أخبار

البشير يستخدم الإسلام كذريعة لصرف انتباه السودانيين عن أزمات بلادهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرئيس السوداني عمر البشير

يرى مراقبون أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير لا يجد الآن غير الإسلام لاستخدامه ذريعة لصرف انتباه السودانيين عن أزمات بلادهم خاصة تلك المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقد تعهد البشير وضع دستور إسلامي يكون نموذجا للدول المحيطة بالسودان.

تواجه الحكومة السودانية ضغوطاً جديدة من فقدان جزء من أراضيها وعائدات النفط جرّاء انفصال جنوب السودان، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء للإسلام في محاولة لصرف انتباه السكان عن الأزمات التي تعصف بها. بعد 23 عاماً من حكمه السودان، أطلق الرئيس السوداني عمر حسن البشير صيحة استنفار جديدة لوضع دستور "إسلامي بنسبة 100 في المئة" لتحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل التي تهدد السودان بالشلل. وقال البشير في خطاب له أمام الزعماء الدينيين في أوائل شهر تموز/ يوليو،"نحن نريد وضع الدستور الجديد ليكون نموذجاً للذين من حولنا " مشدداً على أن القوانين الجدية يجب أن تمتد من الإسلام حصراً و"من دون الشيوعية أو العلمانية أو التأثيرات الغربية". في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "ساينس مونيتور" إلى أن انفصال جنوب السودان حرم السودان من مساحات شاسعة من الأراضي والثروات، و 75 في المئة من دخلها. واثار هذا التردي في الأوضاع الإقتصادية والمعيشية احتجاجات شعبية على غرار التحرك العربي في الشوارع السودانية، احتجاجاً على التدابير التقشفية الصارمة التي أعلن عنها من قبل الرئيس المطلوب بتهمة ارتكاب إبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. ووصل معدل التضخم السنوي إلى 37 %، إلى جانب انخفاض قيمة العملة الوطنية والحروب والتوترات التي لا تزال تستعر على جبهات متعددة في الجنوب والغرب.ونقلت الصحيفة عن عادل عبد الغني، وهو خبير قانوني في الخرطوم، قوله إن "عمر البشير تطلع الى يساره وإلى يمينه، ورأى انه ليس لديه وسيلة لجمع الناس حوله إلا بواسطة الإسلام". وأضاف: "البشير نسي أنه خلال كل هذه السنوات دعا الناس للموت في الجنوب لإقامة دولة إسلامية، والدعوة إلى الجهاد. لسوء الحظ، بدأ البشير استغلال الإسلام قبل 23 عاماً، فما الذي يعنيه بتطبيق الإسلام اليوم؟"
القرآن والكلاشينكوفطوال سنوات خلال التسعينات، كان البشير يصوّر الحرب التي تشنها الحكومة ضد المتمردين المسيحيين والوثنيين في جنوب الخرطوم على أنها جهاد ديني في سبيل الله ضد الكفار، وأن المقاتلين الذين يموتون فداء لهذه الحرب بمثابة شهداء.بعد وقت قصير من توليه السلطة، حمل البشير في اجتماع حاشد في الخرطوم القرآن الكريم بيد وسلاح الكلاشينكوف في اليد الثانية، وقال: "أتعهد امامكم بتطهير صفوفنا من المرتدين والمستأجرين، أعداء الشعب وأعداء القوات المسلحة. فكل من يخون هذا الوطن لا يستحق شرف الحياة ...". بعد فترة وجيزة، أعلنت فتوى دينية الجهاد ضد جنوب السودان، بهدف "تطهير البلاد من الصهاينة والصليبيين"، وخلصت الفتوى إلى أن "المسلمين الذين يتعاملون مع المعارضين والمتمردين ويشككون بمشروعية الجهاد هم من المنافقين والمنشقين والمرتدين عن الدين الإسلامي". واعتمدت البلاد في ذلك الوقت قوانين ممتدة من الشريعة الاسلامية، التي تشمل أقصى العقوبات بما في ذلك "الموت وصلب"، والعقوبة على السطو المسلح، والإعدام بالرجم بتهمة الزنى - وهو حكم صدر مرتين في الشهرين الماضيين، لكن من غير المرجح أن يتم تنفيذه، لا سيما أن الجلد هو عقوبة أكثر نموذجية في هذه الأيام.ونقلت الصحيفة عن عبد الغني، قوله: "الهدف من هذه القوانين سياسي بحت. انه يتاجر بمشاعر الناس ومعتقداتهم، ويستخدمهم كأداة من أدوات السياسة، وهكذا يصبح الإسلام سلعة في السوق السياسية". واعتبر المحامي عبد الغني أن هناك دافعًا آخر وراء الدفع نحو القوانين الإسلامية، فقال: "عندما تتدهور الأمور، سيكون لدينا دستور تم تشكيله من وجهة نظر الرئيس، وليس من قبل مبادئ الاسلام. فعندما يشعر البشير أنه بحاجة إلى أداة لقمع معارضيه، سوف يستخدم الدين من أجل ذلك". طمأنة الأقلياتواعتبرت الصحيفة أن واحداً من الذين يدركون سلبيات مشروع "السودان الاسلامية" هو حسن الترابي، زعيم إسلامي مثقف يُنظر اليه على نطاق واسع باعتباره الرجل الذي هندس صعود البشير الى السلطة، لكن منذ ذلك الحين تراجع عن دعمه وقضى سنوات في السجن لأنه أصبح من أشد المعارضين للنظام.يقول الترابي: "الإسلام في السودان مجرد شعار. كل الطغاة لديهم شعارات يخدعون بها الشعب والناس الأبرياء. إذا أراد البشير حقاً أن يعود الآن إلى الإسلام، فعليه التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لتسليم نفسه على الفور، وذلك لأنه قتل واغتصب الآلاف".
ديكتاتورية سيئةواعتبر الترابي أن محاولة إحياء المشاعر اليوم بالحديث عن دستور إسلامي ستكون مهمة صعبة للغاية "فالبشير أصبح قدوة سيئة للغاية، لأن الإسلام الذي نادى به أتى بحكومة هي الأكثر فساداً". وأضاف: "انها دكتاتورية سيئة. لا حرية للصحافة أو الأحزاب السياسية، ولا توجد مساواة مع المرأة أو غير المسلمين"، مشيراً إلى أن السودان "الإسلامي" كان من المفترض أن يكون نموذجاً يحتذى به لدى العرب السنة، باستثناء الثورة الاسلامية عام 1979 في ايران.لكن هذه المحاولة فشلت إلى درجة أن أي محاولة لإعادة تغليفها أو تجميلها لن تفلح في تحسين صورتها. لقد فشلت معارضة الترابي في إقناع العديد من الناشطين ضد النظام في السودان بأنه يقف إلى جانبهم، وذلك لأنهم يلقون باللوم عليه لاستخدام الإسلام لتبرير العنف في السنوات الأولى من حكم البشير، بما في ذلك التعذيب.الترابي يعترف بذلك ويقول: "عندما تسير في طريق لم يسبق لك أن مررت به من قبل، تصادف مشاكل كثيرة ولا يوجد من يحذرك أو يقول لك انتبه!" في اعتراف منمق بارتكاب أخطاء في السابق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بيوت الاشباح
متابع -

و هل سيخصص فصلا لبيوت الاشباح في دستوره الاسلاميب الجديد

بيوت الاشباح
متابع -

و هل سيخصص فصلا لبيوت الاشباح في دستوره الاسلاميب الجديد

But!
Naeem Salem -

But Islam is the core of all these social, economic, and security problems that the so-called Muslim countries face!Look around, show me ONE Muslim country that is peaceful and proporing.

But!
Naeem Salem -

But Islam is the core of all these social, economic, and security problems that the so-called Muslim countries face!Look around, show me ONE Muslim country that is peaceful and proporing.

A world criminal
man -

He ought to be in Prison for the genocide he commited in Darfour. Still wanted by The world court... Hope they catch him

A world criminal
man -

He ought to be in Prison for the genocide he commited in Darfour. Still wanted by The world court... Hope they catch him

البشير بس
محمد القاضى -

البشير بس ؟

البشير بس
محمد القاضى -

البشير بس ؟

سيسقطون تباعا
طلال ابو الوليد -

لقد اصبح الأسلام اليوم اسهل الطرق للوصول الى الحكم والأمثله كثيره من مرسي والأخوان المسلمين في مصر وتونس وربما سوريا ايضا اما البشير فقبل ان يطيح به الأسلام قرر هو استغلال لعبة الأسلام للبقاء في السلطه لنها اصبحت من اسهل اللعب هيه استغلال الدين والضحك على ذقون الجهله والمساكين ولكن هذه اللعبه لن تستمر طويلا وسينفضح كل من استغلها ليسقط في الهاويه كما سقط غيره من الطغاة

سيسقطون تباعا
طلال ابو الوليد -

لقد اصبح الأسلام اليوم اسهل الطرق للوصول الى الحكم والأمثله كثيره من مرسي والأخوان المسلمين في مصر وتونس وربما سوريا ايضا اما البشير فقبل ان يطيح به الأسلام قرر هو استغلال لعبة الأسلام للبقاء في السلطه لنها اصبحت من اسهل اللعب هيه استغلال الدين والضحك على ذقون الجهله والمساكين ولكن هذه اللعبه لن تستمر طويلا وسينفضح كل من استغلها ليسقط في الهاويه كما سقط غيره من الطغاة