البطريرك كيريل يقوم بزيارة تاريخية إلى بولندا في ظل قضية بوسي رايوت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وارسو: يصل بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية كيريل هذا الاسبوع الى بولندا في زيارة تاريخية يتوقع ان يعكر صفوها الحكم بشأن ثلاث شابات من فرقة "بوسي رايوت" لموسيقى البانك يحاكمن لادائهن "صلاة" ضد الرئيس فلاديمير بوتين في كاتدرائية موسكو.
وفي اثناء هذه الزيارة التي تستمر اربعة ايام، الاولى التي يقوم بها بطريرك روسي الى بولندا، البلد الكاثوليكي بامتياز، سيوقع رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية الجمعة مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية البولندية المونسنيور يوزف ميشاليك نداء غير مسبوق الى المصالحة البولندية-الروسية.
لكن الحكم على شابات بوسي رايوت اللواتي يحاكمن بموافقة البطريرك قد تعكر صفو الزيارة. فبعد الاحتجاجات التي قام بها مثقفون وفنانون مشهورون من امثال مادونا ويوكو اونو او المخرجين السينمائيين البولنديين اندريي وجدا وانييسسكا هولاند، ينتظر ان يكون هناك "يوم دعم" للشابات الثلاث الجمعة في مدن اوروبية عدة.
وتحاكم المغنيات الثلاث ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عاما) وايكاترينا ساموتسيفيتش (30 عاما) وماريا أليخينا (24 عاما) اللواتي وضعن قيد الحجز منذ خمسة اشهر، يمثلن امام القضاء منذ نهاية تموز/يوليو ويواجهن عقوبة السجن لثلاث سنوات.
وسيلتقي البطريرك كيريل الذي دعاه رسميا رأس الكنيسة البولندية المونسنيور ساوا، الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي والنواب واعضاء مجلس الشيوخ.
ويشتمل الجانب الديني من زيارته التاريخية على زيارة الى غراباركا (شرق) المعروفة بانها موقع للارثوذكس في بولندا التي تعد 38,2 مليون نسمة منهم نصف مليون من الارثوذكس بحسب الاحصاءات الرسمية.
وقال المتحدث باسم الكنيسة الارثوذكسية البولندية هنريك بابروكس لوكالة فرانس برس "مع هذه الزيارة نأمل تعميق العلاقات مع الكنيسة الارثوذكسية في موسكو. ان تاريخنا المعقد بات ينتمي الى الماضي".
وقد اتسمت العلاقات بين بولندا وروسيا بالصعوبات على مدى تاريخهما مع الهيمنة الروسية على قسم كبير من بولندا في القرن التاسع عشر ومع فرض موسكو خمسين عاما من الحكم الشيوعي، كما تضمنت ايضا نزاعات عديدة بين الارثوذكس الروس والكاثوليك البولنديين.
وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي توفي في 2005، يرغب في التوجه الى روسيا لكن امنيته لم تتحقق اذ ان الكنيسة الارثوذكسية التي اصبحت مقربة من الكرملين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عارضت ذلك بقوة. لكن الوضع تغير بحسب الاب الكسندر فولكوف المتحدث باسم الكنيسة الارثوذكسية الروسية.
وقال لفرانس برس "ان العلاقات بين الكنيسة الارثوذكسية الروسية وكنيسة روما الكاثوليكية هي حاليا على اعلى مستوى وتتميز بحوار دائم وتبادل اراء مستمر". واكد ميشاليك في مقابلة اخيرة ان كنيسته تدعم المصالحة بين الشعبين البولندي والروسي بالرغم من تحفظات قسم من اليمين القومي البولندي.
واضاف "ان رسالتنا هي دعوة الى المؤمنين والى الجميع من اجل القيام بفحص ضمير ثم طلب متبادل للمغفرة". وصرح مصدر مقرب من الكنيسة البولندية ان البطريرك كيريل والمونسنيور ميشاليك سيدعوان خصوصا الى "التضرع لله من اجل مغفرة الخطايا والظلم والاذى الذي تسبب به كل طرف للاخر".
وتتفق الكنيستان تماما على نقطة وهي انهما ترفضان القيم الليبرالية للعالم الغربي. واكد المونسنيور ميشاليك لوكالة الانباء البولندية "اليوم يتخلى العالم الغربي بشكل منهجي عن بعض القيم الاساسية المتعلقة بالاداب والاخلاق والخير وقوانين الطبيعة" وذكر بان الكنيسة الارثوذكسية "قالت الشيء نفسه مرات عديدة مستندة الى قوانين الانجيل والاخلاق والطبيعة".