المسلحون القبليون يخوضون معركة شرسة ضد القاعدة في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: تشهد حالياً مدينة جعار، الواقعة في جنوب اليمن، عراكاً محتدماً بين المسلحين القبليين وأحد أفرع تنظيم القاعدة. وأشارت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن أحد هؤلاء المسلحين القبليين ويدعى عبد اللطيف السيد يشارك في تلك المعارك المشتعلة مع المتطرفين الإسلاميين، بعد أن كان واحداً منهم، وهو إذ يتنقل الآن من منزل إلى آخر كل بضعة أيام، لكي يتخلص من المخبرين التابعين للقاعدة.
وأوضحت الصحيفة أن السيد، 31 عاماً، وهو شخص نحيف وملتحي، لا يسافر سوى برفقة حراس يثق بهم، ولا ينام إلا وإلى جواره بندقية كلاشينكوف، ونقلت عنه قوله " أصبحت الحرب التي يتم خوضها الآن ضد القاعدة أكثر خطورة من ذي قبل".
وقد تسببت الحملة الهجومية التي دعمتها الولايات المتحدة هذا الصيف ونفذتها قوات قبلية وأخرى تابعة للجيش اليمني في سحق فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو فرع التنظيم الرئيسي في اليمن، في الوديان المنتشرة بجنوب البلاد. لكن صراعاً غامضاً أعقب تلك الحملة، اتسم بالهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات في ذلك الجانب الاستراتيجي من العالم قرب ممرات شحن النفط الهامة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك الصراع قد اشتعل نتيجة المنافسات القبلية والجواسيس، وهو أكثر حدة من المعارك السابقة، في منطقة تنظر إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها باعتبارها جبهة هامة مثل باكستان وأفغانستان. وأعقبت الصحيفة بقولها إن العنف يشتعل كل أسبوع تقريباً في جعار ومناطق أخرى بجنوب اليمن، بما في ذلك مدينة عدن، لاستهداف المجمعات العسكرية والأمنية وكبار قادة الجيش والوزراء.
وأضافت الصحيفة أن الصراع الذي يخوضه السيد يعكس عزم الجهاديين على البقاء كقوة في تلك المنطقة وحدود حكومة اليمن الجديدة وإستراتيجية إدارة أوباما المتعلقة بمكافحة الإرهاب. ومضت تقول إن الخلايا المسلحة تعمل بنشاط من أجل تقويض حكومة اليمن الضعيفة، حتى مع إعلان المسؤولين اليمنيين والأميركيين إحرازهم تقدم في المعركة التي يخوضونها ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وسرعان ما كان يتم استبدال العناصر التي تتبع التنظيم وتتعرض للقتل جراء الهجمات التي يتم تنفيذها بواسطة الطائرات الأميركية التي تعمل بدون طيار. وفي جعار، أعلن مسلحون الحرب على الولايات المتحدة، ما أدى لتولد تعاطف وتجنيد أفراد من المواطنين العاديين الذين لطالما اعترضوا على سياسات أميركا في الشرق الأوسط.
وأضاف السيد خلال تواجده بمصنع أسمنت فارغ موجود بمنطقة جبلية خارج جعار :" لم يعودوا يقاتلون وجهاً لوجه. فهم يهاجمون ثم يختفون، ومن الصعب تقفي أثر أماكنهم. والصراع القائم الآن هو صراع عصابات، تماماً مثلما حدث من قبل في العراق".
وإلى جانب ذلك، لا يوجد لحكومة الرئيس الجديد، عبد ربه منصور هادي، أي نفوذ في جعار، بسبب انشغالها بالاضطرابات السياسية وانعدام الأمن في العاصمة صنعاء. فضلاً عن عدم وجود قوات أمن أو قوت شرطة هناك. ومضت الصحيفة تنقل عن أحمد الميسري، المحافظ السابق لأبين التي تضم جعار، قوله :" سوف تستعين القاعدة بأية وسائل لقتلهم. وعبد اللطيف هو هدفهم الأول". وأعقبت الصحيفة بتأكيدها ان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح كان يخضع لهيمنة الشماليين، الذين كانوا يتجاهلون بشكل كبير جعار وغيرها من المدن الموجودة في الجنوب.
وقال شخص يدعى أنور علي سالم، 30 عاماً، وهو موظف في مكتب الكهرباء :"كانت الأوضاع على أفضل ما يكون وقت أن كانت القاعدة هنا. ولم تكن هناك سرقات. وكان يعامل الناس بعضهم البعض بطريقة محتشمة. ولم يكن يحاول أحد فعل مشكلات".
وأضاف محجوب نومكي، وهو احد المقربين من عبد اللطيف السيد، قائلاً " كان يريد كثير من السكان المحليين محاربة القاعدة، لكنهم كانوا خائفين للغاية. وقد خرق السيد حاجز الخوف هذا". وبالفعل بدأ يتزايد اعتماد المسلحين في جعار على السيد ومقاتليه، ولم يعودوا يشعروا بنقص الإمدادات من جانب القبائل المتعاطفة معهم.