أخبار

قادة أفريقيا والعالم يشيدون بدور ميليس "الاستراتيجي" في القارة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيروبي: اشاد قادة عدد من الدول الافريقية والعالم الثلاثاء بالدور "الاستراتيجي" الذي لعبه في القارة رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الذي توفي الثلاثاء في بروكسل بعد حكم دام عشرين عامًا.

ويترك موت ميليس فراغًا كبيراً في منطقة شرق افريقيا والقارة السوداء، حيث تعتبر اثيوبيا قوة اقليمية كبرى، ولا سيما في القرن الافريقي الذي يشهد اضطرابات ولاستضافتها مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة اديس ابابا.

وقال الرئيس الكيني مواي كيباكي في بيان ان وفاة ميليس "خسارة كبيرة"، معتبرا انه قائد "براغماتي وصاحب رؤية امنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي". واضاف ان "المنطقة (شرق افريقيا) وافريقيا فقدت قيادة ومؤهلات المفاوض ميليس".

من جهته، قال رئيس الوزراء رايلا اودينغا للبي بي سي انه يشعر بالقلق على استقرار اثيوبيا التي يهددها العنف الاتني بعد موت رجلها القوي.
وفي جنوب السودان، اشاد وزير الاعلام برنابا ماريال بنجامين ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بالدور الاستراتيجي الذي لعبه ميليس في العلاقات بين جوبا والخرطوم بعد انفصال الجنوب على اثر عقدين من الحرب، معتبرا انه "قائد عظيم".

وقال "كان رائعا ليس فقط في ما يتعلق بعلاقاتنا الاستراتيجية بين جنوب السودان واثيوبيا، لكن بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي كلف السعي الى سلام بين السودان وجنوب السودان المستقل حديثا".

وفي الخرطوم، قالت وزارة الخارجية السودانية ان "القارة الافريقية فقدت قائدا حكيما لعب دورا مهما في دعم الجهود من اجل السلام والاستقرار في القارة خصوصا عبر استضافة المفاوضات مع جنوب السودان لاكثر من عام". اما اوغندا فرأت ان وفاة ميليس "خسارة كبيرة لكل افريقيا (...) لانه ساهم في التوصل الى حلول للمشاكل فيها".

واشار وزير التعاون الاقليمي الاوغندي عثمان كيينجي الى ان ميليس ارسل في تشرين الثاني/نوفمبر قوات بلاده الى الصومال لدعم قوة الاتحاد الافريقي التي تقاتل المتمردين الاسلاميين الشباب وتساهم كمبالا فيها. وعبّر عن الامل في ان تواصل الحكومة الاثيوبية الجديدة شراكتها مع هذه القوة.

لكن حركة الشباب الصومالية المتمردة اعربت الثلاثاء عن ابتهاجها لوفاة ميليس زيناوي الذي ارسل الجيش الاثيوبي مرتين الى الصومال حيث سيطر على معقلها في بيداوة.

وقال علي محمد راجي المتحدث باسم حركة الشباب عبر اذاعة الاندلس التابعة لهم ان "وفاة ميليس هي نبأ مفرح لكل الصوماليين، نامل من الله ان يجازيه على ما فعله بشعبنا". ونعى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ميليس، مؤكدا انه كان "قائدا قويا ليس في بلده فحسب، بل في كل القارة الافريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصا في القرن الافريقي".

واكد ان جنوب افريقيا "واثقة من ان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايليمريام ديسيلين، الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الاثيوبي، سيواصل العمل للابقاء على الاستقرار والسلام في المنطقة ليحمي بذلك ارث ميليس".

من جهته، اكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزو ان زيناي كان "زعيما افريقيا محترما برهن على التزام شخصي كبير لسنوات عديدة لتحسين حياة الاثيوبيين وكل شعوب افريقيا". وشدد باروزو خصوصا على دوره من اجل احلال "الاسلام والاستقرار" في القرن الافريقي.

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان رئيس الحكومة الراحل كان "ناطقا ومصدر المهم لافريقيا حول القضايا الدولية وبرهن على قدراته كقائد وصاحب رؤية في الصومال والسودان" البلدين المجاورين لاثيوبيا ويواجهان اضطرابات.

واضاف ان "مساهمته الشخصية في تنمية اثيوبيا وخصوصًا اخراج ملايين الاثيوبيين من الفقر نموذجية في المنطقة (...) سنفتقده كثيرا". الا ان منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ووسائل اعلام اشارت الى الارث القمعي لميليس.

وقالت كلير بستون من منظمة العفو الدولية لوكالة فرانس برس ان "السنوات الـ21 التي امضاها ميليس في السلطة اتسمت بقمع متزايد وانتهاكات معممة لحقوق الانسان". واضافت ان "حكومته خنقت اصوات المعارضة وفككت وسائل الاعلام المستقلة وعرقلت عمل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان وكمت اصوات المعارضة السياسية".

اما هيومن رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، فدعت الى تعديل قانون لمكافحة الارهاب لانه استخدم لارسال معارضين وصحافيين بينهم سويديان الى السجن. وقالت ان ميليس يترك ارثا متضاربا، اذ انه وراء تنمية اقتصادية كبيرة مع انها غير متكافئة، الى جانب "تدهور واضح في الحقوق المدنية والسياسية".

ودعت المنظمة الحكومة الاثوبية الى "الافراج عن العديد من السجناء السياسيين المعتقلين بشكل غير شرعي، والعمل على ان يترجم الانتقال بانفتاح سياسي اكبر".

واخيرا قالت منظمة مراسلون بلا حدود ان "حرية الاعلام في عهد ميليس تعرضت لانتكاسة كبيرة". واكدت انها "تأمل ان يعمل رئيس الحكومة المقبلة من اجل الافراج عن الصحافيين المسجونين ظلما ويشكل احتجازهم وصمة تشوه صورة اثيوبيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف