أخبار

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية منقسمة وملطخة بقضية بوسي رايوت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: ادى الموقف المتصلب للبطريركية الارثوذكسية الروسية في قضية بوسي رايوت الى تشويه صورة الكنيسة في المجتمع واضطراب قسم من المؤمنين، بمن فيهم كهنة، يعتبرون ان الصفح عن الشابات الثلاث اكثر تطابقا مع القيم المسيحية.

واعتبر فلاديمير اويفين من موقع كريدو.رو المتخصص في الشؤون الدينية ان "محاكمة بوسي رايوت اضرت بسمعة الكنيسة. ان السلطة الارثوذكسية اخطأت باعطائها كثيرا من الاهمية لهذه القضية، واعتمادها موقفا متشددا، ما جعل من هؤلاء النساء شهيدات".

وكانت خمس شابات اعضاء في فرقة بوسي رايوت رقصن واقمن "صلاة بانك" في شباط/فبراير الماضي في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، وطلبن من السيدة العذراء ان "تخلصهن من بوتين".

وكان البطريرك كيريل وصف عملهن بـ"التدنيس"، واعتبر المتحدث باسم البطريركية فسيفولود تشابلين ان الشابات ارتكبن "جريمة اسوأ من القتل" ويجب "معاقبتهن". وكان افراد فرقة بوسي رايوت تقدمن الى الفاصل المزدان بالايقونات امام المذبح وسجدن مرارا ورسمن اشارات الصليب وادين "صلاتهن" التي كان لحنها اشبه بتراتيل دينية، ما اثار الصدمة لدى العديد من المؤمنين.

ويؤكد حوالى 70% من الروس انهم ارثوذكس، حتى وان كان عدد الذين يمارسون الشعائر بانتظام لا يتجاوز 5% او 7% بحسب استطلاعات مختلفة.

وتتهم ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عاما) وايكاترينا ساموتسيفيتش (30 عاما) وماريا أليخينا (24 عاما) اللواتي يمثلن امام القضاء منذ نهاية تموز/يوليو ووضعن قيد الحجز منذ خمسة اشهر، بـ"إثارة الشغب" و"التحريض على كره الدين"، وطلب المدعي العام حبسهن ثلاث سنوات في احد المعكسرات. واكدن انهن اردن بذلك التنديد بـ"التواطؤ بين الكنيسة والدولة" في روسيا.

وحضر عشرات الاف المؤمنين للصلاة في الهواء الطلق امام الكاتدرائية في نيسان/ابريل بدعوة من البطريرك لـ"تصحيح" الاساءة التي ارتكبتها الشابات. وبحسب معهد الاستطلاع المعروف "مركز ليفادا" فان 47% من الروس يعتبرون ان ادانة بوسي رايوت بالسجن سبع سنوات في معسكر، وهي العقوبة القصوى التي ينص عليها القانون في حالتهن، امر مبرر كليا. لكن هذا الموقف السلبي بعيد من نيل الاجماع.

وكتب احد كهنة موسكو الاب فياتشيسلاف فينيكوف (74 عاما) في انتقاد صريح للبطريركية على احد المواقع الالكترونية "عار على الكنيسة ان ترسل اناسا الى السجن. الكنيسة تصف عملهن بالتدنيس. لكن التدنيس الفعلي هو محاكمتهن باسم المسيح. ان الدين المسيحي هو دين الرحمة والمحبة".

ودعا البرفسور في اكاديمية اللاهوت الاب اندريي كوراييف، الذي هو ايضا احد اشهر المدونين الارثوذكس الى الرأفة، حتى وان كان يعتبر تصرف بوسي رايوت في الكاتدرائية "امرا قبيحا". وقال لمجلة ذي نيو تايمز الصادرة في موسكو "على الكنيسة ان لا تقوم بدور الادعاء، وتطالب بعقوبات شديدة".

وقد دافع نحو مئة فنان روسي من الصف الاول، بينهم المخرج السينمائي اندريي كونتشالوفسكي، والكاتبان ليودميلا اوليتسكايا وبوريس اكونين عن بوسي رايوت معارضين في الوقت نفسه التهم الشديدة الموجهة اليهن وابقاءهن في الحجز لخمسة اشهر وكذلك موقف البطريركية.

وكتبت صحيفة فيدوموستي الخاصة بالاعمال ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية ترتكب "اكبر خطأ منذ 1901" عندما قررت انزال حرم بالكاتب ليون تولستوي. وراى العديد من المراقبين ان محاكمة بوسي رايوت مربكة للكنيسة وللبطريرك الذي واجه انتقادات مرارا في الاشهر الاخيرة.

فقد انتقد البطريرك كيريل خصوصا لانه دعم علنا فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس، ودان حركة الاحتجاج التي كانت تتنامى ضد الكرملين، ما زاد لدى البعض الشعور بان هناك تواطؤا كبيرا بين الكنيسة والدولة. واستهدف ايضا بانتقادات بعد معلومات صحافية لمحت الى انه يعيش نمط حياة فاخرًا لا يتطابق كثيرا مع مثل الانجيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف