"تطويق الصين" قد يكون من الأهداف المخفية للدرع الصاروخي الاميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قرار الولايات المتحدة توسيع درع الدفاع الصاروخي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قد يغذي المخاوف الصينية بشأنه ويشجع بكين على تسريع برنامجها الصاروخي الخاص، وفقاً لمحللين.
بكين: الخطوات الجديدة التي تتضمن نشر نظام رادار للإنذار المبكر، المعروف باسم (اكس باند)، في اليابان وآخر في جنوب شرق آسيا يعكس حجم القوة العسكرية الأميركية وتدخلها الأمني العميق في المنطقة بعد عشر سنوات من تركيزها على الشرق الأوسط وأفغانستان.
ولم تصدر ردود فعل رسمية عن الصين حتى الآن، في حين قال تشو فنغ، خبير أمني صيني في جامعة بكين، إن الإعلان الأميركي سيؤدي إلى تسريع سباق التسلح في المنطقة.
في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ"وول ستريت جورنال" عن مسؤول اميركي كبير، قوله إن البنتاغون يواجه صعوبة في إقناع الجيش الشعبي الصيني بأن بنية الدفاع الصاروخي لم تصمم بهدف تطويقه.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الدروع الصاروخية هي "نظم دفاعية"، وإن النظم في آسيا صممت لمواجهة التهديدات من كوريا و"لا تستهدف الصين"، مشيرة الى أن الجانب الأميركي ناقش مع الصين هدف تلك النظم عبر القنوات العسكرية والسياسية.
في مؤتمر صحافي يوم الجمعة، أكد وزير الدفاع الياباني ساتوشي موريموتو أن طوكيو وواشنطن "أجرتا مناقشات مختلفة حول الدفاعات الصاروخية، بما في ذلك كيفية نشر نظام رادار اكس باند التابع للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن الأمر بحاجة إلى المزيد من الوقت قبل الكشف عن التفاصيل.
خبر خطط الولايات المتحدة التي نشرت في صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق هذا الأسبوع، يضرب وترًا حساسًا في المنطقة المعنية عن تأكيد الذات المتنامية للصين.
واشارت الصحيفة إلى أن العديد من المراقبين في اليابان يشعرون بضرورة تدعيم القدرات الدفاعية الخاصة بالدولة وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة التوسع العسكري الصيني والطموحات النووية لكوريا الشمالية.
"الصين ستستغل هذا الأمر سياسياً. بالنسبة لهم، هذه الخطة تؤكد صحة البروباغندا التي تكشف عقلية أميركا التي تعتمد على نهج الحرب الباردة، وتؤكد على أن الغرض منها هو احتواء الصين"، وفقاً لكارل ثاير، خبير الأمن الآسيوي أكاديمية الدفاع الاسترالية في كانبيرا.
ولم تعلق وزارة الدفاع الصينية مباشرة على خطط مضادات الصواريخ الأميركية، لكنها اصدرت مذكرة يوم الخميس تشير إلى أن "الصين تعتقد دائماً أنه ينبغي التعامل مع هذه القضية بتكتم كبير، من وجهة نظر حماية الاستقرار الاستراتيجي العالمي".
وتعمل الصين على تطوير صواريخ جديدة متطورة، بما في ذلك تلك القادرة على ضرب حاملات الطائرات الاميركية العاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتهدف هذه الجهود جزئياً إلى منع الولايات المتحدة من الوصول الى المنطقة، وهو ما قد يعقّد جهود واشنطن للدفاع عن تايوان في حال وجود أي نزاع.
"محاولة التغلب على هذا الواقع قد تشكل مجازفة للولايات المتحدة بالدخول في سباق لا تستطيع الفوز فيه ولا تحمل نتائجه"، يقول المحلل أندرو اريكسون وغابي كولينز في تعليق لصحيفة "وول ستريت جورنال".
واعتبرت الصحيفة أن مشاعر اليابان مختلطة حول مسألة الدفاع عن الامة وتحالفها الأمني الطويل الأمد مع الولايات المتحدة للعثور على موقع لرادار "اكس باند"، لا سيما وأن هذه المهمة لن تكون سهلة بسبب معارضة القاعدة الشعبية المتزايدة للوجود العسكري الأميركي في اليابان.
وتستضيف اليابان رادار "اكس باند" في ولاية آوموري الشمالية منذ العام 2006. في ذلك الوقت، أثارت هذه الخطوة مخاوف السكان المحليين الذين يخشون من أن وجود الرادار من شأنه أن يجعلهم هدفاً لهجمات العدو المحتملة.
وقال مسؤولون اميركيون إنه من الممكن وضع رادار آخر في الفليبين، الأمر الذي سيساعد واشنطن والعديد من حلفائها على تعقب الصواريخ الباليستية التي تطلق من كوريا الشمالية وجزء من الصين، بشكل أكثر دقة.
ونقلت الـ"وول ستريت جورنال" عن راؤول هرنانديز، مساعد وزير الخارجية الفليبينية، قوله إن بلاده لم تتلقَ طلباً من قبل الولايات المتحدة لوضع رادار الإنذار المبكر "اكس باند" على أراضيها.
ويحذر بعض المحللين من أن الخطة الاميركية قد تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة التي تواجه نزاعات إقليمية متقلبة، وتنافساً محموماً على الموارد والقومية المتنامية.
"هذه الخطوة قد تفرض على الحكومات في المنطقة اتخاذ خيارات غير مريحة"، وفقاً لسوماثي بيرمال،واحدة منكبار الباحثين في مركز الأمن البحري في معهد البحرية في ماليزيا.
وأضافت: "ماليزيا تقدر علاقاتها الوثيقة مع كل من الولايات المتحدة والصين، ولا ترغب في زعزعة هذه الروابط".
من جهتها، تقول لورا سالمان، الباحثة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن قضية رادار "اكس باند" تتعلق بصلب التحديث العسكري الصيني الشامل ودورها في آسيا.
ويأتي هذا التوسع في الوقت الذي تعبّر فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة عن قلقها من تهديد الصواريخ الكورية الشمالية. كما أنها قلقة على نحو متزايد بشأن موقف الصين العدواني في المياه المتنازع عليها مثل بحر الصين الجنوبي، حيث يستعر التنافس الآسيوي من أجل السيطرة على حقوق النفط والمعادن.
ويشعر المسؤولون عن التخطيط العسكري في الولايات المتحدة بالقلق من خطة الصين لتطوير صواريخ باليستية مضادة للسفن، والتي يمكن أن تهدد الأساطيل البحرية من حاملات الطائرات، وبالتالي ستكون حاسمة في الحد من سلطة الولايات المتحدة في آسيا.
وتهدف وزارة الدفاع الأميركية إلى طمأنة حلفائها في المنطقة، فالعديد منهم يرغب بالدعم الأميركي، انما من دون أن يعني ذلك استفزاز الصين.
كما أن هذه الدول ليست متأكدة من أن واشنطن ستقدر على مواجهة التحديث العسكري المتسارع للصين بسبب القيود المالية الأميركية.
ويقول محللون إنه "من غير الواضح مدى فعالية الدفاعات الصاروخية الاميركية ضد الصين"، مستنجدين إلى تقرير صدر عن البنتاغون في العام 2010 بشأن الدفاعات الصاروخية الباليستية، واشاروا إلى أن نظام الدفاع الصاروخي غير قادر على التعامل مع هجمات الصواريخ الروسية أو الصينية واسعة النطاق.
وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى إن الدفاع الصاروخي الجديدة سيكون قادراً على تتبع وصدّ هذه الصواريخ، الأمر الذي يكفي لردع بكين عن أي محاولة هجوم.
وما أن يقوم رادار الـ "اكس باند" بتحديد مسار الصاروخ، يمكن للولايات المتحدة إرسال أوامرها إلى إحدى الفرق أو القوات البرية لإطلاق صواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ.
وقد وضعت القوات البحرية خططًا لتوسيع أسطولها من السفن الحربية للصواريخ الباليستية القادرة على الدفاع، وذلك بزيادة عدد السفن الحربية من 26 إلى 36 بحلول العام 2018، وفقاً لمسؤولين في البحرية وخدمة الأبحاث في الكونغرس.