أخبار

دور تركيا الإقليمي يوقظ الجيران إلى مواجهته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد داود أوغلو

يؤدي دور تركيا المتنامي في كافة المجالات الى جذب أنظار جيرانها وتحركهم بهدف تصدير حالة من عدم الاستقرار، وذلك عبر بوابة حزب العمال الكردستاني.

لندن: قبل شهر وقف وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في برلمان بلده، وطرح رؤية للشرق الأوسط تكون أنقرة فيها "السيد والخادم والقائد". وقال إن الشرق الأوسط سيكون منطقة يسودها العدل وتحكمها الإرادة الشعبية لا الدكتاتورية، منطقة سلام واستقرار وازدهار تتمحور حول تركيا نفسها.

ولكن الخوف الذي تشعر به اسطنبول وأنقرة اليوم، هو أن تركيا بدلا من هذه الرؤية تستورد انعدام الاستقرار من جيرانها.

ويتبدى هذا الخوف بأحدث صوره في اعتقال السلطات التركية قبل أيام سبعة عملاء ايرانيين على ما يُفترض بتهمة جمع معلومات عن منشآت عسكرية تركية لنقلها إلى طهران، وتصاعد القتال مع المسلحين الكرد، ودعم انقرة للمعارضة السورية المسلحة. وأفادت تقارير أن الشرطة فككت شبكة تجسس تضم 100 عضو.

وتسلط واقعة الشبكة التجسسية الضوء على التوتر بين أنقرة وطهران الذي كان أصلا شديد الوضوح. وتختلف الحكومتان اللتان لم تكونا ذات يوم جارتين ترتاحان إلى إحداهما الأخرى تماما، على محطة رادار أطلسية في الأراضي التركية موجهة ضد الصواريخ الايرانية. وهناك النزاع السوري بوصفه قضية حياة أو موت يومية.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن دبلوماسيين أجانب وناشطين أن تركيا تساعد في تسليح مقاتلي الجيش السوري الحر، رغم نفي تركيا مثل هذا الدعم بعبارات شكلية. ولا شك في أن إيران تدعم الرئيس بشار الأسد. وإذا لم تكن أنقرة وطهران منخرطتين في حرب بالوكالة فإنهما تفعلان كل ما يوحي بمثل هذا الدور.

ويتمثل الموقف الرسمي في العاصمتين بأن لدى تركيا وإيران خلافاتهما حول سوريا ولكنهما تعملان معا في مجالات أخرى. فإن إيران ثاني اكبر مصدِّر للغاز إلى تركيا في حين أن مبيعات الذهب التركي إلى طهران بلغت مستوى في النصف الأول من العام عزز إجمالي صادرات أنقرة وميزانها التجاري، بعدما أخذ الإيرانيون يحولون مدخراتهم إلى الذهب بدلا من حفظها في بنوك مستهدفة بالعقوبات.

ولكن التوتر بين الحكومتين يبقى ظاهرا لا يمكن التستر عليه. وتقريبا فور مقتل 10 أشخاص إثر انفجار شاحنة مفخخة في مدينة غازي عنتيب الشهر الماضي، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج إن التحقيقات بدأت النظر في إمكانية وجود صلات إيرانية بالمتمردين الكرد المتهمين بتنفيذ الهجوم. كما أن مشاكل تركيا ليست مع إيران وسوريا وحدهما بل تردت العلاقات على نحو متسارع مع الحكومة العراقية ذات القيادة الشيعية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع ايران واعلنت تركيا "دولة معادية" لاستضافتها نائب رئيس الجمهورية المطلوب طارق الهاشمي. وأبعد من ذلك يبدو الآن أن تحالف تركيا مع اسرائيل اصبح بذمة التاريخ.

ثم هناك الوضع في تركيا نفسها. إذ شهد القتال ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني تصعيدا لم يُعرف نظيره منذ القرن الماضي. وقبل أيام قُتل 10 من عناصر الجيش والشرطة الاتراك في معركة طويلة مع حزب العمال الكردستاني، الذي لا يستخدم الآن السيارات المفخخة فحسب بل تفجيرات انتحارية ايضا واشتبك مؤخرا مع مئات الجنود في معركة استمرت اياما من اجل السيطرة على رقعة أرض.

وتذهب بعض الآراء إلى أن أنقرة بسعهيا إلى ممارسة دور متميز في الشرق الأوسط استنزلت على نفسها عداء جيران قادرين على التدخل في شؤونها هي.

ولعل انقرة لم تكن تملك سوى الانحياز في اعقاب ثورات الربيع العربي. ومن المؤكد ان الدوافع الأخلاقية للوقوف ضد نظام الأسد لا يتطرق اليها الشك. ولكن كما كتب المعلق التركي محمد علي بيراند فإن حزب العمال الكردستاني هو العنوان الوحيد الذي يحتاجه الجيران إذا ارادوا ازعاج تركيا.

وخلص معلقون أتراك في معرض استعراضهم بانوراما التفجيرات والعمليات الانتحارية وتدفق اللاجئين والأنشطة التجسسية إلى ان تركيا تبدو الآن بلدا شرق اوسطي إلى حد لا يبعث على الارتياح. ودلالة ذلك تزايد الاضطرابات الداخلية وانغمار تركيا أعمق في شؤون جيرانها وتنامي طائفيتها، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز.

وقد لا يخلو تصوير الوضع على هذا النحو من مبالغة. فان لدى تركيا تقاليد ديمقراطية تفتقر اليها جاراتها وحزبا حاكما قويا يتمتع بشعبية واسعة واقتصادا مزدهرا. ولكن حقيقة التطرق إلى الموضوع وحدها وتوالي الأحداث التي فرضت التطرق اليه تكفي لاثارة القلق. اما الثقل المقابل الذي يوفره الغرب فهو ثقل لا يُعول عليه. واظهر استطلاع أُجري مؤخرا عما إذا كانت تركيا ستنضم في النهاية إلى عضوية الاتحاد الاوروبي ان 17 في المئة فقط من الاتراك اجابوا بنعم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عنتريات
حلو -

دولة عجزت منذ سنوات عن القضاء على 3000 مقاتل من حزب العمال الكردستاني ولم تحرك ساكنا يوم إسقاط طائرتها ويم الهجوم على سفينة مرمرة، ومع ذلك توزع عنتريات على السذج. أحمق وتافه من يصدق تبجحها..

تحرير كوردستان الغربية
Rizgar -

تحرير كوردستان الغربية سيكون ضربة موجعة للاتراك ومبادئهم العنصرية ,تحرير كوردستان سيغير جذريا موازيين القوى في منطقة الشرق الأوسط لصالح قوى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ، وسيحولها إلى فضاء سياسي – حضاري أكثر عدلا و أشد إنفتاحا على القيم الإنسانية الشاملة ، كما سيمهد الطريق نحو مشاركة شعوب هذه المنطقة ذات التاريخ العريق بشكل فاعل في مسيرة الحضارة البشرية ، بعد أن ظلت تعيش طويلا على هامشها ، بسبب قرون من الإستبداد السياسي و كيانات سايكس وبيكو ، وعقود من سيطرة الأفكار والأيديولوجيات الشمولية ، ومانتج عن كل ذلك من إستهتار فظيع بالإنسان ، بإعتباره صانع التاريخ وموضوعه الأساسي ، على مذبح نظريات طوباوية جذابة الشكل وخاوية المضمون.

الشيخ مقصود بمدينة حلب.
حداد رسمي لمدة 3 أيام -

غرب كردستان .. حداد رسمي لمدة 3 أيام وتغيير تسمية تظاهرات الجمعة إلى "الاستنكار واللعنة لمجزرة شيخ مقصود" وطالب البيان الجماهير الشعبية في مدن ومناطق غرب كردستان بالمشاركة في هذه التظاهرات تنديداً بالمجزرة الوحشية التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب. كما جاء في بيانٍ من حركة المجتمع الديمقراطي لغرب كردستان بأنها تعلن الحداد الرسمي على أرواح الشهداء الكرد في مدينة حلب لمدة 3 أيام اعتباراً من اليوم. هذا ويأتي إعلان الحداد الرسمي في غرب كردستان وتغيير تسمية الجمعة إلى جمعة "الاستنكار واللعنة لمجزرة شيخ مقصود"، على خلفية قيام الطيران الحربي السوري بقصف حي الشيخ مقصود ذو الغالبية العظمى الكردية بمدينة حلب السورية

جيش الاحتلال التركي
PKK -

بتاريخ 6 أيلول الجاري وبتمام الساعة 13.30 ظهراً نفذت قواتنا هجوماً على قافلة عسكرية لقوات جيش الاحتلال التركي بالقرب من قرية شاباتا والتي كانت متجهة من قضاء شمزينان نحو مخفر راديولينيك التابع لولاية جولمرك الكردستانية، والقافلة كانت تتكون من أربعة عربات من نوع كيربي، 2 عربة عقرب، وسيارة جمر للتشويش

عنتريات
Bob Ma rley -

عنترة في أنقره

تركيا
P@ul -

تركيا أغاظت جميع جيرانها وبالأخص آل المقداد . الجناح المسلح .

واين اخلاقهم بالاكراد
muhammad alrawi -

يقول كاتب التقرير ان مناصرتهم لثوار الناتو في سوريا يرجع الى امول اخلاقيه والسؤال اين هي اخلاق الاتراك فيما يخص مواطينيهم الاكراد والعلويين حيث يعاملونهم بتمييز وعنصرية ليس لنها نظير ويمنعونهم حتى من تعلم لغتهم؟ اين هي اخلاقهم وهم يحلمون قائد السيارات المفخخة والتي حصدت عشرات الالف من اطفال ونساء العراق واعني به طارق الهاشمي والذي اعترف عليه حتى حمايته قادة تركيا الجدد عنما صفق لهم بعض الاعراب المنهزمين في مسرحية السفينه وعنما رفعوا شعارات الطائفيه جائهم مدد من الدول البروليه الطائفيه وشاهدوا العالم العربي يتفكك من الداخل فقال ارودكان علنا اننا نمر بافضل فرصة تاريخيه لعودة العثمانيه انهم يحلون بذلك ووعدوا الاتراك بتحقيق ذلك اصابهم غرور الغني ونسوا ان كل غناهم انما جاء من العراق وايران وسوريا والتي يصدرون لتلك الدول بضاعتهم الكاسدة ومقاولات البيتون ولكن بعد ان كشروا عن انيابهم فحقا على تلك الدول ان تستغني عن كل بضاعتهم ومقاولاتهم وايضا لابد من رد الحجر من حيث اتي فان الشر لايدفع الا بالشر ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة

أضاعوا المشيتين
ياسر نوري -

منذ صقوط صدام ووصول حزب التنمية والعدالة الى سدة الحكم وتركيا تتخبط في سياساتها الدولية. فقد بنا الحكام المحسوبون على التيار الإسلامي المعتدل تحركاتهم على أسس قومية عثمانية وإسلامية مشوهة. ففقدوا دعم القوميون ولم يكسبوا رضى الإسلاميين. فالقوميون الماشون على خطى أتاتورك يريدون فصل الدين عن السياسة وهذا ما ينص عليه الدستور التركي الذي وضعه وأقسم الحاكمون الجدد عليه بينما نراهم يريدون الإبتعاد عن النهج العلماني هذا لصالح الإسلام السياسي. ومن جهة أخرى لم يستطيعوا أسلمة المجتمع التركي الذي تربى على العلمانية وحصل على إستقرار سياسي وإقتصادي وعسكري بفضلها إضافة الى الدعم الغربي وفي مقدمته حلف الناتو. وفي السنوات الأخيرة وبعد وضع العراق على الطريق الديموقراطي الذي يمنح للأكراد حقوقهم القومية في ضله (بينما لم يعترف الحاكمون الترك بوجود هكذا شعب ويسمونهم أتراك الجبل) أصبحوا يؤمنون أن عدوى حقوق الطوائف ستطالهم عاجلاً أم آجلاً. وستتحول الطوائف المقهورة الى بركان يتفجر ليهدد الكيان التركي برمته. فبدأوا بدعم الطائفيين المتطرفين من العراقيين كعدنان الدليمي وطارق الهاشمي وحارث الضاري وغيرهم مادياً وسياسياً وإعلامياً بعقد مؤتمرات طائفية في إصطنبول وأنقرا. وحين أثبتت هذه السياسة فشلها بنبذ هؤلاء من قبل المجتمع العراقي توجه الأتراك الى كردستان العراق ليستجلبوا عطفهم ودعمهم إقتصادياً وسياسياً بوجه الحكومة المركزية العراقية. غافلين أن هذه السياسة ستكون لصالح الإنفصاليين الأكراد في تركيا والذين سيجدون في أكراد العراق مثالاً صارخاً للدولة الكردية المستقبلية في تركياً. وهذا ما حاول رئيس الوزراء العراقي الإشارة اليه والذي أثار حفيضة الأتراك في حينها. أما دعم تركيا للمعارضة السورية فقد أثبت هو الآخر خطأه الستراتيجي. فالأكراد السوريون يطمحون هم أيضاً للمكاسب التي حصل عليها الأكراد العراقيين حال سقوط نظام الأسد ودعم تركيا للمعارضة يعني إقترابهم لهدفهم وهذا ما سيعزز سعي اكراد تركيا على نظالهم لنيل إستقلالهم. كل هذا يفضي الى نتيجة واحدة هي أن النظام التركي لايمتلك رؤية ستراتيجية في سياساتة الخارجية والداخلية ويعاني من قصر نظر سياسي شديد مهدداً بذلك الدولة التركية برمتها بالتفكك والإنهيار. ما يجب على الأتراك فعله هو المساهمة في حل المشكلة السورية بالطرق الدبلماسية وعدم دعم المعارضين السوريين مع ا

أردوغان
أحمد -

في المقال أکاذيب عدة ، فمثلا متی و أين قام عناصر حزب العمال الکردستاني بتفجيرات إنتحارية ؟ فليعطونوا تواريخ و أماکن . و هل يعتبر قتل الجنود في معارك دفاع عن النفس عمل إرهابي ؟ لماذا يسمي ترکيا التفجيرات و الذبح في سورية بالثورة و لماذا تسمي نضال شعب من أجل حرية التکلم بلغته‌ إرهابا ؟ أما أن التدخل الترکي هو من منظور أخلاقي فهذا أيضا کذب في کذب . لو کان الأخلاق تهم ترکيا لأوقفوا تصدير الأسمنت لأسرائيل ، الأسمنت المستخدم في بناء الجدار العازل ، و لأوقفوا التعاون الإستخباراتي و العسکري مع الکيان الصهيوني . حتی هذه اللحظة طائرات هيرون الأسرائيلية تشارك في التجسس علی حزب العمال و قصفه و يدعي أردوغان العداء لأسرائيل !

الحرب الباردة
محمد علي البكري -

كل المؤشرات تدل على عودة الحرب الباردة تدريجيا، بفارق أن الطرف الهابط هذه المرة هو الغرب والصاعد هو روسيا والصين، وما يحدث في سوريا ليس سوى مخطة الانطلاق نحو المرحلة الجديدة، فالفيتو ليس مجرد ورقة يرفعها الروسي والصيني بل تحمل في خلفياتها وجود قوة يستند إليها ومصالح يمكن الدفاع عنها، وتطلعات يمكن السعي إليها.. وتركيا اختارت سلفاً الحليف التقليدي لها وهو الغرب ولن يكون أمامها مجال آخر إلا إذا حدث انقلاب فعلي فيها، وكذلك الأمر حكومات الخليج، والسياسات رهان ، وما تلكؤ الولايات المتحدة في الهجوم على إيران إلا خوفاً من انقلابها إلى الأبد ضد الولايات المتحدة وانضوائها بصورة تلقائية تحت جناح روسيا والصين والبريكس والقوى التي ستنضم إليهم مستقبلاً، وما ثورات الربيع العربي إلا آخر المحاولات الأمريكية للبقاء أطول فترة ممكنة في المنطقة العربية أو لإبعاد روسيا والصين قدر المستطاع عن تأثيرهما، وخلال ذلك يتساقط السوريون كالفراش ضحية هذا الصراع الذي يراد له أن يظهر تحت مسمى ثورة ديموقراطية تعددية ..