أخبار

هل تسعى الحكومة الإسلامية إلى تهدئة التوترات الطائفية أم تفاقمها؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحداث دهشور الأخيرة مقياس لمدى التغيير الذي تعيشه مصر في عهد أول رئيس إسلامي، فبعد أشهر على تلك الأحداث مازالت ظلالها تخيّم على القرية، وعدم الارتياح ظاهر على وجوه الكثيرين، ويدل على المتاعب الكثيرة التي تواجهها مصر.

لميس فرحات: بدأت "أزمة دهشور" واندلاع التوترات الطائفية بين عدد من المسيحيين والمسلمين في المدينة قبل أسابيع، بعدما أحرق عامل المصبغة "المكوجي" المسيحي قميص شاب مسلم. وسرعان ما تطور التلاسن إلى اشتباك قتل على أثره الشاب معز حسب الله بقنبلة مولوتوف، بينما كان يسير في الطريق الذي وقع فيه الإشكال.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ"لوس أنجلوس تايمز" أن حالة التوتر التى تشهدها البلاد تعود إلى الأوضاع المعيشية الصعبة وسوء الأداء الحكومي، إلى جانب مشكل أخرى، كالمياه الملوثة وانقطاع التيار الكهربائي، الذي يؤجّج غضب الشارع. كما إن الصعود السياسي للإسلاميين في مصر ترك الأقباط يعيشون في حالة من القلق.

يقول أحمد العربي، تاجر سيارات في المدينة: "كان الجميع كالأخوة قبل أشهر. لكن الناس لن تهدأ حتى يتم قتل مسيحي أمام المسلم الذي قتل خلال الاشتباكات التي حدثت خلال الأسبوع الماضي".

واعتبرت الصحيفة أن حادثة دهشور بمثابة اختبار للقيادة الإسلامية الجديدة لتثبت ما إذا ما كانت الديمقراطية الإسلامية تحت قيادة الرئيس محمد مرسي تسعى إلى تهدئة التوترات الدينية أم تفاقمها.

اشتعلت التوترات الطائفية على مدى الأشهر الـ 18 الماضية التي أعقبت الثورة، بما في ذلك إحراق الكنائس وسقوط ضحايا من الجانبين، فيما انتقد الرئيس محمد مرسي هذه الأحداث، التي أدت إلى فرار آلاف الأقباط من البلاد.

التواجد الأمني لا ينقطع عن المدينة تحسباً لتجدد الاشتباكات الطائفية، على الرغم من أن البعض يؤكدون عودة الهدوء إلى الشارع.
ونقلت الصحيفة عن أحمد جمال، ضابط شرطة، قوله إن "كل شيء على مايرام في القرية. والمسيحيون عادوا بسلام إلى محالهم"، مضيفاً أن "أفراد الشرطة في القرية في غاية الحذر الآن، فالقرية في حالة نقاهة بعد المرض، ونحن نقوم بمتابعة عملية التمريض حتى تتعافى تماماً".

أما كاهن الكنيسة في البلدة، فقد غادر بعد الأحداث الطائفية، في حين يقول بعض السكان المسلمين إنه كان على علاقة وطيدة بالشرطة السرية التابعة للرئيس المخلوع حسني مبارك. كما أشار بعضهم الآخر إلى أن "الأب تقلا كاهن الكنيسة في القرية عاد مصطحباً معه عائلات مسيحية جديدة لشراء أراض في القرية، مما يحدث خلل في التوازن الطائفي"!.

وفي مقابلة لصحيفة "المصري اليوم" قال تقلا إنه "من حق أي مواطن شراء أو بيع أراضي والبناء عليها أيضاً"، مشدداً على ضرورة عدم التمييز في هذا الحق بين مسيحي ومسلم.

من جهتها، قالت فايدة فهيم، إحدى سكان دهشور، إن هناك شعارات تم تعليقها في أرجاء القرية، تعتبر الذي مات في الحادثة شهيداً. وعلى الرغم من أن بعضًا من المسلمين المعتدلين ساعدوها على حماية منزلها، إلا أنها تؤكد أنها لن تشعر بالأمان إذا غادرت الشرطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف