الجيش الصومالي يحاول إعادة بناء قواته مجدداً رغم كل المعوقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: يقرّ عيسى موتابي المدرب الاوغندي وهو يراقب الخطوات المترددة لمئات المجندين الصوماليين في ميدان على مشارف العاصمة الصومالية، ان عمله يبدو احيانا غريبا بعض الشيء.
وموتابي هو "مدرب على الروح الوطنية" ويتمثل دوره في جعل نحو 600 صومالي عادوا لتوهم من تدريب على تقنيات القتال في المدن في اوغندا، يحبون وطنهم.
وقال الضابط "أحدثهم عن بلدهم وأعلّمهم كيف يجلّونه". والضابط هو واحد من 17 الف عسكري في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال التي تدعم القوات الحكومية الصومالية الضعيفة التي تحارب الثوار المتطرفين الاسلاميين في حركة "شباب المجاهدين".
واضاف "استعرض معهم تاريخ الصومال".
وفي عهد الرئيس سياد بري الذي اطيح به في 1991، كان الجيش الصومالي احد اقوى جيوش افريقيا. لكن رحيل الرئيس بري اغرق البلاد في فوضى سياسية واطلق الصراعات بين القبائل ما ادى الى تفكك الجيش.
وتابع موتابي "الهدف اليوم هو دفعهم الى خدمة الامة والجيش الوطني وليس امراء الحرب، نريدهم ان ينسوا القبلية".
وتمكن الجيش الصومالي معززا بالقوة الافريقية والقوات الاثيوبية التي وصلت نهاية 2011، في الاشهر الاخيرة من طرد الشباب الذين بايعوا القاعدة، من العديد من معاقلهم. وسهلت هذه الانتصارات مشاركة مليشيات قوية محلية حليفة.
وامام المجندين الواصلين من اوغندا الى مقديشو ثلاثة اسابيع قبل الانضمام الى الجيش الصومالي تخصص لاخذ فكرة عن التاريخ العسكري الصومالي.
ويقول العقيد الصومالي محمد اسماعيل بصوت حازم "القوات المسلحة الصومالية كانت بين الاكبر في افريقيا لكنها بحاجة لاستعادة شعورها بالانتماء، نحن بحاجة الى استعادة الثقة ولنصبح اسد افريقيا".
يضم الجيش الصومالي بضعة آلاف من الجنود المدربين في اوغندا. لكن غالبية قواته من المقاتلين القادمين من مليشيات مختلفة يوحدهم حاليا بالخصوص العدو المشترك "حركة شباب المجاهدين".
وتأطير هذا الجيش مهمة بالغة الصعوبة خصوصا وان هذه الفصائل تتقاتل احيانا للسيطرة على اراض. وفي المناطق التي تسيطر عليها يقع الاهالي احيانا ضحية تجاوزات وانتهاكات كما يحصل مع الشباب، بحسب ما افاد مؤخرا تقرير للامم المتحدة.
وقال التقرير ان "حالات العنف الجنسي في مخيمات المهجرين كثيرة، ويصف ناشطو حقوق الانسان والعاملون الانسانيون حالات الاغتصاب بانها +مستفحلة+".
واقامة جيش عملي فاعل امر اساسي لارساء السلام في الصومال في الوقت الذي سيتم فيه حل السلطات الانتقالية الصومالية المتهمة بالفساد لكن المدعومة من الغرب، في 20 آب/اغسطس لتسليم السلطة الى مؤسسات دائمة.
وغذّى غياب حكومة فعلية في هذا البلد، الواقع في القرن الافريقي، منذ 20 عاما النزاعات القبلية وحرب أهلية لا تنتهي.
لكن المحللين يؤكدون صعوبة تجاوز المنطق القبلي الذي يهيمن على العقليات.
وعلق اج هوغيندورن من مجموعة التفكير الدولية قائلا ان "المشكلة الرئيسة هي ان العديد من القبائل خارج مقديشو يخشون ان تسيطر القبائل التي ينتمي اليها كبار القادة وهم لا يريدون الائتمار بامرها".
واضاف ان "تشكيل وحدات مكونة من خليط من القبائل كان امرا بالغ الصعوبة ولم يحصل الا بضغط مزدوج من القوة الافريقية والجهات الغربية"، مشيرا الى انه "من الصعب معرفة ما سيحدث مع هذه الوحدات اذا استمر التهديد العسكري".
غير ان مشكلة القبلية ليست العقبة الوحيدة لإقامة جيش قوي. فالعديد من عناصر المليشيات يجلبون معهم مجندين من الاطفال والفساد المتنامي الذي تتبخر معه احيانا الاموال المخصصة لمرتبات الجنود ما يؤدي الى انشقاقات واسعة.
ويقول المحلل احمد سليمان من مجموعة شاتام هاوس ان "عدم دفع المرتبات او تاجيل الدفع عامل مهم في ضرب معنويات الجنود وعمليات الانشقاق لمصلحة الشباب".