أخبار

مستشفيات تركيا تعالج جروح مقاتلي سوريا المعارضين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تقدم المستشفيات العامة في أنطاكيا التركية الرعاية الصحية إلى ثوار سوريا، الذين يعودون من المعارك بإصابات عديدة. أحد هؤلاء المرضى، اسمه ياسر، يتعافى حالياً من آثار طلقات نارية، ويقول إنه يريد العودة إلى القتال، لكن فقط بعد أن يخرج عائلته من سوريا.

المتمردون السوريون يعرفون عن المستشفى العام في مدينة أنطاكية التركية أكثر من المهنيين الصحيين

لميس فرحات: في هذه الأيام، يبدو أن المتمردين السوريين يعرفون عن المستشفى العام في مدينة أنطاكيا التركية، أكثر من المهنيين الصحيين العاملين فيها. كما إن الأطباء والممرضات ورؤساء الأقسام لا يعرفون عدد السوريين الذين تتم معالجتهم حالياً في المستشفى.

لكن ياسر يعرف العدد الصحيح، إذ يقول: "لدينا حالياً نحو 50 مقاتلاً من الجيش السوري الحر، الذين يتلقون العلاج في المستشفى، وثلاثة منهم في قسم العظام، والقسم الأكبر في غرفة الطوارئ التي تفيض بالمرضى".

في هذا السياق، أشارت صححيفة "دير شبيغل" إلى أن الشيء الوحيد الذي يظهر أن ياسر مقاتل جريح هو الضمادة السميكة على قدمه اليسرى، فالقميص من ماركة "أديداس"، وقبعة البيسبول والصندل المفتوح، الذي ينتعله، يجعله أقرب إلى السائح من المقاتل.

إضافة إلى ذلك، ياسر (30 عاماً) يبدو ضعيفاً وواهناً للغاية، لكنه قبل شهرين فقط كان يحمل رشاش AK-47، واستخدمه للمرة الأولى لإطلاق النار ضد جنود تابعين للرئيس السوري بشار الأسد.

يقول ياسر: "بيتي كان تحت التهديد. لذلك أنا أمسك سلاحي. اضطررت لحماية عائلتي"، مشيراً إلى أنه من بلدة الحفة، التي تصدرت العناوين الدولية في حزيران/يونيو، عندما قام الجيش السوري بتنفيذ هجوم بطائرات الهليكوبتر المقاتلة والمدفعية.

الثوار الجرحى يتعرضون للتهديد بالقتل أو الإعتقال
هربت زوجة ياسر مع ابنته، التي لم يتعد عمرها السنتين، واضطرتا لقطع مسافة عشرات الكيلومترات شمال منطقة جبل الأقرع، حيث ما زالتا حتى الآن في الانتظار برفقة لاجئين آخرين.

أما ياسر فبقي مع مجموعة من 35 متمرداً قرب المدينة، حيث كانوا يشاركون في معارك مع الجنود السوريين والميليشيات المتحالفة مع النظام. استمر الأمر على هذا الحال حتى 9 يوليو/تموز. في ذلك اليوم انتاب ياسر شعور سيء. يقول: "شعرت بأن شيئاً سيئاً سيحدث يوم الاثنين. بعد ظهر ذلك اليوم، أصبت برصاصتين في قدمي، وتهشمت عظام مشط القدم".

بعد هذه الإصابة، عانى ياسر رحلة خطرة، فالثوار الجرحى لا يسعون إلى العلاج في المستشفيات السورية، لأن جروحهم ستشي على الفور بأنهم من معارضي النظام. وإذا ألقي القبض عليهم، سيكون مصيرهم الإعتقال أو الموت.

بدلاً من ذلك، وضع الثوار شبكة خفية من العيادات المؤقتة، لكنها ليست آمنة تماماً بالنسبة إلى المصابين. فإذا تمكنت القوات الحكومية من تحديد هذه المرافق الطبية، سرعان ما ستكون هدفاً للهجوم.

بناء على معرفتهم بالمخاطر التي يفرضها العلاج داخل سوريا، اضطر الثوار إلى وضع ياسر المصاب في سيارة، واقتادوه إلى مكان بالقرب من الحدود التركية. بعد ذلك، حملوه مسافة الكيلومتر الأخير، حتى لا يتم رصده واكتشافه من قبل حرس الحدود السوري.

بعد هذه الرحلة الطويلة، وضع الثوار ياسر على الأرض في الجانب الآخر من الحدود، واتصلوا بالمستشفى العام في أنطاكيا، التي أرسلت سيارة إسعاف لنقله.

"أريد أن أعود في أسرع وقت ممكن"
يقول ياسر إنه يشعر بالأمان في أنطاكيا، كما إنه يتلقى العلاج اللازم لرجله، إذ وضع الأطباء قضيبين من الفولاذ 2 في قدمه من أجل السماح للعظام المحطمة بالنمو مرة أخرى.

كل ليلة، تغادر سيارات الإسعاف أنطاكيا إلى الحدود التركية السورية لالتقاط الجرحى، الذين يتلقون العلاج مجاناً في 3 مستشفيات في المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجرحى يحصلون أيضاً على أماكن للسكن في مخيمات اللاجئين القريبة، ويتم نقلهم إلى المستشفيات في حافلات.

"ما تقوم به الحكومة التركية بالنسبة إلينا جيد للغاية"، يقول ياسر. لكنه يريد جلب عائلته إلى تركيا للانضمام إليه. "فعلى الرغم من أن الحياة في مخيم اللاجئين قد لا تكون جيدة، لكن ليس في اليد حيلة. فهذا المكان آمن على الأقل".

وأشارت "شبيغل" إلى أن غالبية الجرحى السوريين الذين ينتظرون العلاج في مستشفيات أنطاكيا تأتي من المنطقة الساحلية الشمالية في سوريا، حيث يشتبك المسلمون السنة مع العلويين.

لكن عددًا قليلاً من الجرحى يأتون من محافظة ادلب، إذ يبدو أن الثوار هناك تمكنوا من السيطرة على النقطة، التي أصبحت الآن قادرة على تقديم العلاج إلى المصابين هناك. ويقول أحد الثوار: "لم يعد للنظام شيء في إدلب". من جانبه، لا يرغب ياسر في البقاء في أنطاكيا. ويقول: "أريد أن أعود في أسرع وقت ممكن، من أجل القتال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف