عائلة فلسطينية ضحية اعتداء بزجاجة حارقة في مستوطنة قرب بيت لحم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس:لم يخطر ببال ايمن غياضه وزوجته من بلدة نحالين غرب بيت لحم بان مشوار التسوق لعيد الفطر سيجعلهم ضحايا اعتداء بالزجاجات الحارقة على سيارتهم التي كانت تمر بالقرب من مجمع مستوطنات غوش عتصيون قرب بيت لحم.
ويرقد ايمن غياضه (35 عاما) في وضع حرج كما يرقد افراد اسرته من زوجته جميلة (28 عاما) وطفليه محمد (5 سنوات) وايمان (4 سنوات) اضافة الى شقيقه حسن (26 عاما) وقريبه بسام (49 عاما) سائق السيارة العمومية، في مستشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس بعدما اصيب الجميع اصابات متفاوتة.
وغادر ايمن وعائلته بلدة نحالين الخميس حوالى الساعة الخامسة مساء عندما تعرضوا لاعتداء بالقرب من مستوطنة بات عاين بزجاجة حارقة الهبت السيارة.
وقال اياد غياضه (25 عاما) شقيق ايمن في مستشفى هداسا "عندما اصيبت السيارة بالزجاجة الحارقة انحرف السائق على يمين الشارع ووقعت السيارة بحفرة على جانب الطريق".
واضاف "حاول افراد عائلتي الخروج من السيارة بتكسير زجاج الشبابيك والخروج من النوافذ، اما اخي ايمن فقد بقي في السيارة، لانها وقعت على الجهة التي يجلس فيها وغلق عليه الباب، وبقي فيها وهي تحترق لاكثر من خمس دقائق عندما استطاع الناس كسر باب السيارة واخراجه".
وتابع اياد "لقد منعونا من رؤية اخي في المستشفى، هو في غيبوبة وتعرض لحروق من الدرجة الثالثة في وجهه، وأثر الحرق على عينيه واحترقت حنجرته وصدره وظهره. وضعوا له انبوبا بلاستيكيا للتنفس".
وقال ايضا "استطعت الدخول وراء الطبيب الى غرفة الانعاش واختلست النظر عليه، اغمي علي وبعدها بكيت. هذا ليس اخي ايمن، لم اعرفه، وجهه منتفخ ومشوه وقد وضعوا ضمادات على عينيه".
واوضح اياد "حضرت والدتي لكنها لم تستطع رؤيته ومرضت عند سماع الخبر فاعدناها الى البلدة".
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهد في رسالتين الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، بملاحقة منفذي الهجوم على السيارة الفلسطينية، كما افاد مكتبه.
واكد نتانياهو انه سيتابع "من كثب العلاج الطبي الذي يتلقاه المصابون الذين يعالجون في اسرائيل" وعرض عليهم "اي مساعدة قد يحتاجون اليها".
واعطت الادارة المدنية تصاريح زيارة لعائلة غياضه في مستشفى هداسا لسوء الوضع، وتوزع افراد العائلة في اكثر من مبنى ليتسنى لهم رؤية اقاربهم.
وقال محمود غياضه ويعمل قاضي صلح في مدينة الخليل خلال زيارته لعمه "ان عمي بسام هو سائق السيارة وقد راى الفاعل اثناء القاء الزجاجة الحارقة وابلغ الشرطة قبل ان يسوء"، مشيرا الى انه ما يزال "تحت المخدر حتى لا يشعر بالالام الحرق في وجهه ويديه".
واضاف ان "المستوطنين القوا في شهر رمضان حجارة وزجاجات حارقة حوالى ثماني مرات على سيارات عمومية وخاصة من بلدنا الحقت بهم اضرارا مادية، وقدموا شكاوى للجهات المختصة".
ومن جهته قال رئيس المجلس المحلي لبلدة نحالين اسامة شكارنه لوكالة فرانس برس ان "هذا الحادث صعب للغاية، ويتعرض المواطنون باستمرار لاعتداءات المستوطنين المتكررة لكن ليس بمثل هذه الدرجة من الاعتداء".
واكد ان "المستوطنين يختبئون عند منطقة حرجية ويضربون السيارات بالحجارة، اثناء صعودها للشارع الرئيسي، مثلما حدث مع هذه السيارة والناس تشكو عبر الارتباط المدني والصليب الاحمر والمسؤولين الاسرائيليين".
وقال ان "الناس في البلد بحالة امتعاض واحتقان حتى انهم يفكرون بالاعتصام امام الادارةالمدنية احتجاجا على ما جرى".
من جهتها قالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية "ان هناك حظرا يترتب من نشر تفاصيل الحادث وذلك بأمر من جهاز المخابرات العامة (الشاباك)".
لكن المفتش العام للشرطة الاسرائيلية الميجور جنرال يوحنان دنينيو اكد ان "الشرطة لن تسمح لمجرمين متطرفين بالعمل على تأجيج وتشويش مجرى الحياة العادية في كافة انحاء البلاد وخصوصا في المناطق الخاصة ذات النسيج الحساس، وعشية حلول الاعياد الاسلامية وايضا اليهودية".
واضاف "ان الحديث يدور حول واقعة قاسية وبالغة الخطورة"، مؤكدا انه اوعز الى القيادات الامنية والاستخباراتية بالعمل "من اجل التوصل الى الجناة الفاعلين وتقديمهم للعدالة مع انزال اقصى العقوبات بحقهم وذلك في اسرع وقت ممكن".
وبلدة نحالين يسكن فيها نحو تسعة الاف فلسطيني محاصرة بخمس مستوطنات بنيت على اراضيها. وقال رئيس مجلسها البلدي ان اسرائيل صادرت نحو 14 الف دونم من اراضيها واغلقت مدخلين من مداخل القرية وابقت الطريق الوحيد الذي يمر عبر تجمع مستوطنات غوش عتصيون.