جامع الزيتونة التونسي يرفض إماما عينته الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: أعلنت مشيخة جامع الزيتونة التونسي الخميس في مؤتمر صحفي أنها لن تسمح لإمام عينته الحكومة باعتلاء منبر الجامع الذي يطلق عليه في تونس اسم "الجامع الأعظم" ويعتبر واحدا من أشهر الجوامع في العالم الاسلامي.
وقال الشيخ حسين العبيدي وهو بحسب وثائق رسمية استظهر بها "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" إنه "لن يعتلي منبر الزيتونة إلا من كان عضوا في مشيخة الجامع الأعظم".
وتابع "الإمام المعين من الحكومة والذي سيأتي غدا في صلاة الجمعة سيطرد لانه ليس له الحق قانونا في الامامة هنا".
ولاحظ "ليس للحكومة الحق في تنصيب إمام (..) يخدم السلطة (..) ولا يجب أن يعتلي البندارة (مداحو الأنظمة) منبر الجامع".
وأضاف العبيدي انه لن يؤم المصلين غدا في صلاة الجمعة وسيفوض كتابيا و"مثلما ينص عليه القانون" أحد أعضاء مشيخة الجامع للامامة عوضا عنه.
وأوضح ان الاطباء أشاروا عليه بالراحة إثر إصابته بخلع في الكتف بعدما تعرض الجمعة الماضي إلى "اعتداء بالعنف" من الشرطة التي قال إنها "اختطفته" في اليوم نفسه لمنعه من إمامة المصلين بجامع الزيتونة وتمكين الامام الجديد المعين من الحكومة من اعتلاء منبر الجامع.
وذكر بأنه أقام دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية من أجل "الاختطاف" و"الاعتداء بالعنف".
وقال العبيدي (70 عاما) انه "لم يعامل أبدا مثل هذه المعاملة في وقت (الرئيس التونسي الراحل) الحبيب بورقيبة والمخلوع" زين العابدين بن علي اللذين اتهمهما إسلاميون في تونس ب"معاداة" الاسلام.
وأطلع العبيدي الصحافيين على وثيقة رسمية تقول إن "جامع الزيتونة مؤسسة اسلامية علمية تربوية مستقلة غير تابعة (..) تتمتع بالشخصية القانونية".
وحملت الوثيقة المؤرخة في 12 أيار/مايو 2012 توقيع الشيخ حسين العبيدي بوصفه "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" وتوقيعات 3 وزراء في الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية هم وزراء الشؤون الدينية، والتربية، والتعليم العالي والبحث العلمي.
وأعلن الوزراء الثلاثة في بيان مشترك نشروه الأربعاء إن "مشيخة جامعة الزيتونة تابعة قانونيا لرئاسة الحكومة" وأن "إدارة جامع الزيتونة من حيث تعيين الأئمة والمؤذنين وسائر الاعوان وتنظيم المناسبات والدروس العلمية والتوعوية هو من مشمولات وزارة الشؤون الدينية وتحت إشرافها المباشر".
وقال حسين العبيدي "إن أعلن الوزراء الثلاثة أنهم تراجعوا (عما ورد في الوثيقة) فقد نقضوا العهد وأصبحوا أعداء للاسلام وللثقافة الاسلامية".
وتطالب مشيخة جامع الزيتونة باسترداد "الاوقاف" التابعة للجامع والتي انتزعتها السلطات في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة.
وقال حسين العبيدي إن "نصف الأراضي الخصبة في تونس هي أوقاف تابعة لجامع الزيتونة".
ويرجح مراقبون أن تكون مطالبة الجامع باسترداد هذه الاوقاف السبب الرئيسي للخلافات بين مشيخة الزيتونة والحكومة.