أخبار

مجلة "جرافيتي" أقلام وطنية سورية تتجاوز حدود الطوائف والمذاهب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دمشق: لطالما حاول النظام السوري تسويق نفسه على أنه حامي الأقليات والطوائف والأعراق في سوريا المتنوعة عرقياً ودينياً، ولطالما حاول الظهور بمظهر العلماني غير المتطرف والمتصالح مع جميع المذاهب والأديان وحتى الأفكار والقيم والمبادئ، بيد أن الحراك السوري السلمي، الشبابي منه على نحو خاص، قد أثبت زيف هذه الادعاءات خاصة عندما أتت من أقلام وكتابات أناس وطوائف وشخصيات المفترض بها أنها تنتمي إلى طائفة النظام السوري.

مجلة "جرافيتي" في عددها التجريبي الأول، مساهمة جديدة وإضافة قيمة تأتي من واحدة من أهم المدن المحسوبة على النظام لسوري، كما يعتقد البعض طبعاً، وهي مدينة مصياف، بتنوعها الحضاري والمذهبي، وغلبة المذهب الإسماعيلي على أبنائها الذين تجاوزوا عقد النظام وتخويفه لهم من قبل بقية مكونات الشعب السوري.
ويرى مؤسسو المجلة أن اسمها (جرافيتي) اسم يعلمه كل "فيسبوكي" مدمن على دخول شبكة الانترنت، فهو يرمز إلى البخ الحائطي الاحتجاجي الفني وكذلك الجاذبية، وهما معنينان عرف بهما محررو المجلة نتاجهم الإعلامي الجديد.

ويقول مؤسسو المجلة عن وليدهم الجديد: "جرافيتي، مفردة غريبة، ولعل الفيسبوكيين وحدهم يعرفون معناها، ولذلك اخترناها، أردنا منها أن تكون وافداً جديداً إلى مصياف بكل ما تعنيه كلمة جديد، لا نريد أن يتم وضعها في قوالب مسبقة، نريد لها أن تكون ظاهرة جديدة نتفاعل معها لتكتسب جدّتها بما تضيفه إلى عقولنا ومخيالنا، ولتكسبنا في الوقت نفسه طريقة مختلفة في التعبير ووسيلة جديدة للتواصل. بدأ التسونامي الشبابي في الأوطان العربية معتمداً على التكنولوجيا الحديثة في التواصل والحشد والتغطية الإعلامية لاحتجاجاته والتعبير عن رؤاه. استفاد الشباب العربي من هذه التكنولوجيا ومن مولودها الجديد المتمثل بشبكات التواصل الاجتماعي، حيث برز المواطن الصحافي الذي يستطيع أن ينشأ مدونة أو صفحة على فيسبوك أو تويتر لينشر من خلالها نصوصه وأخباره وآراءه. ونتيجة ذلك ولد ما يسمى حالياً إعلام المواطن أو الإعلام الإجتماعي. وقد ساهم وجود هذا النوع من الإعلام في الضغط على الإعلام الجماهيري من تلفزة وراديو وصحافة وتوسيع آفاقها وزيادة موضوعيتها، فهي لم تعد قادرة على إخفاء الأخبار، هنالك من سينشرها بكل تأكيد في العالم الافتراضي، ولنا في الثورة السورية خير مثال، فعندما تأخرت بعض القنوات التلفزيونية عن نشر أخبار احتجاجات درعا، اضطرها الإعلام الاجتماعي إلى نقل هذه الاحتجاجات حفاظاً على مصداقيتها ورصيدها الشعبي.

ليس هدفنا أن ننقل الإعلام الاجتماعي بحيويته وإبداعيته إليكم فحسب، بل إننا نسعى إلى أن نؤسس لمشروع "صحافة شعبية" في مصياف يكون هدفها تثبيت قدم الصحافة في مصياف وتحويلها من مجرد سلطة رابعة إلى سلطة شعبية، بما تتيحه من مثاقفة بين أطياف المجتمع وتعبيراته وأفراده، وما تمنحه من مساحة للرأي الحر والخبر المسكوت عنه.

جرافيتي، كلمة انكليزية وتبعاً للفظها يمكن أن تستحوذ على معنيين، فهي تشير إلى ظاهرة البخ الحائطي الاحتجاجي الفني وقد تعني الجاذبية. ووفقاً لهذين المعنين، ليست جرافيتي إلا نوعاً آخر من الجاذبية يحاول أن يساهم في جذب السوري إلى الأرض الحقيقية ليشق دربه بخطواته الحرة. نحلم أن يكون لصفحات جرافيتي حميمية الجدران ولحرارة حبرها نبض الدم، وأن تسجل صفحاتها معارك الحرية، بأقلامكم، نسعى لأن نصبح مفردة جديدة من مفردات ملحمة الكرامة السورية".

تتنوع موضوعات المجلة الحديثة الولادة محاولة لملمة كل شعث الحراك الثوري المتسارع في سوريا، فمن حوار مع السينمائي أسامة محمد بعنوان "ماذا تعني لك مقولة علوي معارض"، إلى استعراض لتجربة المجالس المحلية في إدارة المدن والقرى المحررة وكفرنبل نموذجاً، ولقاء مع رسامها الذي لطالما استقت منه صفحات الثورة السورية رسومات معبرة عن واقع الحراك الشعبي، إلى مقال يتنوال ما يجري من حراك عسكري في حلب (حلب، شهباء بالشهداء)، ومرور على رموز الثورة السورية (برهان غليون لهذا العدد)، وعرض لمقتطفات من نتاج الكتاب والصحافيين السوريين وغير السوريين في تحليل وقائع الثورة ونقدها ومحاولة تقييمها، مع التركيز على العنصر الكردية وإسهامه في الحراك السوري، كما في مقال (كوباني أو عين الكورد.. أولى المدن الكوردية المحررة).

كما تشمل مواد المجلة تقارير عن (مصياف الهائمة على الخريطة) ومساهمة أبناء المدينة في الحراك السوري، وتقريراً كاملاً عن (إدارة المخابرات الجوية - فرع مطار المزة)، وردودا على أحد الكتاب الذين اتهم أبناء مصياف بالانكفاء في الثورة (نزار نيوف يفتري على مصياف وشباب مصياف الثورة ترد عليه)، كما يشمل العدد تحليلاً ل (وثيقة العهد الوطني، طبخة برائحة الربيع العربي)، ومقالات ساخرة نقدية (كاسة متة مصيافية)، (سيرة حياة مجسم .. فيسبوك)، "تدمريات..ما فوق السوريالية"...
نكهة أقلوية من حيث الشكل، وطنية حتى النخاع من حيث المضمون، تلك التي تمثلها مجلة جرافيتي بأقلام أبناء مدينة مصياف، لتضيف إلى التنوع الحضاري السوري مذاقاً خاصاً ومميزاً يفضح ممارسات النظام، ويكشف عوار أحابيله وألاعيبه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف