محللون: تنفيذ الرئيس الصومالي لوعوده مرهون بالملف الأمني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: عكس التفجيران اللذان استهدفا اليوم مقر إقامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أحد الفنادق بالعاصمة مقديشو أن العقبات الأمنية من أهم العراقيل التي ستحول دون تنفيذ الرئيس الجديد لوعوده، بحسب محللين سياسيين صوماليون لوكالة الأناضول للأنباء.
وقال المحللون لمراسل الأناضول إن محاولة اغتيال رئيس الصومال تشير إلى أن الوضع الأمني الذي تحسن في الأيام الماضية بدا منفلتاً فور تنصيب شيخ محمود رئيساً للبلاد.
وكان شيخ محمود قد وعد فور فوزه برئاسة البلاد منذ أيام ببناء دولة صومالية وتجديد ملف المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن.
وأوضح المحلل السياسي عبدالناصر عثمان أن "على الرئيس الجديد فهم طبيعة المواقف الداخلية وضرورة التكيف مع الوضع الأمني الذي لا يبشر بخير في هذه المرحلة، وأنه من الواجب عليه معالجة القضايا الأمنية حتى يتمكن من تنفيذ وعوده".
وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول أضاف عثمان أن "التفجيرات الانتحارية ليست شيئاً جديداً في حياة مقديشو، بيد أن هذين التفجيرين يرسلان رسالة للحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي، مفادها أن أمن مقديشو لم يستقر بعد، وأن هناك من يعكر صفوها".
وأوضح أنه كان من المفروض أن ينتقل الرئيس إلى القصر الرئاسي، بدلاً من أن يستقر في فندق لا يتمتع بحماية أمنية من قبل القوات الإفريقية والصومالية، وهذا دليل على أن الرئيس لم يتأقلم مع طبيعة عمل تلك القوات في مقديشو.
من جهته قال الإعلامي أحمد جاتمو، إن "هناك قصورا أمنيا وعدم توفير حماية كاملة للرئيس من قبل الجيش الصومالي وأمن القوات الإفريقية".
وأشار إلى أن الرئيس الجديد لا يحبذ أن تحميه القوات الإفريقية، مما أدى إلى أن يبقي لمدة يومين في فندق الجزيرة في العاصمة بعد انتخابه رئيساً للبلاد، ومن دون أن يتوجه إلى القصر الرئاسي.
وأضاف الإعلامي الصومالي أن وجود الرئيس شيخ محمود بعيدًا عن القصر كل هذه المدة "دليل واضح على وجود عقبة بين الرئيس الحالي وقوات حفظ السلام الإفريقية في مقديشو". وأعرب جاتمو عن قلقه على حياة الرئيس الجديد، مؤكداً أنها "في خطر إذا استمرت الأوضاع على ماهي عليه".
وأوضح أن الرئيس الجديد يبدو أنه لم يتسلم بعد من الرئيس السابق شيخ شريف أحمد مهامه الإدارية، مشيرا إلى أن "الهجومين سيرسلان رسالة تؤكد أن حركة الشباب المجاهدين مازالت موجودة في العاصمة، وأن خلاياها الأمنية تتحرك في مقديشو لتنفيذ تفجيرات بوساطة سيارات مفخخة تستهدف المقار الحكومية".
أما المحلل الصومالي أحمد فارح فقال إن العقبات الرئيسة أمام شيخ محمود ، تتمثل في "الخلل الأمني في العاصمة، إلى جانب تبديد مخاوف انفلات الأمن الذي بدا جلياً هذا اليوم، علاوة على القضايا السياسية والتعامل مع دول الجوار الإقليمي التي لها دور بارز في محاربة حركة الشباب.
ومن الواضح ـ بحسب جاتمو ـ أن وعود شيخ محمود التي تتجذر في بناء دولة صومالية وتجديد ملف المصالحة الوطنية بين الصوماليين، ستصطدم أمام العقبات الأمنية التي تحول دون تحريك تلك الملفات الشائكة، وتشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الحكومة المقبلة.