كلينتون تدعو الصين ودول جنوب شرق آسيا إلى تفادي "استخدام القوة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جاكرتا: دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين الصين ورابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) الى معالجة خلافاتهما في بحر الصين الجنوبي "من دون استخدام القوة"، وذلك عشية زيارتها لبكين.
وقالت الوزيرة الاميركية في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا في جاكرتا "نعتبر ان على دول المنطقة ان تنسق (في ما بينها) لمعالجة الخلافات من دون استخدام القوة ومن دون ترهيب ومن دون تهديدات".
وشددت على ان للولايات المتحدة "مصلحة قومية" في السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وذلك عشية زيارة تقوم بها لبكين في اطار جولة في منطقة اسيا المحيط الهادئ تستمر عشرة ايام.
وحضت كلينتون الصين والدول العشر الاعضاء في رابطة اسيان على احراز "تقدم ملموس" في اتجاه "مدونة سلوك" في بحر الصين الجنوبي تحاول الرابطة الاقليمية منذ اعوام دفع بكين الى الموافقة عليها. وتفضل الصين بدل اللجوء الى هذه المدونة معالجة الخلافات في شكل ثنائي.
وتتنازع الصين وفيتنام والفيليبين اضافة الى بروناي وماليزيا وتايوان السيطرة على جزر غنية بالمحروقات تتقاطع عندها طرق بحرية دولية في بحر الصين الجنوبي. وتؤدي هذه النزاعات الى انقسام كبير داخل اسيان، حتى ان الرابطة اخفقت للمرة الاولى منذ 45 عاما في التوافق على بيان مشترك خلال قمة في كمبوديا في تموز/يوليو الفائت.
وتؤدي جاكرتا دور وسيط في هذا الملف، وتهدف زيارة كلينتون الى تشجيع رابطة دول جنوب شرق اسيا على تشكيل جبهة موحدة في وجه بكين.
تندرج زيارة كلينتون لاكبر دولة مسلمة في اطار جولة في منطقة اسيا المحيط الهادئ بدأتها الاحد في جزر كوك حيث شاركت في قمة منتدى جزر المحيط الاطلسي.
وبعد ان تلتقي صباح الثلاثاء الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو والامين العام لرابطة اسيان سورين بيتسوان، ستتوجه كلينتون ظهرا الى بكين قبل ان تنتقل منها الى تيمور الشرقية ثم الى بروناي وفلاديفوستوك في اقصى الشرق الروسي، حيث ستشارك في الثامن والتاسع من ايلول/سبتمبر في قمة اسيا المحيط الهادئ.
بكين تطلب من الولايات المتحدة البقاء خارج النزاعات البحرية في آسيا
من جهته، اعلن متحدث باسم الدبلوماسية الصينية الاثنين انه يتعين على الولايات المتحدة التي يتوقع وصول وزيرة خارجيتها الى بكين الثلاثاء، ان تعمل من اجل استقرار منطقة اسيا-المحيط الهادئ وعدم التدخل في النزاعات حول الاراضي فيها.
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "نامل في ان تشجع الولايات المتحدة المصالح العليا للسلام والاستقرار وان تحترم التزامها عدم التدخل" في النزاعات الاقليمية المتعلقة بالسيادة البحرية.
وزيارة كلينتون الى اسيا-المحيط الهادئ، التي تاتي في الوقت نفسه الذي يبدأ فيه الثلاثاء مؤتمر الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة المخصص لتسمية باراك اوباما مرشحا للحزب في السباق الى البيت الابيض في تشرين الثاني/نوفمبر، فسرت على انها رد على نفوذ بكين في المنطقة.
وتثير طموحات بكين في مجمل المناطق البحرية غرب المحيط الهادئ مخاوف متنامية، لان هناك الكثير من الخلافات على الاراضي التي لم تجد حلولا لها، وتثير توترات حادة جدا ومزمنة بين الصين وجيرانها.
واتهمت وسائل اعلام صينية واشنطن التي تعزز تحالفاتها وترسخ وجودها العسكري في اسيا-المحيط الهادئ، بانها تريد "احتواء" اندفاعة الصين كقوة اقليمية.
واعتبرت وكالة انباء الصين الجديدة الاثنين ان الولايات المتحدة تدين للصين بـ"توضيح مقنع حيال نواياها الحقيقية" في منطقة اسيا-المحيط الهادئ.
واضافت الوكالة الصينية الرسمية ان "على الولايات المتحدة ان تتخذ اجراءات ملموسة لتثبت انها تعود الى اسيا بصفة صانع سلام بدلا من صانع اضطرابات".