إغلاق محيط السفارة الأميركية في القاهرة بعد اشتباكات مع الشرطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: أغلقت الشرطة المصرية مساء الأربعاء محيط السفارة الأميركية في القاهرة بالأسلاك الشائكة بعد اشتباكات اندلعت بين محتجين وعناصر الأمن.
وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الأمن والمحتجين أمام السفارة الأميركية مساء اليوم إثر قيام الأمن بمنع مجموعة من مشجعي الكرة "الألتراس" من اختراق الحاجز الأمني أمام السفارة.
وسادت حالة من الفوضى أمام السفارة استمرت فترة طويلة، استطاع بعدها رجال الأمن ومتظاهرون من تهدئة الأوضاع وإيقاف حالات الاحتكاك بين الطرفين.
وقام المتظاهرون بإخراج بعض العناصر من أمام السفارة وإبعادهم عن مكان تجمع المتظاهرين ممن اعتبروهم "مدسوسين لإثارة الفتنة والوقيعة بين المحتجين وأفراد الأمن". وقام متظاهرون بعمل سلاسل بشرية كدروع للفصل بين "الألتراس" وقوات الأمن.
وكانت قوات الأمن المصرية قد كثفت من تواجدها اليوم الأربعاء، حول محتجين واصلوا تظاهرهم لليوم الثاني على التوالي أمام السفارة الأميركية في القاهرة، للتنديد بالفيلم المسيء إلى الرسول محمد خاتم الأنبياء.
وشهد محيط السفارة تضييقًا من قبل قوات الأمن على المتظاهرين، حيث اصطفت أعداد من جنود الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) على مسافة أمتار أمام سور السفارة للحيلولة دون وصول المتظاهرين إليه.
وبرر أحد القيادات الأمنية المسؤولة عن عملية تأمين السفارة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء كثافة التواجد الأمني اليوم بالتخوف من وقوع اعتداءات على السفارة بعد حادث مقتل السفير الأميركي في ليبيا وآخرين أمس.
وأضاف القيادي الأمني الذي رفض الإفصاح عن اسمه، "كانت التظاهرات مفاجأة مساء أمس، وتخوف المسؤولون من حدوث اشتباكات إذا جاءت قوات الأمن بعد وصول المتظاهرين".
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد ألقت القبض اليوم على أربعة أشخاص من المتهمين باقتحام مقر السفارة الأميركية في وسط القاهرة خلال المظاهرات التي اندلعت أمس.
وتم تحويل المتهمين المضبوطين إلى نيابة قصر النيل في وسط القاهرة واتخاذ كل الإجراءات القانونية حيالهم، فيما يكثف رجال الشرطة جهودهم لإلقاء القبض على بقية المتهمين.
وكان عدد من الأقباط في الولايات المتحدة يتصدرهم موريس صادق وعصمت زقلمة، من مؤسسي ما يسمى بـ"الدولة القبطية" في مصر، والقس الأميركي المعروف بعدائه للمسلمين تيري جونز، أعلنوا أنهم سيعرضون فيلمًا عن الرسول محمد من إنتاج سمسار عقارات "إسرائيلي صهيوني" يدعي سام باسيلي.
وتسبب هذا الفيلم في حالة غضب متأججة في العالمين العربي والإسلامي، تعيد إلى الأذهان الاضطرابات التي اندلعت في عام 2005 عند نشر صحيفة دانماركية 12 صورة مسيئة إلى نبي الإسلام محمد، والتي أثارت هي الأخرى موجة غضب عارمة في شتى الدول الإسلامية.
الأزهر يطالب المسلمين بـ"الحكمة" في الرد على الفيلم المسيء
من جهتها طالبت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف بالحكمة في ردود الأفعال المنددة بفيلم "براءة المسلمين" المسيء إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، داعية إلى الابتعاد "عن أخذ البريء بذنب المسيء".
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم إن "الأزهر الشريف يتابع مسلسل الإساءات المتكررة إلى الإسلام ورموزه ومقدساته، من تدنيس المصاحف وحرقها، إلى العدوان على المساجد وهدمها، وحتى الإساءة إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي جاء إلى العالمين مصدقًا بما سبق من الكتب، ومؤمنًا بكل النبوات والرسالات، كما تابعت هيئة كبار العلماء - وتتابع- ردود الأفعال الحكيمة منها والغاضبة، التي تواجه هذه الإساءات في وطن العروبة وعالم الإسلام".
وأكدت الهيئة أن "مصدر هذه الإساءات ليس الناس العاديين، سواء في الغرب أو الشرق، وإنما المصدر هو مؤسسات الهيمنة الاستعمارية، التي يجاهدها الإسلام لكسر شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي، ومع هذه المؤسسات السياسية الصهيونية، وأجهزة الإعلام التي ترتزق من الكذب وصناعة الصور الزائفة عن الرموز والمقدسات الإسلامية".
وقالت إن "ردود الفعل الإسلامية يجب أن تتسم بالحكمة، وأن تزيد من إيضاحها لحقائق الإسلام ومقدساته ورموزه، وأن تبتعد عن أخذ البريء بذنب المسيء"، مشيرة إلى "أنه يجب أن يتحلى العقل المسلم بالوعي والرؤية الموضوعية".
ودعا بيان هيئة كبار العلماء "جماهير الأمة الإسلامية إلى الحرص على ألا يتجاوز الغضب المشروع لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- حدود الآداب والشمائل الإسلامية، وذلك حتى لا نأخذ البريء بذنب المسيء، ولا نسيء إلى الوحدة الوطنية لشعوب أمتنا، فنحقق - من دون أن ندري- مقاصد الأعداء من وراء هذه الإساءات الخبيثة".
وشدد البيان على أن "التاريخ أثبت أن تصاعد هذه العداوة للإسلام والتزييف لصور رموزه ومقدساته قد كان ولا يزال مرتبطًا بصعود الإسلام وزيادة انتشاره كما هو حادث الآن في ما وراء عالم الإسلام".
وناشدت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف مؤسسات العالم الإسلامي "بدراسة ظاهرة العداء والإساءة للإسلام ورموزه ومقدساته، لتحديد مصادرها، والعوامل التي تغذيها وتحركها، والسبل الفكرية التي تدفع السيئة بالحسنة (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)".
كما أوصت الهيئة بزيادة الجهود التي تُعرِّفُ بحقيقة الإسلام، وبالتواصل مع الجاليات والمراكز الإسلامية في الغرب، لإيصال هذه الحقيقة إلى البلاد التي تصدر منها هذه الإساءات. وستبادر الهيئة إلى ذلك.
وكان عدد من الأقباط في الولايات المتحدة يتصدرهم موريس صادق وعصمت زقلمة، من مؤسسي ما يسمى بـ"الدولة القبطية" في مصر، والقس الأميركي المعروف بعدائه للمسلمين تيري جونز، أعلنوا أنهم سيعرضون فيلمًا عن الرسول محمد من إنتاج سمسار عقارات "إسرائيلي صهيوني" يدعى سام باسيلي.
وتسبب هذا الفيلم في حالة غضب متأججة في العالمين العربي والإسلامي، تعيد إلى الأذهان الاضطرابات التي اندلعت في عام 2005 عند نشر صحيفة دانماركية 12 صورة مسيئة إلى نبي الإسلام محمد، والتي أثارت هي الأخرى موجة غضب عارمة في شتى الدول الإسلامية.
واندلعت مظاهرات غاضبة في عدد من الدول العربية مازالت مستمرة لليوم الثاني، اتخذ البعض منها منحنى عنيفًا، حيث تم إشعال النيران في القنصلية الأميركية في ليبيا، مما أدى إلى مقتل 4 دبلوماسيين، من بينهم السفير الأميركي، فيما اقتحم محتجون مصريون السفارة الأميركية في القاهرة، وأنزلوا العلم الأميركي وأشعلوا فيه النيران.