القضاء".

وعلى الرغم من الخسائر التي سببتها هذه الهجمات، يروي عناصر في الشرطة وجنود يتمركزون في بغداد انهم عاشوا اياما اكثر سوءا.

واكد احد عناصر الشرطة (28 عاما) الذي كان يتولى حماية مبنى دائرة نفوس الكرادة في منطقة كراج الامانة (وسط) ان "هجمات مركزة شنت ضد قوات الامن في الايام الاخيرة".

وتابع هذا الشرطي الذي بدأ عمله قبل سبع سنوات "لا خوف لدينا لاننا عشنا اياما اصعب في اعوام 2004 و2005 و2006التي كان العنف خلالها اكبر والهجمات اكثر بثمانين بالمئة عن التي تحدث الان".

واضاف وهو يقف مرتديا ملابسه الداخلية فقط عند مدخل غرفة صغيرة خلف جدران اسمنتية مغطاة بقطع من الخشب ويحجبها عن الشارع والشمس بطانية نوم ان "الاوضاع الامنية الان افضل بكثير عما كانت في الاعوام الماضية التي لم نكن نستطيع خلالها التجوال بالزي العسكري ابدا".

وكان الشرطي وثلاثة من رفاقه المسؤولين عن حماية المبنى يجلسون داخل غرفة شبه مظلمة معزولين تماما عما يحدث في الخارج حيث لم يكن هناك سوى علم عراقي مثبت على عمود بسيط.

كما اعتبر شرطي اخر (33 عاما) رفض الكشف عن اسمه ان "الاوضاع الامنية الان افضل بكثير عما كانت عليه عام 2007 مثلا".

واضاف ان "الارهابيين يحاولون احداث ثغرات في قوات الامن لانها وجهت لهم ضربات قوية عبر اعتقال الكثير منهم واستطاعت كسر شوكتهم في الفترة الاخيرة".

واكد وهو يضع منديلا على رأسه ليقيه حرارة الصيف انه "لا يوجد اي خوف او قلق لدينا ونحن اقوى منهم".

قال العريف في الجيش احمد حسين (30 عاما) لدى تواجده في نقطة تفتيش في ساحة الطيران (وسط بغداد)، ان "الهدف وراء ضرب قوات الامن هو استهداف البلاد بالتاكيد التي طالما عانت اعمال العنف الطائفي والتهجير".

واضاف العريف الذي يخدم في مناطق متفرقة في بغداد ان "الارهابيين يستغلون الفرص مع هدوء واستقرار الاوضاع" الامنية النسبي.

ورفض احد عناصر الشرطة الحديث فيما كان يتولى حراسة مدخل الطريق المؤدي الى مديرية الجرائم الكبرى، حيث قطعت الطريق باطارات قديمة وكراسي بلاستيكية وطاولة صغيرة واسلاك شائكة واثاث مستهلك.

ولم يكن هناك سوى شرطيين يحمل واحد منهما فقط بندقية لحراسة هذا المدخل.

في غضون ذلك، جلس رفيق لهما على بعد اقل من مئة متر داخل موقع مراقبة مكيف هربا من حرارة الصيف الحارقة، بين جدران اسمنية يراقب ما يحدث.

وجاءت الهجمات الاخيرة بعد دعوة تنظيم دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، الشهر الماضي "شباب المسلمين" للتوجه الى العراق بالتزامن مع "بدء عودة" التنظيم الى مناطق سبق ان غادرها، معلنا عن خطة تهدف الى اطلاق سراح معتقلين اطلق عليها اسم "هدم الاسوار".

ورأى المحلل الامني البريطاني والخبير في شؤون العراق جون دارك "ربما يكون الهدف من التركيز على قوات الامن هو جعلهم يبدون ضعفاء في عيون العراقيين".

واضاف انه "عندما يرى الناس بان الشرطة لا تستطيع حمايتهم سيتجهون الى جماعات اخرى لطلب المساعدة، مثل الميليشيا الشيعية او تنظيم القاعدة في بعض المناطق السنية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف