أخبار

محجّبة تقرأ نشرة الأخبار تأكيدًا لهوية مصر الإخوانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
المذيعة المصرية المحجبة فاطمة نبيل

بالرغم من انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب بين المصريات، إلا أن المحجبات لم يظهرن في نشرات الأخبار منذ أكثر من نصف قرن، حتى الآن. وهذا دليل جديد على التحول الإخواني في مصر.

بعد تخصيص يوم للحجاب العالمي في العام 2002، وبعد حظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس، يعود الجدال حول الحجاب في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا إلى الواجهة، بعد مرور عشرة أعوام على ذلك الحظر.

في هذا الصدد، لفتت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى حالة الحراك التي شهدتها يوم أمس المواقع الإلكترونية حول العالم، بسبب ارتفاع حدة النقاش حول جدوى ارتداء الحجاب، بين من يبرز فضائله ومزاياه ويدعم حق المرأة في اختيار ارتدائه، وبين من يرى أنه قد يساهم في قمع المرأة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموضوع حظي باهتمام كبير في منطقة الشرق الأوسط قبل بعضة أيام، حين ظهرت المذيعة فاطمة نبيل المحجبة في إحدى نشرات الأخبار على شاشة التلفزيون المصري. فقد كانت تلك هي المرة الأولى في تاريخ التلفزيون الرسمي التي تقوم فيها محجبة بقراءة الأخبار.

صورة مصر الآن

ومع أن غالبية المصريات محجبات، إلا أن الحكومات المصرية المتعاقبة حاولت جاهدةً أن تقدم صورة أكثر علمانية لمصر في القنوات التلفزيونية الرسمية.

وقد سبق العمل لفاطمة في مناصب إعلامية عدة من دون الظهور على الهواء، ثم عملت في قناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، قبل أن تعود للظهور على شاشة التلفزيون المصري. تقول إن هذه العودة "تشكل يوماً تاريخياً" وإنها ستصحح "الظلم المرير الذي شعرت به في الماضي".

إشكالية ارتداء الحجاب مستمرة

ورأى كثيرون في مصر، رجال وسيدات، إن خطوة ظهور مذيعات محجبات على شاشة التلفزيون المصري تعكس الواقع الذي تعيشه مصر الآن، وهو التوجه الذي أكد عليه وزير الإعلام الجديد، صلاح عبد المقصود، بقوله إن ثلاثة مذيعات محجبات أخريات سيظهرن قريباً على الهواء.

كغيرها من المصريات

ونقلت كريستيان ساينس مونيتور عن محمد الدهشان، وهو خبير اقتصادي وصحافي سبق له المشاركة في تأليف مذكرات بعنوان "يوميات التحرير"، قوله: "في بلد تزيد فيه نسبة المحجبات، وفقاً لبعض التقديرات، عن 90 بالمئة من النساء، من السخافة منع مذيعة من الظهور على الهواء بسبب تغطيتها شعرها".

وتابع الدهشان :"من خلال مشاهدة الناس للمحطات التلفزيونية العربية لمدة طويلة، لم يعد مشهد المذيعة المحجبة صادماً أو غير معتاد. وهذا أمر غير مرتبط بزحف الإسلام للحياة العامة. بل أنه مرتبط بتعيين مذيعة تشبه غيرها من المواطنات".

دليل رجعية

ومع أن تلك السياسة لم تكن يوماً هي السياسية الرسمية، إلا أن المستويات العليا بالحكومة كانت تفضل دومًا تقديم صورة لمصر الحديثة، وكان ينظر إلى الحجاب من قبل العلمانيين باعتباره دليل رجعية، بالإضافة إلى كونه رمز من رموز الإخوان المسلمين.

وأشارت الصحيفة إلى أن خبر تعيين فاطمة نبيل حظي بأصداء إيجابية واسعة في كافة أنحاء المنطقة، حيث رأى المؤيدون أن ذلك التعيين يعتبر خطوة هامة نحو تقبل الحجاب الإسلامي.

وعلقت على ذلك شابة باكستانية تدعى سابا باوا، على الصفحة الخاصة بيوم الحجاب العالمي على موقع فايسبوك، بقولها: "هذا تطور هام بالتأكيد، حيث يجب أن يكون للجميع، والسيدات خصوصًا، مطلق الحرية لقول أو فعل ما يريدون وأن يكون لهم الحق في أن يُسمع صوتهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف