التوترات الاقليمية ستلقي بظلالها على قمة آسيا المحيط الهادىء في روسيا

فلاديفوستوك: يلتقي قادة دول آسيا المحيط الهادىء في نهاية الاسبوع في فلاديفوستوك اقصى الشرق الروسي، للدفع قدما بتحرير المبادلات في المنطقة التي تشهد نزاعات اقليمية ستلقي بظلالها على الاجتماع.

والقمة السنوية للمنتدى الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادىء (ابيك) يخصص عادة للاجراءات الهادفة لازالة العراقيل التجارية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول ال21 المطلة على المحيط الهادىء والممتدة من الصين الى تشيلي مرورا بالولايات المتحدة، وتشكل 44 بالمئة من التجارة العالمية و41 بالمئة من سكان العالم.

وهذه السنة ستعقد القمة للمرة الاولى في روسيا التي لم توفر اي امكانات مالية لتنظيم استقبال جيد لضيوفها ومحاولة تحسين صورتها في آسيا. وانفقت اكثر من عشرين مليار دولار لبناء جسور وطرقات ومطار جديد او حتى حرم جامعي ضخم تعقد فيه القمة.

لكن القادة يمكن ان يستفيدوا من هذه الفرصة لا سيما خلال لقاءاتهم الثنائية للتطرق الى مشاكل جيوسياسية حساسة فيما ظهرت توترات عديدة بين اليابان وكوريا الجنوبية والصين حول خلافات تتعلق بالاراضي تعود الى عدة عقود.

ولبكين ايضا خلافات مع جيرانها في جنوب شرق آسيا وتايوان حول بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية.

وبين ابرز القادة الحاضرين في القمة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا.

وكلينتون التي تختتم في فلاديفوستوك جولة من عشرة ايام في المحيط الهادىء، ستمثل الرئيس الاميركي باراك اوباما المنشغل بالحملة الانتخابية في الولايات المتحدة. وستبحث خصوصا مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في لقاء ثنائي الازمة في سوريا.

واثارت جولتها استياء بكين التي رأت فيها محاولة لاحتواء نفوذها المتزايد في المنطقة.

وقالت ديبورا المز من جامعة نانيانغ في سنغافورة لوكالة فرانس برس ان التوترات في اسيا "ستجعل بدون شك اللقاءات الرسمية اقل ودية" مما كان متوقعا.

واضافت "لكن اعتقد ان لا احد يريد ان تسمم المشاكل الحالية حول الاراضي في هذه المرحلة الاقتصاد وان تخل بجدول اعمال ابيك".

وتتنازع الصين مع اليابان بخصوص ارخبيل في بحر الصين الشرقي معروفة في بكين باسم جزر دياويو وفي اليابان باسم جزر سنكاكو.

والتوتر بين البلدين الجارين تاجج هذا الشهر بعدما قام ناشطون مؤيدون لبكين برحلة الى احدى الجزر المتنازع على سيادتها والخاضعة لسيطرة اليابان. واوقفتهم السلطات اليابانية وطردتهم.

من جهة اخرى، تختلف طوكيو مع سيول حول جزر اخرى صغيرة تدعى دوكدو في كوريا الجنوبية وتاكيشيما في اليابان. وتصاعد التوتر في الايام الماضية بعد زيارة رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك الى هذه الجزر.

وبخصوص جدول الاعمال الرسمي للقمة فان المحادثات ستتمحور حول الجهود لتسريع تحرير المبادلات في المنطقة وضمان انتاج زراعي مستقل بهدف احتواء ارتفاع اسعار المواد الغذائية كما اعلن المدير التنفيذي لابيك محمد نور لوكالة فرانس برس.

والمفاوضات حول مشروع منطقة التبادل الحر المعروف باسم "شراكة عبر الهادىء" والذي اطلق خلال القمة السنوية السابقة في هونولولو تجري خارج اطار ابيك لكن ممثلي الدول ال11 التي اصبحت الان ضالعة في المفاوضات يمكن ان يجتمعوا على هامش القمة.