الشرطة الفرنسية تكثف جهودها في واقعة مقتل سعد الحلي

بعدما بدأت الشرطة الفرنسية إجراءاتها المتعلقة بالتحقيق في حادثة مقتل العائلة البريطانية من أصل عراقي في منطقة الألب الفرنسية، أكد شقيق الأب المتوفى، سعد الحلي، ويُدعى زيد، وهو واحد من الأقارب الذين سيتم التحقيق معهم، أنه لا توجد أية خلافات بينه وبين شقيقه، الذي توفي نتيجة تعرّضه لطلق ناري في الرأس وهو في داخل سيارته، برفقة عائلته، أثناء قضائهم إجازة قرب أنيسي في جبال الألب الفرنسية.

هذه الحادثة راحت ضحيتها أيضاً زوجة سعد، وتدعى إقبال، وكذلك إحدى قريباتهما، وتدعى سهيلة الصفار، 74 عاماً، بينما نجت الابنة الكبرى بعد ضربها وإصابتها. فيما اختبأت الابنة الصغرى، 4 أعوام، تحت أقدام أمها، ونجت بذلك من الهجوم.

ولفتت في هذا الصدد صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن زيد، 53 عاماً، تحدث إلى أحد أبناء عمومته في أستراليا بعدما علم بالحادثة، ودخل في نوبة بكاء شديدة. وقال ابن العم هذا، ويدعى علي الحلي "ظل يقول: لماذا، لماذا، لماذا ؟ كيف حدث ذلك؟".

وتابع علي حديثه بالقول: لا أعتقد أن زيد سيتمكن من التعايش مع تلك الضغوط. فهو في حقيقة الأمر يشعر بصدمة كبيرة. وحين تحدثت إليه، كان في حالة يرثى لها. ولم يكن قادراً على تحمّل الخبر. وأظن أنه يشعر بوحدة. وحاولت أن أدعمه رغم بعدي عنه".

وقال علي، 57 عاماً، إن شقيقته بلسم، التي تعيش في لندن، لكنها متواجدة الآن في العراق، اتصلت بالسلطات البريطانية بشأن الترتيبات التي يمكن اتخاذها من أجل الاعتناء بالطفلتين زينب، 7 أعوام، وزينة، 4 أعوام. وفي الوقت نفسه، قالت عائلة إقبال، التي تعيش في السويد، إنهم سيتقابلون من أجل مناقشة مستقبل الفتاتين الصغيرتين.

فيما أكد علي الحلي أن ابن عمه، زيد، ليست له أية صلة بالحادثة، ولا يمكن أن يكون متورّطاً في ما حدث. وأضاف أنه لم يكن يعلم بوجود أية خلافات مزعومة بين الشقيقين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشقيقين يشتركان بالوثائق في ملكية منزل العائلة، الذي تقدر قيمته بحوالي مليون إسترليني، في كلايغيت في منطقة ساري الإنكليزية، رغم خروج زيد من هناك منذ حوالي عام، خلال الفترة التي توفي فيها والدهما في إسبانيا.

وظهرت وثيقة قانونية يوم أمس توضح أن سعد حاول منع، أو على الأقل إرجاء، تنفيذ بنود وصية أبيه، فضلاً عن عدم وضوح الرؤية بخصوص ثروة العائلة، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن وجود عقارات في إسبانيا وفرنسا والعراق، رغم تأكيد علي أن كل مثل هذه الإدعاءات عن ثروة العائلة مبالغ فيها بشكل كبير.

ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء عمومة الزوجة القتيلة، إقبال، في منزل العائلة في ستوكهولم، قوله إنهم ينظرون حالياً في سبل تحديد مصير الطفلتين الصغيرتين. وأضاف: "هذا وقت غاية في الصعوبة بالنسبة إلينا جميعاً، ونحن نريد أن نكون سوياً كعائلة، من أجل مواساة بعضنا البعض، ومناقشة أفضل ما يمكن فعله خلال الفترة المقبلة".