كتاب جديد عن مقتل بن لادن يثير سجالاً واسعًا في الولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أنجز أحد أفراد القوة الخاصة الأميركية، التي قتلت أسامة بن لادن، تأليف كتاب عن العملية، أثار تساؤلات جديدة عن إمكانية نشر معلومات مصنفة تتعلق باغتيال زعيم تنظيم القاعدة في غارة على مجمعه في باكستان.
إعداد عبد الإله مجيد: قال مسؤولون عسكريون أميركيون إنهم لا يعتقدون أن وزارة الدفاع راجعت الكتاب أو أصدرت موافقتها على نشره، كما تفعل عادة مع الأعمال التي يكتبها أفراد القوات المسلحة للتوثق من عدم الكشف عن مواد مصنفة.
يأتي الكتاب، الذي سيصدر في 11 أيلول/سبتمبر، بعنوان "يوم ليس سهلاً" وسط سجال محتدم حول انخراط عسكريين ما زالوا يخدمون أو تقاعدوا في العمل السياسي.
ونقلت صحيفة الغارديان عن المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إنه لم يقرأ الكتاب، ولا يعرف أحدًا في وزارة الدفاع قام بمراجعته، فيما أعلن البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية أنهما لم يراجعا الكتاب أيضًا.
وكان مؤلف الكتاب أحد أفراد القوة البحرية الخاصة ومن أوائل الذين اقتحموا المجمع عندما نُفذت الغارة في مدينة أبوت آباد. وقال إنه كان حاضرًا عندما قُتل بن لادن.
في تطور منفصل، أطلقت مجموعة من ضباط العمليات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية المتقاعدين حملة يتهمون فيها الرئيس باراك أوباما بكشف تفاصيل مصنفة عن العملية، وتوظيف عملية قتل بن لادن في حملته الانتخابية. وتقول المجموعة إن أوباما جيَّر لنفسه رصيدًا أكبر مما يستحق عن العملية.
وندد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي وعسكريون آخرون في قوات العمليات الخاصة بهؤلاء الضباط قائلين إن انتقاداتهم متحزبة وليست مهنية. وحذر ديمبسي من أن انخراط عسكريين في السياسة يقوّض ثقة الرأي العام بالقوات المسلحة.
وكان مؤلف الكتاب الجديد عن قتل بن لادن استقال من قوات العمليات الخاصة، ويستخدم اسمًا مستعارًا، هو مارك أون. وقالت دار داتون للنشر التي ستصدر الكتاب في بيان صحافي إن أون يعتبر كتابه محاولة "لتصحيح السجال عن واحدة من أهم العمليات في التاريخ العسكري الأميركي".
وأوضح أون أن الكتاب يتحدث عن "الأفراد" الذين نفذوا العملية والتضحيات التي تقدمها قوات العمليات الخاصة في مجرى تنفيذ مهماتها، وهو مكتوب بأمل أن يلهم الشباب للانضمام إلى القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية.
وكثيرًا ما يتعين على العسكريين المنتسبين إلى قوات العمليات الخاصة أن يوقعوا تعهدًا بعدم الحديث عن عملهم، وكشف معلومات من دون تخويل والإقرار بأن مثل هذا الكشف يمكن أن يشكل جريمة. ونقلت صحيفة الغارديان عن كريستين بول المتحدثة باسم دار داتون للنشر أن محاميًا سابقًا في قوات العمليات الخاصة راجع الكتاب، وأن مراجعته انصبت على ما إذا كان النص يحوي معلومات تكتيكية وتقنية وإجرائية ومعلومات أخرى يمكن أن تعتبر مصنفة، وأنه توصل إلى أن الكتاب لا يشكل تهديدًا للأمن القومي.
وهدد المتحدث باسم وزارة الدفاع جيمس غريغوري من جهته بأن البنتاغون سيحيل الكتاب على القضاء إذا كشف معلومات مصنفة عن الغارة.
وتنص أنظمة البنتاغون على إلزام العسكريين المتقاعدين والموظفين السابقين وأفراد الوحدات العسكرية غير القتالية وجنود وضباط الاحتياط باستخدام آلية مراجعة أمنية، تعتمدها وزارة الدفاع "للتوثق من أن المعلومات التي يقدمونها للنشر العام لا تنال من الأمن القومي".
وتوقع مراقبون أن تدلو وكالة المخابرات المركزية بدلوها في السجال الدائر حول الكتاب الجديد، لأن عملية قتل بن لادن كانت بإدارتها. وقرر قاض فيدرالي في وقت سابق من العام حرمان موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية كشف حقائق عن أنشطتها تحت اسم مستعار هو إشمائيل جونز من أي أرباح يحققها في المستقبل من كتابه الموسوم "العامل البشري: من داخل الثقافة الاستخباراتية المعطوبة لوكالة المخابرات المركزية". ويزخر الكتاب بالانتقادات اللاذعة للوكالة. واستند القاضي في قراره إلى أن مؤلف الكتاب لم يطلب موافقة رب عمله السابق، وكالة المخابرات المركزية، قبل النشر.
وفي عام 2010 ذهبت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن مذكرات ضابط استخبارات سابق في الجيش تشكل تهديدًا للأمن القومي. ودفع البنتاغون 47 ألف دولار لإتلاف 9500 نسخة من الكتاب، الذي نُشر بعنوان "عملية القلب الأسود: فن التجسس والعمليات الخاصة على خطوط الجبهة في أفغانستان والطريق إلى النصر".
وكان الكتاب من تأليف أنطوني شايفر، الذي قال محاميه إن قوات الاحتياط أصدرت موافقتها على مخطوطة الكتاب مسبقًا، ولكن وزارة الدفاع ألغت الموافقة لاحقًا.