ازمة اللاجئين السوريين تتفاقم وتثير المخاوف في تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انقرة: مع تزايد ضغط اللاجئين السوريين على الحدود التركية، تسعى انقرة الى احتواء تدفقهم على اراضيها في وقت يزداد فيه رفض السكان المحليين لهم وتشتد انتقادات المعارضة حيالهم.
وبات الوضع على قدر شديد من الحساسية، باعتراف انقرة نفسها. ووصل الى ما لا يقل عن عشرة الاف عدد السوريين المحتشدين صباح الثلاثاء على طول الحدود الممتدة على مسافة 900 كلم بين سوريا وتركيا، في ظروف تزداد صعوبة، على امل الهروب من بلد بات ساحة معارك بين المقاتلين المعارضين وقوات نظام الرئيس بشار الاسد. وتتواصل حركة تدفق طالبي اللجوء بشكل متواصل ولا سيما مع استمرار المعارك العنيفة في حلب ثاني كبرى مدن سوريا، فيما باتت مخيمات اللاجئين التسعة التي اقامتها انقرة تكتظ باكثر من ثمانين الف شخص، ومدارس جنوب تركيا لم تعد تتسع. ولا تزال ذكرى تدفق نصف مليون كردي عراقي عام 1991 هربا من حرب الخليج ماثلة في الاذهان في تركيا، ما دفع السلطات الى اتخاذ قرار بابطاء وتيرة دخول السوريين حتى يتسنى لها اقامة ثلاثة مخيمات جديدة تتسع لثلاثين الف شخص. وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس انه "سيتم انجاز البنى في غضون ثلاثة ايام على ابعد تقدير، وسنسمح عندها لهؤلاء الاشخاص بالانتقال تدريجيا الى تركيا". وان كان وزير الخارجية احمد داود اوغلو اكد مجددا الاثنين ان بلاده لن تغلق ابوابها في وجه اللاجئين السوريين، الا انه حدد بمئة الف سقف اللاجئين القادمين من الجنوب الذين يمكن لبلاده استيعابهم، وهو يضاعف الدعوات الى الاسرة الدولية لتقديم المساعدة. وقال دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس "طرحنا رقم مئة الف ليكون بمثابة عتبة نفسية، هذا لا يعني اننا سنغلق حدودنا في وجه سوري بعد المئة الف يطلب الدخول". لكن رغم جهود الطمأنة هذه وبمعزل عما يطرحه من مشكلات لوجستية، فان تدفق اللاجئين السوريين بدأ يلقي بثقلة على السكان المحليين الاتراك. وتفيد وسائل الاعلام المحلية منذ بضعة اسابيع عن حوادث تسجل بين اللاجئين السوريين السنة بمعظمهم، والمواطنين الاتراك من اتباع المذهب العلوي المقربين من الاقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد. وقال نائب تركي لوكالة فرانس برس ان بعض السوريين رفضوا دفع حسابهم في احد المطاعم وبادروا بالقول "ارسلوا الفاتورة الى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، فهو الذي دعانا". وفي كيليس على مقربة من الحدود يبدي صاحب احد المطاعم قلقه ويقول لفرانس برس "انهم يتسببون لنا بمتاعب، انهم اشبه بقنبلة موقوتة، وهذا خطير". وينتقد عدد من نواب المعارضة علنا دعم حكومة اردوغان للمعارضين السوريين ويتساءلون بشان الانشطة التي تجري في بعض المخيمات التي تحولت على حد قولهم الى قواعد خلفية حقيقية لمقاتلي الجيش السوري الحر. وجاء رفض السماح في نهاية الاسبوع الماضي لوفد من حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري" بزيارة مخيم ابايدين (جنوب) الذي يؤوي عشرين جنرالا وعشرات الجنود السوريين، ليزيد من هذه الشكوك ولو ان الحكومة نفتها بشكل قاطع. وقال النائب عن الحزب فاروق لوغوغلو لفرانس برس "سوف ندرج هذه المسالة على جدول اعمال البرلمان"، مؤكدا ان "هذه المخيمات خاضعة للقوانين التركية، ومن المدهش ان يمنع نواب البلد من دخولها". وستكون كل هذه المسائل حاضرة حين يتوجه داود اوغلو الخميس الى شركائه في مجلس الامن الدولي في نيويورك ليطلب منهم تخفيف "العبء" عن بلده ويدعو مجددا الى اقامة "منطقة حماية" داخل الاراضي السورية خاضعة لاشراف الامم المتحدة لاحتواء المدنيين الفارين من اعمال العنف فيها. غير ان الامل يبقى محدودا في ان يلقى هذا الطلب استجابة، ويقر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس بان مثل هذه المناطق العازلة لا يمكن اقامتها الا في ظل "الشرعية الدولية"، ويضيف "لا يمكننا ان نعلن من تلقاء انفسنا منطقة عازلة او منطقة حظر جوي، لكن ما الذي سيحصل ان اطلق جندي سوري صاروخا؟ هذا سيعني ان تركيا في حالة حرب مع سوريا".الامم المتحدة: عدد اللاجئين السورين تضاعف هذا الاسبوع بمخيم الزعتري في الاردن
من جهة أخرىقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالاردن تضاعف في الايام القليلة الماضية ليتجاوز 22 الفا.
وقالت ميليسا فليمنغ المتحدثة باسم المفوضية، في مؤتمر صحافي ان "وتيرة اللجوء عبر حدود سوريا الى مخيم الزعتري في شمال الاردن تضاعفت خلال الاسبوع الماضي".
وبحسب فليمنغ فقد وصل الى المخيم خلال الاسبوع المنصرم عشرة آلاف و200 لاجىء مقارنة مع 4500 في الاسبوع الذي سبقه.
وبذلك ارتفع عدد اللاجئين الذين يأويهم مخيم الزعتري الذي افتتح نهاية الشهر الماضي الى 22 الفا.
واضافت ان "اللاجئين يقولون ان آلافا آخرين ينتظرون فرصة لعبور الحدود وسط العنف في درعا ونعتقد ان تلك قد تكون بداية لتدفق اكبر بكثير" الى الأردن.
واشارت فليمنغ الى ان بين اللاجئين عددا متزايدا من الاطفال دون مرافقين.
وقالت "استقبلنا في المخيم خلال الاسبوع الماضي عددا متزايدا من الاطفال دون المرافقين"، مضيفة ان "بعض هؤلاء افاد أن آباءهم ماتوا، او انهم ما زالوا في سوريا للاعتناء باقارب او يعملون في بلدان اخرى".
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وجهت الاثنين نداء لجمع 54 مليون دولار لتغطية تكاليف اغاثة ومساعدة اللاجئين السوريين في الاردن خصوصا في مخيم الزعتري الذي قالت ان نصف اللاجئين فيه من الاطفال.
من جهة اخرى، قالت فليمينغ ان "هناك حاجة ملحة في سوريا لايجاد مأوى بديل للعدد المتزايد من النازحين المقيمين في المدارس"، حيث من المفترض نظريا ان تبدأ الدراسة 16 ايلول/سبتمبر المقبل.
ويقول الاردن انه يستضيف نحو 200 الف لاجىء سوري.
ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 25 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويقطن الكثير منهم في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، اضافة الى اكثر من عشرين الف لاجىء في مخيم الزعتري (85 كلم شمال) الذي يتسع لنحو 120 الف شخص.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فان عدد اللاجئين المسجلين في المملكة تجاوز 46 الفا.