أخبار

مساعد لأوباما يتلقى 100 ألف دولار من فرع شركة تتعامل مع إيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أوباما مع دافيد بلوف

تلقى دافيد بلوف، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض مبلغ 100 ألف دولار عام 2010 لقاء إلقائه خطابين في نيجيريا، من أحد الفروع التابعة لمجوعة إم تي إن والتي تتعامل مع الحكومة الايرانية.

القاهرة: كشفت تقارير صحافية أميركية أن دافيد بلوف، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض والذي كان مديراً لحملة أوباما الانتخابية عام 2008، تلقى 100 ألف دولار كرسوم إلقاء خطاب عام 2010 من إحدى الفروع التابعة لشركة تتعامل مع الحكومة الإيرانية.

وذكرت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن هذا الفرع الذي يتبع مجموعة إم تي إن، وهي شركة تعمل في مجال الاتصالات ويوجد مقرها في جنوب إفريقيا، قد دفعت هذا المبلغ لبلوف لقاء خطابين ألقاهما في نيجيريا خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2010، أي قبل شهر تقريباً من التحاقه بالعمل في البيت الأبيض.

هذا وتخضع المجموعة منذ هذين الخطابين لتدقيق مكثف من جانب السلطات الأميركية بسبب أنشطتها في إيران وسوريا، والتي تعتزم بموجب العقوبات الدولية أن تحد من إمكانية وصول الدولتين إلى التكنولوجيا التي تتسم بطبيعتها الحساسة. وقالت الصحيفة إنه وقت إلقاء بلوف الخطابين، تردد أن مجموعة إم تي إن دخلت في صفقة شراكة كبرى لمدة خمسة أعوام مع شركة اتصالات إيرانية مملوكة للدولة.

ورغم عدم وجود قيود قانونية أو أخلاقية تمنع بلوف من تلقي أموال نظير التحدث إلى الفرع التابع لمجموعة إم تي إن كمواطن عادي، إلا أن قبوله تلك الأموال من شركة تتعامل مع إيران وهو مساعد مقرب من أوباما قد يُسبِّب متاعب للرئيس في الوقت الذي يشدد فيه البيت الأبيض من موقفه تجاه الجمهورية الإسلامية. وقد انتقد خلال الأسابيع الأخيرة المتسابق الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركي، ميت رومني، موقف الإدارة الأميركية من إيران، حيث اتهمها باللين في تعاملها مع طهران.

وقد رفض البيت الأبيض السماح لبلوف بالتحدث أو إجراء مقابلات بهذا الخصوص. وقال اريك سكولتز، متحدث باسم البيت الأبيض، إنه لن يكون من الإنصاف انتقاد بلوف، لأن دور مجموعة إم تي إن في إيران لم يكن ملفتاً حين دعي للتحدث. وتابع سكولتز متحدثاً للصحيفة قائلاً :" تحدث مرتين عن تكنولوجيا الهواتف النقالة وعن الاتصالات الرقمية ولم يجر اجتماعات منفصلة مع مسؤولي الشركة".

وأشار مسؤولو البيت الأبيض في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى أن بلوف أحال الخطاب المقترح لمحاميه كي يراجعه قبل أن يقبل الدعوة التي وجهت إليه بهذا الشأن. وقد أجاز المحامي من جانبه إمكانية قبول الدعوة نظراً لعدم وجود مشكلة في ذلك.

وأضاف هؤلاء المسؤولون أنه من المألوف أن تتحصل بعض الشخصيات في واشنطن على رسوم مشابهة نظير إلقائهم خطابات، مشيرين في هذا السياق إلى سابق حصول مسؤولين كبار في إدارة الرئيس السابق جورج بوش على أموال مقابل إدلائهم بخطابات من خلال شركات تتعامل مع إيران. وأكد المسؤولون أن بلوف لم يكن له أي دور في المناقشات التي أجرتها الإدارة حول ما إن كانت هناك إمكانية لفرض عقوبات على مجموعة إم تي إن أو غيرها من الشركات بسبب أنشطتها في إيران.

ونفى مسؤولو إم تي إن، من جانبهم، خرقهم أي عقوبات، وإن اعترفوا بإجرائهم مناقشات مع الإدارة منذ عدة أشهر. وقال بول نورمان، متحدث باسم المجموعة، إنهم سعوا لإشراك بلوف نظراً لخبرته ودرايته بالمشهد السياسي الأميركي. فيما أوضح البيت الأبيض أن بلوف رفض إجراء مقابلات خاصة مع مسؤولي إم تي إن في نيجيريا.

ومن الجدير ذكره أن المجموعة دخلت السوق الإيرانية في العام 2005 عبر مشروع مشترك أطلق عليه "إيران سيل" مع كونسورتيوم مدعوم من جانب الحكومة الإيرانية. ومن مقرها في جوهانسبيرغ، قامت المجموعة على وجه السرعة بتطوير أنشطتها في إيران ونيجيريا وغيرهما من الدول ذات الاقتصاديات النامية.

ومضت الصحيفة تقول إنه ومنذ إلقاء بلوف هذين الخطابين، ومشاعر القلق تتزايد لدى الحكومة الأميركية بخصوص احتمالية استعانة الحكومة الإيرانية بعمليات أو تقنيات تخص مجموعة إم تي إن للمساعدة في مراقبة المعارضين. في حين عاود نورمان ليشير إلى أن المجموعة تلقت دعوات لعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين أميركيين في جنوب أفريقيا وواشنطن على مدار الأشهر الستة الماضية، نوقشت خلالها أوامر تنفيذية رئيسة بخصوص فتح باب التعاون التجاري مع إيران.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن الدور الذي سبق أن قام به بلوف في حملة أوباما الانتخابية عام 2008 جعله يتحول إلى متحدث يحظى برواج كبير لدى العالمين ببواطن الأمور السياسية والشركات المتخصصة في إقامة وتنظيم مؤتمرات حول العالم.

وأوضحت الصحيفة أن مبلغ الـ 100 ألف دولار الذي تلقاه مقابل الخطابات التي أدلى بها في نيجيريا كان أكبر أجر يذكره في نماذج إقرارات الذمة المالية، التي تقدم بها حين التحق بالإدارة الأميركية عام 2011. ورغم عدم ذكر إقرار الذمة المالية الخاص به سوى خطاب ألقاه في لاغوس، إلا أن مسؤول من البيت الأبيض أوضح أن بلوف ألقى خطاباً ثانياً في أبوجا نيابةً عن فرع إم تي إن في الرحلة نفسها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف