ميت رومني مرشح لم ينجح في كسب ود الأميركيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قد يكون ميت رومني جذاب المظهر وقد يكون الأميركيون يفضلونه على باراك اوباما في مسائل الاقتصاد، لكن بالرغم من صفاته الكثيرة فان المرشح الجمهوري يبقى متخلفا عن الرئيس الديموقراطي الاقرب الى قلوب مواطنيه.
ويكرس الحزب الجمهوري في مؤتمره الوطني الذي يفتتح الثلاثاء في تامبا (فلوريدا) رجل الاعمال السابق المليونير الذي كان حاكما لولاية ماساتشوستس (شمال شرق) بين 2003 و2007 وحقق على مدى سنوات سلسلة من النجاحات في القطاع الخاص، مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وبعدما فشل رومني في الفوز بالترشيح الجمهوري لانتخابات 2008، عاود المحاولة هذه المرة وحالفه الحظ ليتبع خطى والده، الحاكم السابق لميتشيغن (شمال). واعتبر رومني لفترة طويلة معتدلا براغماتيا، غير انه شدد خطابه بشكل كبير خلال حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية مركزا انتقاداته بلا هوادة على حصيلة ولاية باراك اوباما.
وتأكد هذا التوجه اليميني مع اختياره المحافظ المتشدد بول رايان النائب عن ويسكونسين (شمال) ليكون في فريقه مرشحا لمنصب نائب الرئيس. ومنذ اشهر يجوب رومني، الحائز شهادة في القانون والاعمال من جامعة هارفارد، انحاء الولايات المتحدة في بنطال جينز وقميص يثني كميه بعناية، وقد صافح الاف الايدي وعلى وجهه ابتسامة تنقصها العفوية فيما يظهر عليه على الدوام وكانه على عجلة من امره.
واذا كان المرشح المتزوج منذ 43 عاما والاب لخمسة اولاد منضبطا ولبقا، الا انه في الوقت نفسه بارد ويخاطب الناخبين وكانه يلقنهم درسا، ما لا يساهم في تقريبه الى قلوبهم وفوزه باصواتهم في انتخابات رئاسية كان يمكنه كسبها بسهولة بسبب ضعف الاقتصاد الأميركي الذي يهيمن على الحملة.
وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا ان رومني "حياته برمتها تتركز على الاقتصاد وهو يكتسب مصداقية حين يبدي استعداده لمواجهة التحديات الاقتصادية المطروحة على أميركا" لكن "نقطة ضعفه انه لا يتمكن من كسب ود الناس".
وقبل الانطلاق في السياسة كان ميت رومني رجل اعمال لامعا جمع ثروة على رأس شركة للاستثمار تدعى "باين كابيتال" ساهم في تاسيسها عام 1984 وغادرها في نهاية التسعينيات. وقام في سياق نشاطاته في الشركة باستثمارات كثيرة كما اعاد شراء مئات الشركات، ما ضمن له جني ثروة تقدر ما بين 200 و250 مليون دولار.
كما لمع صورته حين انقذ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتا، غرب) التي كانت مهددة بالفشل، بعدما تولى ادارتها. وجعل رومني من هذا النجاح احدى حججه الانتخابية الرئيسية وكتب مؤخرا في صحيفة وول ستريت جورنال ان "الدروس المستخصلة من هذه الفترة ستساعدني كرئيس على النهوض بالاقتصاد واستحداث وظائف ودفع الامور قدما في واشنطن".
ويصفه زملاؤه في تلك الفترة بانه حاد الذكاء ومنهجي ومثابر في العمل فيما صوره منتقدوه خلال الحملة مثل "صقر" يتصيد الشركات ويفككها وهو بعيد جدا عن مشاغل الناس العاديين. كما انتقد لرفضه نشر بياناته الضريبية.
غير ان الواقع اكثر تعقيدا بكثير، اذ تقترن كل هذه الانتقادات بكون ميت رومني من اتباع الكنيسة المورمونية وهو موضوع يتجنب بحرص شديد الخوض فيه. وهو لا يدخن ولا يتناول الكحول ولا الكافيين، التزاما منه بتعاليم كنيسته. وبين 1986 و1994 اوكلت اليه مسؤوليات ادارية ومالية واجتماعية بصفته "اسقفا" مدنيا لمدينة بوسطن مكلفا رفاه رعيته.
وفي التاسعة عشرة من عمره ارسل مثل كل المورمونيين الشباب الى فرنسا كمبشر لكنيسته وقضى هناك ثلاثين شهرا اتقن خلالها الفرنسية ولو انه يتجنب التكلم بهذه اللغة حرصا منه على صورته المحافظة. وقد تعلم خلال مهمته تلك المثابرة والاصرار غير انه بات بعدها يكره الفوضى التي تعم المدن الكبرى.
وخلال الفترة التي قضاها حاكما لماساتشوستس، احدى الولايات الاكثر تقدمية في البلاد، اعتبر معتدلا براغماتيا واداريا جيدا وقد نجح في امتصاص العجز في ميزانية الولاية. ومن النقاط المثيرة للجدل في ادائه كحاكم انه اقر نظام ضمان صحي في الولاية شبيها بنظام "اوباماكير" الذي اقره الرئيس على الصعيد الوطني والذي يندد به الجمهوريون.
وقلما يلقى رومني تقدير الجناح المتشدد من الحزب، ما حمله خلال الاشهر الاخيرة على تبني خطاب يميني النبرة في المسائل الاجتماعية مثل الاجهاض والهجرة ومثليي الجنس، ولو ان ذلك جعله عرضة للاتهامات بتبديل مواقفه.
وحمل بشدة على نظام ميديكير الذي وضعه اوباما واعتمد نبرة متشددة في المرات النادرة التي تطرق فيها الى مواضيع السياسة الخارجية. ويبقى امام المرشح الجمهوري سبعون يوما للتقرب من الأميركيين سعيا لنيل اصواتهم في السباق الى البيت الابيض.