سفينة "أستل" تحاول إحداث شرخ في جدار الصمت تجاه غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في تغيير نوعي لمحاولات كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، بدأت حركة "Ship to Gaza Sweden" محاولة جديدة، بتسيير سفينة صغيرة الحجم نسبياً، وبتكتيك مغاير لحركة "أسطول الحرية" التي قُمعت بشكل دموي، في العام 2010. ويأمل الناشطون السويديون الذين يُسيّرون هذه السفينة، تحقيق الهدف الذي يأملون بلوغه، بعد تأكدهم أن تسيير سفن كبيرة قد لا يكون كافياً لكسر الحصار عن غزة.
ستوكهولم: قريباً من القطب الشمالي، وعند حافته تقريباً، انطلقت باتجاه غزة المُحاصرة، سفينة تشبه سفن القراصنة السويديين قديماً، ليس لغزو جديد، وإنما لفك الحصار عنها، وإحداثِ شرخ، "مهما كان صغيراً" في جدار الصمت الرهيب الذي يلف سكانها، كما يأمل القائمون على الرحلة، التي تسمى " Ship to Gaza Sweden ".
وتحمل هذه السفينة مساعدات طبية وتجهيزات رياضية وفنية رمزية، جمعها ناشطون سويديون، من التبرعات. كما يقول القائمون عليها، والذين يأملون أيضًا أن تتمكن حملتهم الجديدة التي تقودها سفينة "أستل" هذه المرة، من كسر الصمت أولاً، قبل الحصار، وذلك من خلال، رحلتها الطويلة في البحار، ومرورها بعدة دول لجمع التأييد لهذه القضية. ومن المقرر أن تصل السفينة الى المياة الإقليمية لغزة، في نهاية أيلول (سبتمبر) القادم، أو بداية تشرين الأول (أكتوبر) القادم.
والسفينة طولها 50 متراً، وهي شراعية، ولكن في الوقت نفسه فيها محرك، قوته ليست كبيرة. والهدف الأساسي من جعلها بطيئة هو لفت أنظار العالم كله، خصوصًا الأوروبي إلى الحصار عن غزة.
وقد انطلقت الرحلة في منتصف نيسان (أبريل) 2012 من المياه الفنلندية، ووصلت الى المياه السويدية في مدينة أوميو في أيار (مايو) الماضي. وفي 14 حزيران (يونيو) المنصرم، أبحرت السفينة بإتجاه جزيرة كوتلاند السويدية، ومن ثم الى مالمو، وبعدها الى مدينة يوتوبوري جنوبي السويد، ومن هناك اتجهت الى النرويج، وفي 10 آب اتجهت الى فرنسا، وستقطع مسافات بحرية كبيرة قبل أن تصل الى غزة في الوقت المحدد لها.
وكلما رست السفينة في ميناء، يقوم أعضاء الحركة بتنظيم نشاطات دعائية ومهرجانات تضامنية، لفضح الحصار المفروض على غزة، وكيف يؤذي الناس العاديين، وينتقم منهم، ويدفعهم الى التطرف في بعض الأحيان.
هدفنا كسر الحصار والتضامن مع أهل غزة
ويقول مسؤول الحملة في مدينة أوبسالا أميل صرصور لـ "إيلاف" إن توجيه السفينة بإتجاه غزة، هو "محاولة جدية لكسر الحصار عنها، رغم معرفتنا بأن اسرائيل لن تسمح لها بالدخول". وكان أميل أحد النشطاء المشاركين في الأسطول الذي توجه الى غزة في عام 2010 والذي قمعته السلطات الإسرائيلية. وألقي القبض عليه، قبل أن يجري لاحقاً الأفراج عنه مع المجموعة التي جرى اعتقالها.
ويضيف صرصور أن هدفنا "هو لفت أنظار العالم الى الحصار الظالم على غزة، والهدف الثاني هو تضامني، نُظهر من خلاله أن هناك شعوباً متضامنة مع الناس في غزة، أما الهدف الثالث فهو هدف إنساني، يناضل أعضاء الحركة التي يقودها سويديون، من أجل أن يعرف العالم أن هناك شعباً مظلوماً في غزة".
وحول الموقف السويدي من الحركة، يقول صرصور إن وزارة الخارجية السويدية سمحت أن تنطلق الرحلة من السويد. ولم تعترض عليها، وهذا هو "تأييد ضمني"، بحسب ما يعتقد. لكنه يشير الى أن جهود كسر الحصار تلقى الدعم والتضامن القوي من قبل أحزاب المعارضة، وهي اليسار والاشتراكي الديمقراطي والبيئة.
ويقول إن "هناكنائبة برلمانية من حزب الشعب السويدي المُنضوي الى التحالف تشارك في الحملة، لكن بشكل مستقل، لأن حزب الشعب مؤيد لإسرائيل". ويستذكر صرصور أن وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت والسفير السويدي في تركيا، شاركا في مراسيم استقبالهم في مطار أستنبول عندما " خرجنا من سجون الاحتلال الإسرائيلي في العام 2010، بعد أن جرى اعتقالنا في أسطول الحرية".
وبخصوص التمويل المالي، يقول أميل صرصور إن التمويل هو "من التبرعات التي تجمعها الحركة من الناس، فنحن نقوم أيام الجمعة والسبت في مدينة أوبسالا مثلا بجمع التبرعات من عامة الناس، واستطعنا حاليًا جمع حوالي 600 الف كرونة سويدية".
يهودي يقود الحملة!
واللافت أن فايلر هو يهودي، لكنه يعيش في السويد منذ بداية السبعينات من القرن المنصرم، بعد أن كان قد مزّق جوازه الإسرائيلي، وقرر البقاء في السويد، احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة "Aftonbladet" السويدية عنه في أعقاب الاعتداء عليه القول إنه "غاضب جداً من الأشخاص الذين يريدون منعه من ممارسة نشاطه الإنساني، وإنه يريد العيش، وممارسة نشاطاته السلمية، بدون تهديد على حياته". وفايلر هو طبيب وموسيقي في آن واحد، وهو عضو في المنظمة اليهودية من أجل السلام المناهضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية.
ويرى مراقبون تحدثت اليهم "إيلاف" أن تغيير تكتيك الحركات السلمية المناهضة للحصار المفروض على غزة، قد لا يكون له تأثير آني، قصير الأمد، لكنه قد يؤدي مع اتساع هذه الحركة، الى تغييرات ميدانية على الأرض، تسمح بتخفيف الحصار، وإدخال المزيد من المساعدات الى القطاع.