لبنان بكل طوائفه يخص البابا باستقبال حار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم خرج اللبنانيون لاستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر عند وصوله الجمعة الى بيروت في زيارة تستغرق ثلاثة ايام وترتدي اهمية كبرى بسبب حساسية الاوضاع في المنطقة، التي تشهد موجة احتجاجات على فيلم مسيء للاسلام، ولبنان خصوصا الذي تخيم عليه الازمة السورية.
وعلى ارض مطار رفيق الحريري الدولي، حضر المئات من افراد شبيبة الحركات المسيحية مرددين هتافات واناشيد مرحبة بالبابا ورفعوا الاعلام اللبنانية واعلام دولة الفاتيكان مع صور البابا.
كما رفعت لافتات كتب عليها "لبنان اكثر من وطن انه رسالة" في استعادة كلمات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته الى لبنان في 1997.
ومع انتهاء الاستقبال الرسمي الذي نظم للبابا في مطار رفيق الحريري الدولي، انتشر المئات من النساء بالتشادور الاسود والاولاد من كشافة المهدي التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني.
وعلى طول طريق المطار بمحاذاة الضاحية الجنوبية حيث معقل حزب الله علقت صور عملاقة للبابا كتب عليها "اهلا بكم في وطن المقاومة" مع توقيع حزب الله.
ويقول محمد (40 عاما) الذي يعمل في محل على طريق المطار ان البابا "رجل دين وياتي برسالة سلام ومفروض انه ياتي لحمل المحبة ورسالة تعايش" مضيفا "ما لا يعرفه الغرب عن الاسلام، انه يوجد تقارب بين المسيحية والاسلام في الشرق".
كما رفعت يافطات تحمل توقيع تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وكتب عليها "زيارة الحبر الاعظم الى لبنان، دليل عن محبته للشرق".
واعتبرت النائب بهية الحريري أن زيارة البابا "هي رسالة محبة الى المنطقة كلها انطلاقا من لبنان، لأن لبنان يمثل رمزا أساسيا في العيش المشترك على الرغم من الظروف التي تمر بها المنطقة كلها".
والرسالة الاولى التي وجهها البابا في مستهل الزيارة هي ان لبنان "سيكون نموذجا للتعايش والحوار لكل سكان المنطقة والعالم" وان "التوازن اللبناني الشهير" سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل ارادة الجميع.
وتتعايش 18 طائفة رسميا في لبنان. ولا يعدد الدستور اللبناني هذه الطوائف بالتفصيل، الا ان المادة التاسعة منه تنص على ان "حرية الاعتقاد مطلقة" و"الدولة تحترم جميع الاديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك اخلال في النظام العام".
وفي لبنان رسميا 13 مذهبا مسيحيا واربعة مذاهب اسلامية واليهود، على ما يؤكد الباحث اللبناني في المؤسسة المارونية للانتشار يوسف شهيد الدويهي.
ويوقع البابا مساء في حريصا (29 كلم شمال شرق بيروت) في كاتدرائية القديس بولس الارشاد الرسولي للسينودوس الخاص لمجمع الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، وهو بعنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة".
ويقول ايلي سعادة (26 عاما) وهو خريج جامعي متطوع لخدمة كنيسة الروم الكاثوليك، يشارك في الترانيم التي ستنظم مع توقيع الارشاد الرسولي في حريصا، ان زيارة البابا "تشكل حافزا ودعما للمسيحيين"، مضيفا "نتمنى ان يتم الالتزام" بتوصيات الارشاد.
وقال البابا لدى وصوله الى مطار بيروت الجمعة ان الارشاد "موجه الى العالم كله" لكي "يكون لهم خارطة طريق للاعوام المقبلة".
واذا كانت لفتة المسلمين في لبنان للحرص على الترحيب بزيارة البابا ترتدي اهمية مميزة، الا ان الاستقبال الاكثر حشدا بدون شك سيكون في المناطق المسيحية التي تتوق وتترقب رسالة الدعم والتشجيع من البابا والدعوة الى التمسك بالارض الواردة في توصيات السينودوس حول الشرق الاوسط.
فقد دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان المواطنين الى التجمع على طريق القصر الذي سيسلكه الحبر الاعظم السبت في طريقه الى القصر الجمهوري في اليوم الثاني من زيارته.
كما دعا النائب سامي الجميل جميع اللبنانيين، من الطوائف والمذاهب والتيارات السياسية كافة، لاستقبال البابا "الذي أصر على زيارة بلدنا الحبيب لبنان، لما يمثله من حضارة وثقافة وقيم إنسانية في هذا الشرق، بالإضافة الى تعدديته المميزة في هذه البقعة من العالم".
وقال مطران الكلدان ميشال قصارجي لوكالة فرانس برس تعليقا على زيارة البابا "انها زيارة تاريخية ومفصلية لكل لبنان والشرق الاوسط"، مضيفا "على العالم ان يدرك ان المسيحيين في هذه المنطقة ليسوا مجرد اقلية او حملة جنسية، بل هم مواطنون اصيلون ساهموا في صنع حضارتها ونهضتها".
وقامت الكنائس المسيحية في كل لبنان بقرع اجراسها تزامنا مع وصول البابا. كما من المتوقع ان يضيء ابناء رعايا الكنائس في كل المناطق الشموع باللونين الابيض والاصفر كرمز لعلمي لبنان والفاتيكان.
وتتزامن زيارة البابا الى لبنان مع موجة احتجاجات عمت دولا عربية بسبب فيلم "براءة المسلمين" الذي انتج في الولايات المتحدة واعتبر مسيئا للسلام، وبينها لبنان الذي شهدت ثاني اكبر مدنه طرابلس (شمال) تزامنا مع وصول البابا، تظاهرات احتجاج اسفرت عن مقتل شخص واصابة 25 آخرين بجروح.
التعليقات
١٨ طائفة
P@ul -١٨ طائفة على رقعة صغيرة تعيش بسلام مع بعضها البعض مع الخلافات السياسة العادية الموجودة في كل الدول ، ليكن لبنان مثالا للعرب ولا يسعني هنا سوى أن أقول بتواضع افتخر بلبنانيتي .