نشطاء الديمقراطية يخشون الميل نحو التشدد الإسلامي في تونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رصدت تقارير صحافية تلك المحاولات التي يقوم بها في تلك الأثناء من وصفتهم بالإسلاميين الأصوليين في تونس لبسط نفوذهم في البلاد التي تمضي دون ثبات صوب الديمقراطية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: قال شخص يدعى خالد أحمدي، بينما كان ممتعضاً وأصحاب المتاجر يمرّون من جواره في طريقهم إلى المسجد:"لم أكن أثق في الحكومة القديمة، ولا أثق في الحكومة الجديدة. فهم كاذبون. وأنا أؤمن بثورة أخرى. ولابد أن يوضع الدستور بناءً على القرآن ورسولنا. وأنا أقول لأعداء تونس: نحن أبناء أسامة بن لادن".
وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية في مستهل تقرير مطول لها بهذا الخصوص إلى أن تونس كانت تعتبر نموذجاً لانتقالها الهادئ نسبياً من أجيال الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية. لكن في الوقت الذي جاء فيه سقوط الرئيس زين العابدين بن علي عام 2011 ليحيي المسار السياسي، فإنه جاء في الوقت نفسه أيضاً ليوقظ الفروع عميقة الجذور للإسلام المتزمت التي تشكل تحدياً للحريات المدنية.
أعقبت الصحيفة بقولها إن حزب النهضة الإسلامي المعتدل يهيمن على حكومة ائتلافية في البلاد، لكنه يتعرّض لضغوط من جانب السلفيين وباقي الجماعات الأصولية الإسلامية لتوجيه الدولة كي تقترب من الشريعة الإسلامية. وهناك مسودة قانون مقترحة تعنى بحماية "القيم المقدسة" وتجريم أفعال، منها صور وهجاء ضد الدين.
في هذا الجانب، نقلت الصحيفة عن مطرب شعبي هناك يدعى بيرم كيلاني، تسببت كلمات أغنياته بإحباط الإسلاميين وأنصار بن علي، قوله:"المتطرفون هنا مثلهم مثل جماعة كو كلوكس كلان في أميركا. ولدينا مساران يمكننا انتهاجهما الآن: مسار الديمقراطية الحديثة أو مسار السلطة الدينية، التي يعود تاريخها الى القرون الوسطى".
وجاء صعود السلفيين في تونس عقب بزوغ نجمهم بوضوح في مصر وبلدان أخرى، لكن صعودهم بدا أكثر تقلباً في تونس، حتى مع صغر عدد المواطنين شديدي المحافظة.
ورأت الصحيفة أن ما يحدث في الوقت الراهن في تونس هو مجرد اختبار آخر للشكل الذي ستكون عليه الحكومات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مضيفةً أن الصراع الذي لم تتم تسويته حتى الآن بين الإسلاميين الأصوليين والمعتدلين هو محور نقاش أكبر مع الليبراليين والعلمانيين بشأن تأثير الدين على الحياة العامة.
ومضت الصحيفة تنقل عن بشرى بلحاج حميدة، وهي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، قولها: "أتوقع نشوب حرب أهلية. والإسلاميون المعتدلون ليسوا في عجلة من أمرهم لتغيير المجتمع، لكن السلفيين يريدون تحقيق ذلك بأسرع شكل ممكن. وهم يصبون تركيزهم على تونس بسبب حقوقنا المدنية المتقدمة وكذلك حقوق المرأة. وهم يريدون أن يحققوا المكاسب هنا لكي يظهروا ما فعلوه لباقي دول المنطقة".
هذا وقد بدأت تتراجع شعبية حزب النهضة، وسط ارتفاع في معدلات البطالة، وانتشار حالة من السخط بين الشباب، واستمرار الإضرابات العمالية، والمعارك بشأن الدين.
وقال أحد اليساريين: "الإسلاميون ليسوا أقوياء للدرجة التي تجعلهم يذكرون الشريعة في الدستور. لكنهم إن فازوا بالانتخابات المقبلة، فإنهم سيغيرون القوانين". وقال مدون يدعى علي عبيدي: "لا توجد حرية تعبير، ولا توجد وظائف. والإسلاميون متواجدون، ولم يعد بوسع الشرطة أن تسيطر عليهم. والسلفيون لا يحبون ما أكتبه. وقد أخبرني أحدهم (نهايتك لن تكون جيدة). لكننا نريد حقوقنا".
وأضاف شخص آخر يدعى محمد عميم "نحن نسير على خطى الرسول. ونحن نحاول تغيير ما نعتقد أنه في الداخل. ونحن لا نهدف الى تغيير الموسيقى أو السينما، بل تغيير الروح". وختاماً، نقلت الصحيفة عن عبد الشريف، عضو بارز في حزب النهضة، قوله: "منع السلفيين من أن يكون لهم رأي سياسي سيكون أمراً في غاية الخطورة. وهدفنا هو إبعادهم عن السلاح والصراع، ونريدهم أن يشاركوا في الحياة السياسية".