تهديدات بالإغتصاب والقتل للداعيات إلى المظاهرة العارية في مصر

كشفت إحدى الفتيات المصريات اللواتي يعملن سراً على تنظيم تظاهرة عارية أن الهدف منها هو لفت الإنتباه إلى الخطورة الداهمة التي تواجهها حرية الرأي والتعبير في مصر في ظل حكم الإخوان وحلفائهم السلفيين.

منذ إندلاع ثورة 25 يناير في مصر، لم يعد هناك شيء غريب في مصر، فالثورة أظهرت أفضل ما يملكه المصريون، وأظهرت أسوأ ما لديهم في الوقت نفسه، فبينما انتشرت فيها فتاوى التكفير والتحريم، وزادت نسبة المنقبات اختياراً أو جبراً، ظهرت مصرية، تدعى علياء المهدي، للمرة الأولى في تاريخها وفي المنطقة العربية عارية تماماً ونشرت صورها على مدونتها على الشبكة العنكبوتية، تعبيراً عن رفضها لمحاولات الإنتقاص من حرية المرأة، وها هن مجموعة من النسوة المصريات أيضاً يطلقن تحذيرات بأنهن سوف ينظمن مظاهرات عارية، في حالة إصدار أحكام بحبس الإعلامي توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين، الذي يحاكم حالياً بتهمة إهانة الرئيس ونشر أخبار كاذبة والتحريض على الفتنة الطائفية والتحريض على القتل.

القص واللصق

تطاير نبأ المظاهرة العارية بين مئات المواقع والصحف بطريقة القص واللصق، وأثار ردود فعل قوية، لاسيما أنها المرة الأولى في المنطقة العربية التي تعلن فيها نساء عربيات التظاهر عاريات، ليس دفاعاً عن حقوق المرأة، ولكن دفاعاً عن إعلامي مثير للجدل، ومعادٍ لثورة 25 يناير، جهاراً نهاراً.

نبأ المظاهرة الذي انتشر كالنار في الهشيم، كانت هناك صعوبة بالغة في تتبع جذور انطلاقه، رغم أنه منسوب لموقع محيط الإخباري، وفشلت رحلة البحث "أنترنتياً" في التوصل إليه، في حين اعتبرته وسائل إعلام ونشطاء سياسيون أنه شائعة لا محل لها من الإعراب.

وإتصلت "إيلاف" برئيس تحرير محيط صلاح بديوي للتأكد من أن الخبر المنسوب إلى موقعه صحيح، فقال إن الخبر نشر لديه بالفعل، لكن ليست لديه أية تفاصيل عنه، مشيراً إلى أن الزميل الذي جلب الخبر متأكد من صدقيته.

وأضاف أن توفيق عكاشة لديه أنصار كثيرون، وكل شيء متوقع في هذا الزمان. وتابع مبتسماً: هو ـ توفيق عكاشةـ يقول أن وراءه أسوداً، ولكن يبدو أنها أسود ولبوات أيضاً".

عكاشة لا يرد

حاولت "إيلاف" الوصول إلى الإعلامي توفيق عكاشة، وإتصلت به أكثر من عشر مرات، لكنه لا يجيب على هاتفه، لاسيما أنه هارب من أمر قضائي بالضبط والإحضار على ذمة القضية المتهم فيها بإهانة الرئيس والتحريض على قتله، وإثارة الفتنة الطائفية ونشر أخبار كاذبة.

واختفى منذ أسبوعين، وتتحدث تقارير إعلامية عن هروبه الى الخارج. وأجرت "إيلاف" إتصالات بمحاميه المستشار نجيب جبرائيل، لكنه رد ضاحكاً، وقال "حلوة دي"، ونفى أن يكون لديه علم بهذه المظاهرة، وقال إن مظاهرة بهذا الشكل لو نظمت سوف تزيد حزمة الإتهامات الموجهة إلى توفيق عكاشة اتهاماً جديداً، وهو التحريض على ممارسة الفعل الفاضح بالطريق العام، مشيراً إلى أنه سوف يتأكد من صدقية الخبر منه شخصياً.

فعل فاضح بالطريق العام

وحول ما إذا كانت وزارة الداخلية تلقت إخطاراً بتنظيم "المظاهرة العارية"، قال مصدر أمني إن الوزارة لم تتلقَ أية إخطارات بتلك المظاهرة، مشيراً إلى أنه لن يسمح بها مطلقاً، لأنها تتنافى مع التقاليد الإجتماعية والأخلاق والدين والقانون، وأكد المصدر أن التحريض على الفسوق والفجور وارتكاب فعل علني فاضح بالطريق العام بإنتظار المشاركات في المظاهرة في حالة تنظيمها.

الداعية للمظاهرة العارية تتحدث

بعد عدة إتصالات مع أشخاص من أنصار توفيق عكاشة والمقربين منه، توصلت "إيلاف" إلى إحدى الفتيات، التي تعمل سراً على تنظيم تلك المظاهرة الفريدة من نوعها في مصر، وقالت الفتاة وهي طالبة في كلية الآداب، و تدعى "حنان.ي"، وفضلت عدم ذكر الإسم كاملاً لـ"إيلاف" خشية التعرض للأذى من المتشددين السلفيين على حد تعبيرها، إن خبر التهديد بالمظاهرة حقيقي.

مشيرة إلى أنها وعدداً من الناشطات و أنصار توفيق عكاشة يتواصلن عبر موقع فايسبوك الإجتماعي، ولديهن إعتقاد راسخ بأنه من خيرة الإعلاميين في مصر، وأنه رجل وطني ويعمل لصالح مصر، ولفتت إلى أن الهدف من التهديد بتنظيم مظاهرة عارية هو لفت الإنتباه إلى الخطورة الداهمة التي تواجهها حرية الرأي والتعبير في مصر في ظل حكم الإخوان وحلفائهم السلفيين.

عصر ظلامي

وأوضحت حنان أن مصر مقدمة على عصر ظلامي تندثر فيه قيم الحرية واحترام الآخر، فبعد الثورة ظهرت جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وراح كل من يرى أنه متدين يسعى الى إقامة حدود الله على غيره من الناس، فقتلوا شاباً كان بصحبة خطيبته، وانتشرت فتاوى تكفير كل من يخالفهم في الرأي السياسي، أي أنهم يستخدمون الدين في قمع معارضيهم، ولعل آخر فتوى إهدار دم المشاركين في مظاهرات 24 أغسطس/ آب الجاري ضد الإخوان.

ولفتت إلى أنه في المقابل هناك مظاهر متعددة للتحرر في مصر، لأن الشعب المصري لا يمكنه تقييده أبداً، ولن يسمح بإستنساخ الإستبداد مرة أخرى بلحية وجلباب، فخلعت علياء المهدي ملابسها كاملة ونشرت صورها على مدونتها من أجل حرية المرأة، التي يسعى الإسلاميون إلى سلبها إياها.

الإغتصاب والقتل

وأكدت "حنان" أن نشر خبر التهديد بالمظاهرة العارية كان الهدف منه "جس النبض"، مشيرة إلى أن الداعيات إلى "المظاهرة العارية" قد لا يلجأن إلى تنفيذ تهديداتهن، خشية تعرضهن للقتل، بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأضافت أنهن تابعن على مدى الأيام القليلة الماضية ردود الفعل حول الخبر، وكانت سيئة للغاية، وتلقين تهديدات بالإغتصاب والقتل، وكان التهديد بالإعتقال أقل التهديدات، منوهة إلى أنهن قد يدخرن ذلك المظهر الإحتجاجي الجديد على الشارع العربي لحدث أهم يتعلق بالدفاع عن حقوق المرأة.