أخبار

البابا يدعو لبنان الى مقاومة "ما يمكن ان يدمره او يقوضه"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

آخر تحديث: الأحد 16 سبتمبر الساعة: 17:12 ت. غ

توج البابا بنديكتوس السادس عشر الأحد زيارته الى لبنان بقداس احتفالي اقامه عند الواجهة البحرية لبيروت، بحضور عشرات آلاف الأشخاص قدموا للاستماع إلى رسالة السلام التي يحملها للبنانيين ولكل الشرق الأوسط.

بيروت: غادر البابا بنديكتوس السادس عشر بيروت مساء الاحد بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام شدد خلالها على اهمية احلال السلام في المنطقة وعلى ضرورة تعزيز التعايش الاسلامي المسيحي.

واقلعت الطائرة التابعة لشركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية الوطنية والتي ستقل البابا الى روما من مطار رفيق الحريري الدولي قبيل الساعة 19,25 (16,25 ت غ)، بعد وداع رسمي.

والتفت البابا قبل دخوله الطائرة للمرة الاخيرة نحو مودعيه، فصرخ عشرات الشبان والشابات والاطفال الذي اختيروا لتمثيل جيل الشباب في الوداع "بنديكتوس، بنديكتوس" ولوحوا باعلام الفاتيكان التي كانوا يحملونها.

ثم رفعوا لافتة كتب عليها بخط كبير "سلامي اعطيكم"، وهو الشعار الذي اتخذه البابا لزيارته التي استغرقت ثلاثة ايام.

وكان هؤلاء انشدوا في انتظار وصول البابا ترانيم دينية واغاني وطنية، ورددوا مرارا "بنديكتوس، منحبك".

وشارك في الوداع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزوجته ورسميون وممثلون عن كل الطوائف المسيحية والاسلامية.

ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر في آخر رسالة له الى اللبنانيين قبل مغادرة بيروت الاحد، اللبنانيين الى مقاومة كل ما يمكن ان يدمر بلدهم او يقوضه.

وقال البابا في كلمة القاها خلال الحفل الوداعي الرسمي الذي اقيم له في مطار رفيق الحريري الدولي "اصلي من اجل لبنان لكي بعيش بسلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن ان يدمره او يقوضه".

واضاف "اتمنى للبنان ان يواصل السماح بتعددية الاديان وعدم الاصغاء لصوت الذين يريدون منعها".

كما عبر عن امله في ان "يعزز لبنان الشراكة بين جميع سكانه، مهما كانت طائفتهم او دينهم، وان يرفضوا باصرار ما يمكن ان يؤدي الى انقسامهم وان يختاروا الاخوة في ما بينهم".

وقال البابا الذي شدد خلال ايام زيارته الثلاثة الى لبنان على اهمية ان يكون التعايش بين الطوائف المختلفة نموذجا لمنطقة الشرق الاوسط، "لقد شهد العالم العربي والعالم باسره في هذه الاوقات المضطربة مسيحيين ومسلمين مجتمعين من اجل الاحتفال بالسلام"، في اشارة الى مشاركة مسلمين في الاحتفالات خلال زيارته الى لبنان التي ادرجها تحت شعار السلام.

وقال البابا "اشكر بشكل خاص كل الشعب اللبناني الذي يشكل فسيفساء غنية وجميلة والذي عرف كيف يظهر لخليفة بطرس حماسته عبر المساهمة المتعددة الاشكال والخاصة بكل مجموعة. اشكر خصوصا ممثلي الطوائف المسلمة وخلال زيارتي لاحظت الى اي حد ساهم وجودكم في انجاح زيارتي".

وقال البابا "انه لتقليد في الشرق الأوسط ان يستقبل الضيف العابر بانتباه وتقدير، كما فعلتم. أشكركم جميعا. (...) الى جانب الانتباه والتقدير، زدتم شيئا إضافيا يمكن تشبيهه بالتوابل الشهيرة الشرقية التي تثري مذاق الأطباق: إنه حماسكم وقلبكم اللذان يجعلانني أشتهي العودة اليكم ثانية. أشكركم شكرا خاصا. الرب يبارككم على هذا".

وتمنى البابا للبنان "ان يعزز الشركة بين جميع سكانه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم، بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة، وباختيار الأخوة بحزم".

ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد في كلمته خلال القداس الاحتفالي على الواجهة البحرية لبيروت الى اعطاء الشرق الاوسط قادة في خدمة السلام والمصالحة "ليتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة". وقال البابا "اصلي للرب خصوصًا كي يمنح منطقة الشرق الاوسط خدامًا للسلام والمصالحة فيتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة".

واضاف: "إنها شهادة اساسية على المسيحيين أن يقدموها هنا، بالتعاون مع كل الاشخاص ذوي الارادة الصالحة. ادعوكم جميعًا للعمل من اجل السلام. كل على مستواه وحيث يتواجد". وتابع إن "خدمة العدل والسلام في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار هي حاجة ملحة للالتزام من اجل مجتمع اخوي ولبناء الشراكة".

ودعا الى السلام في سوريا حيث اوقع النزاع اكثر من 27 الف قتيل. وقال في صلاة التبشير الملائكي خلال القداس الاحتفالي على الواجهة البحرية لبيروت "فليمنح الله بلادكم وسوريا والشرق الاوسط هبة السلام في القلوب وصمت السلاح ووقف كل اشكال العنف".

واضاف البابا "للأسف إن اصوات السلاح لا تزال تسمع وكذلك بكاء الارامل والايتام! العنف والحقد يجتاحان الحياة، والنساء والاطفال هم اول الضحايا". وتساءل "لماذا كل هذه الاهوال، ولماذا كل هؤلاء القتلى؟".

ودعا البابا المجموعة الدولية والدول العربية الى "اقتراح حلول حيوية" من اجل السلام في المنطقة. وقال "أدعو المجموعة الدولية والدول العربية لكي يقترحوا حلولاً حيوية تحترم كرامة كل شخص بشري وحقوقه وديانته". واضاف الحبر الاعظم "من يريد بناء السلام يجب أن يتوقف عن رؤية في الاخر شر يجب القضاء عليه".

وقال متوجهاً للمؤمنين الحاضرين الذين قدر عددهم بحوالي 350 الف شخص بحسب المنظمين "فلنتضرع الى سيدة لبنان والله من اجلكم وبشكل خاص من اجل سكان سوريا والدول المجاورة التي تتوق الى هبة السلام".

ومنذ الصباح الباكر وتحت شمس حارقة، حضر آلاف الأشخاص للمشاركة في القداس واستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر الذي شق طريقه بالسيارة الخاصة "بابا-موبيلي" بين الحشود. ونصب مسرح كبير على شكل ارزة وزرعت عليه اشجار الارز التي هي رمز لبنان والزيتون التي هي رمز السلام. واستخدم القداس جوقة ضخمة مشتركة من عدة جوقات من الكنائس الكاثوليكية.

وتقول ماريانا روكز (15 سنة) التي لفت رأسها بعصبة كتب عليها بالعربية والفرنسية "لانك آت، حسب الوعد"، إنها "أتت لانه وعد بالمجيء، وكان على الوعد". وتضيف "نحن نريد أن نعده بأن نكون مستقبل الكنيسة، سنبقى على محبتنا للسيد المسيح".

من جانبها، تقول عايدة ابراهيم الشدياق انها جاءت من الصباح الباكر مع ابناء رعيتها "ليتقدسوا ويتباركوا من البابا" مضيفة "اطلب من الله أن يقويه لكي يبقى على موقفه، كل شيء يصدر منه جميل". وتضيف أن ابنتها غادرت الى المهجر في بادىء الامر لفترة قصيرة لكنها لا تزال في المهجر قائلة "إن رسالته الى اللبنانيين موضع ترحيب وكلامه جوهري".

واحيطت واجهة بيروت البحرية باجراءات امنية مشددة جدًا، حيث سجل تواجد كثيف لعناصر الامن. وحضر وفد كهنة واساقفة من الاراضي المقدسة. كما حضرت جالية كبيرة من العمال الاجانب للمشاركة في القدس الاحتفالي.

وفي اليوم الثالث والاخير لزيارته لبنان وبعد القداس الاحتفالي يعقد البابا بعد الظهر اجتماعاً مسكونيًا مع رؤساء الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية. وبعد ذلك يغادر بيروت مساء عائداً الى روما ويقام له وداع رسمي في المطار.

وكان البابا دعا السبت في اليوم الثاني لزيارته لبنان وبعد لقائه المسؤولين السياسيين والدينيين في القصر الجمهوري في بعبدا، الى صنع السلام مشددًا على ضرورة التسامح "ونبذ الانتقام" و"الاعتراف بالاخطاء".

وفي لقاء حاشد مع الشبيبة بعد ظهر السبت دعا البابا شباب لبنان الى عدم الهجرة، مؤكدًا أنه يدرك الصعوبات التي يعانون منها من "نقص الاستقرار والامن وصعوبات الحصول على عمل والشعور بالوحدة أو التهميش". وحيّا ايضا "شجاعة الشباب السوري"، مبديًا تعاطفه مع احزان السوريين.

وقال امام اكثر من 15 الف شاب وشابة تتراوح اعمارهم بين 17 و30 عاماً تجمعوا في باحات مقر البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت "علمت أن بينكم شبابًا قدموا من سوريا. اريد ان اقول لهم كم انا معجب بشجاعتهم".

وتابع متوجهًا الى السوريين "قولوا لعائلاتكم واصدقائكم أن البابا لا ينساكم. قولوا إن البابا حزين بسبب آلامكم واحزانكم. انه لا ينسى سوريا في صلواته واهتماماته. لا ينسى الشرق اوسطيين الذين يعانون". وسيسلم البابا الاحد الارشاد الرسولي الذي وقعه مساء الجمعة في كنيسة القديس بولس في حريصا (شمال بيروت) الى كل اساقفة المنطقة خلال القداس الاحتفالي.

والارشاد الرسولي الذي يتوجه به البابا لحوالي 15 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يعتبر خارطة طريق للحفاظ على التعددية الدينية والثقافية في مجتمعاتهم وحثهم على البقاء في مهد المسيحية رغم كل الصعوبات.

وقد دعا فيه المسيحيين والمسلمين واليهود الى "استئصال الاصولية الدينية"، في وقت تشهد المنطقة اضطرابات واحتجاجات على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

وكتب البابا في الارشاد الرسولي الذي يعتبر الهدف الاول لزيارته "اوجه دعوة ملحة الى كل المسؤولين الدينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة لكي يسعوا، بالمثال والتعليم، الى بذل كل الجهود لاستئصال هذا التهديد الذي يطال بدون تفرقة وبشكل قاتل المؤمنين من كل الاديان".

والارشاد هو ثمرة اعمال السينودوس من اجل الشرق الاوسط الذي عقد في روما في 2010 قبل اشهر من بدء "الربيع العربي" في تونس.

البابا يراهن على تحالف مع الاسلام المعتدل من اجل التعددية

قدم البابا بنديكتوس السادس عشر القلق جدا من الاصولية الاسلامية التي تهدد المسيحيين في مهد ديانتهم، التعددية الدينية على الطريقة اللبنانية على انها نموذج ومد يده بشكل لافت الى الاسلام مقترحا تحالفا ضد التعصب العنيف.

وكانت صحيفة "اوبسرفاتوري رومانو" الناطقة باسم الكرسي الرسولي عكست هذه الاجواء مع عنوانها قبل الرحلة "سلام ضمن احترام الاختلافات".

ودعوات البابا صبت على الدوام في اتجاه "مجتمع تعددي" يثريه تنوعه وضد مجتمع "من لون واحد" يسعى اليه بعض الاصوليين في المنطقة.

وتساءل رئيس الكنيسة الكاثوليكية "في لبنان، المسيحية والاسلام يتعايشان في نفس المكان منذ قرون. ومن غير النادر رؤية في نفس العائلة ديانتين، فاذا كان الامر ممكنا ضمن العائلة نفسها لماذا لا ينطبق هذا الامر على مستوى المجتمع؟".

وفيما يفر المسيحيون بالالاف من ارضهم المتجذرين فيها منذ الفي سنة، فان البابا الذي استهجنت تصريحاته حول المسلمين عام 2006 حين ربط بشكل غير مباشر بين الاسلام والعنف، حرص على عدم المساس بهم.

وقد حضر رؤساء الطوائف من سنة وشيعة في لبنان الى مختلف محطات الرحلة.

وبالنسبة لسوريا فان البابا اقترح حتى "ايام صلوات من اجل المسيحيين والمسلمين".

وفي لفتة غير معتادة توجه يوزف راتسينغر بكلمات الى ممثلي الشبان المسلمين خلال لقائه مع الشبيبة في بكركي مساء السبت في صرح البطريركية المارونية.

وقال "انتم مع الشباب المسيحي تشكلون مستقبل هذا البلد الرائع وكل الشرق الاوسط".

واضاف "يجب ان يدرك الشرق الاوسط عند النظر اليكم ان مسلمين ومسيحيين يمكنهم العيش معا بدون حقد في اطار احترام المعتقدات لكي نبني معا مجتمعا حرا وانسانيا".

وفي "الارشاد الرسولي" الذي وقعه مساء الجمعة والموجه الى مسيحيي الشرق، يدعو البابا الى تعميق فهم المسلمين.

ويقول ان "الكنيسة تنظر الى المسلمين بكل اعتبار" مضيفا، "المسلمون فيتقاسمون من جانبهم مع المسيحيين القناعة بان الاكراه فيما يتعلق بالدين غير مقبول خصوصا اذا تم بواسطة العنف. ان هذا الاكراه الذي قد يتخذ اشكالا متعددة وخطيرة على الاصعدة الشخصية والاجتماعية والثقافية والادارية والسياسية يتناقض مع مشيئة الله. وهو يستخدم اداة لتحقيق مآرب سياسية-دينية، اداة للتمييز والعنف الذي قد يؤدي للموت".

ويضيف "يتقاسم المسيحيون مع المسلمين الحياة اليومية نفسها في الشرق الاوسط حيث وجودهم ليس عرضيا او حديثا انما تاريخي".

ويتابع الارشاد الرسولي "ان طبيعة الكنيسة ودعوتها الكونية تتطلبان منها اقامة حوار مع اعضاء باقي الديانات الاخرى. يرتكز هذا الحوار في الشرق الاوسط الى علاقات روحية وتاريخية تجمع المسيحيين مع اليهود والمسلمين" مضيفا "هذا الحوار، الذي لا تفرضه بالاساس اعتبارات براغماتية ذات طابع سياسي او اجتماعي بل يستند قبل كل شيء الى اسس لاهوتية مرتبطة بالايمان".

ويقول "يختبر الشرق الاوسط كباقي انحاء العالم واقعين متضاربين: العلمانية باشكالها التي احيانا للتطرف والاصولية العنيفة التي تدعي قيامها على اصول دينية".

ويتابع "ان الغموض الذي يكتنف الاوضاع الاقتصادية والسياسية ومهارة التاثير لدى بعضهم والفهم الناقص للدين هي من بين العوامل التي تشكل تربة خصبة للتطرف الديني. هذا التطرف يصيب كل الجماعات الدينية ويرفض التعايش المدني معا. وغالبا ما يسعى للسلطة بواسطة العنف احيانا، على ضمير كل فرد وعلى الدين من اجل دوافع سياسية. اطلق نداء ملحا لجميع المسؤولين الدينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة كي يسعوا من خلال مثالهم وتعاليمهم الى فعل كل ما هو ممكن بهدف استئصال هذا التهديد الذي يستهدف بلا تمييز وبشكل قاتل مؤمني جميع الديانات".

ويضيف بالنسبة للمسيحيين انه يجب "تربية المؤمنين على ان يكونوا شهودا للشركة في جميع مجالات حياتهم. هذه الشركة ليست بالطبع دربا من الفوضى، فالشهادة الاصيلة تتطلب الاعتراف بالاخر واحترامه والانفتاح على الحوار في الحقيقة والصبر كوجه من اوجه المحبة والبساطة والتواضع".

المهاجرون الافارقة والآسيويون بين الحشود

وبين الحشود التي كانت على لقاء مع البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الاحد في بيروت، مئات العاملات والعمال الاجانب من الفيليبين وسريلانكا والكاميرون والسنغال وجنوب السودان، الذين لم يكونوا ليفوتوا هذه الفرصة باي ثمن.

في جو من الفرح والابتهاج بالحدث، كانت مجموعات من العمال الاجانب تنتظر وصول البابا الى واجهة بيروت البحرية على انغام تراتيل بلغات افريقية، وتلويح بالاعلام الفاتيكانية واعلام بلدانهم، ورقص... بعيدا عن مشاكلهم اليومية التي غالبا ما تتجند لحلها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. فلبنان بلد يعاني فيه العمال الاجانب من كثير من التجاوزات في مجال الحقوق الاساسية.

لكن الاحد، استقبلت العاملات الاجنبيات الى جانب الاف العائلات اللبنانية البابا بالحفاوة نفسها والحماس ذاته.

ومثل اللبنانيين وبعض المسيحيين العرب، وضع العمال الاجانب القبعات البيضاء التي صنعت للمناسبة وعليها اما صور البابا واما عبارة "سلامي اعطيكم"، الشعار الذي اختاره البابا لزيارته الى لبنان التي استغرقت ثلاثة ايام.

ورفع رجل من جنوب السودان بفخر علم دولته الناشئة حديثا، بينما حمل مواطن له وقف الى جانبه لافتة كتب عليها بالانكليزية "نأمل في تزوروا بلدنا الجديد، جنوب السودان، ليحصل على بركتكم. بابا، نحن نحبك".

وقالت الفيليبينية ديرلي (30 عاما) "انا سعيدة جدا، انها المرة الاولى التي ارى فيها البابا".

واضافت "أصلي من اجل عائلتي التي لم ارها منذ سنتين". وبسبب الفقر والحاجة، غالبا ما تمضي العاملات الاجنبيات سنوات طويلة في لبنان من دون ان يلتقين عائلاتهن في دول بعيدة.

واذا كانت عائلات لبنانية كثيرة تعامل مخدوميها بلطف وكرم واحترام، فان العديد من العاملات الآسيويات او الافريقيات يعانين في عائلات اخرى من سوء معاملة يكاد يشبه "الاستعباد"، بحسب منظمات حقوقية.

وتتعرض نساء كثيرات للضرب والاذلال، واحيانا الاغتصاب، او الحرمان من الطعام والراتب. ونددت منظمات غير حكومية ودولية مرارا بهذا السجل الاسود لسوء معاملة الخادمات الاجنبيات في لبنان، ما اضطر دولا عدة بينها الفيليبين واثيوبيا ومدغشقر، الى منع سفر مواطناتها الى لبنان. الا ان الحاجة تدفع الكثيرات الى تجاوز الحظر والالتفاف على القرار عبر المجيء الى لبنان عن طريق دول اخرى.

وتقول الفيليبينية جوي (43 عاما) مع ابتسامة كبيرة وهي تقف تحت لافتة كتب عليها "الفيليبين تحب بنديكتوس السادس عشر"، "يا ليت عائلتي كانت هنا معي لمشاركتي في هذه اللحظة، لكن الفيليبين بعيدة، وبلادنا فرضت قيودا على سفر مواطنيها الى لبنان بسبب التجاوزات".

وتقول الفيليبينية ماري المتزوجة من لبناني باندفاع "اريد ان احصل على بركة البابا"، مضيفة "نشعر هنا اننا في شركة مع العالم اجمع".

وتؤكد السنغالية جوزفين (20 عاما) من جهتها "هذا الحشد يشعرني بالارتياح. انا سعيدة بمشاركتي مع اللبنانيين في هذا الحدث". وتتابع "هم يغنون، نحن نرقص، اشعر بشراكة معينة معهم".

الا انها تضيف "كل ما نريده هو ان يقبلوننا كما نحن"، في اشارة الى ما يحكى عن تصرفات عنصرية داخل بعض المجتمع اللبناني. فبعض المجمعات السياحية مثلا ترفض دخول عاملات اجنبيات الى برك السباحة، بحجة ان بعض زبائنها قد يشعرون ب"الحرج".

وخص البابا في الارشاد الرسولي الذي سلمه الى مسؤولي الكنائس الكاثوليكية اليوم الاحد وهو نتاج السينودس حول الشرق الاوسط الذي انعقد في روما في تشرين الاول/اكتوبر 2010، العمال الاجانب بالاهتمام، طالبا حسن معاملتهم.

ودعا الارشاد رعاة الكنيسة في الشرق الاوسط الى "ادارة التدفق الجماعي للعمال القادمين من افريقيا والشرق الاقصى وشبه القارة الهندية".

وقال ان هؤلاء "ياتون رجالا ونساء بمفردهم او عائلات بكاملها ويعانون حالة مزدوجة من انعدام الاستقرار (...) كما يواجهون غالبا اوضاعا من التفرقة والظلم".

واعتبر ان هؤلاء الاشخاص "معرضون للاستغلال"، مشجعا جميع المؤمنين الكاثوليك والكهنة على "الشركة الصادقة والتعاون الرعوي"، وحكام الدول التي تستضيف هؤلاء على "احترام حقوقها والدفاع عنها وتمكينها من التعبير الحر عن ايمانها".

في وسط بيروت، قال ريمون عون، تاجر مسيحي شارك في القداس الذي جمع اكثر من 350 الف شخص، "اليوم مع البابا، نحن فئة واحدة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المسيحية المختطفة غربيا
قاريء -

من المؤسف ان المسيحية الغربية قد اختطفت المسيحية المشرقية وجيرتها ووظفتها لحسابها وفي مشروعها فالمسيح مشرقي والمسيحية مشرقية ولكن الكنائس الشرقية اخترقت من جهة الكنائس الغربية فقداساتها وصلواتها باليوناية وكذا القائمون على الصلوات لقد رضي قادة المسيحية المشرقية الروحانيون ان يكونوا مجرد كمبارس وتابعون للكنيسة الشرقية وللفاتيكان ورئيسها والاصل ان يكون بابا المسيحية مسيحي مشرقي من الناصرة يأتي اليه مسيحيو العالم فيقبلون يديه وقدميه بحسبانه خليفة المسيح عليه السلام وان تكون صلواته بالعربية

اين حرية الاعتقاد الديني
قاريء -

في الوقت الذي لا يسمح فيه للمسيحي ان يبدل دينه ويدخل في الاسلام ويطارد ويسلم الى الكنيسة وقد يقتل كما في مصر فقد رأيت وقرأت في موقع كاثوليكي عربي زيارة لقساوسة كاثوليك مشارقة لحاضرة الفاتيكان و يقفون مع البابا الحالي ويأمنون على كلامه وخطته التي ان تزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في اي بلد عربي مسلم يضم مسلمين ومسيحيين وهي خطة صريحة ووقحه تدعو الى تنصير المسلمين ليس هذا فقط بل والى حماية الدولة المسلمة للمرتدين من ابنائها ؟!ان الحرية التي يريدها البابا حرية في اتجاه واحد وهي حرية تنصير المسلمين !

لا أهلا ولا سهلا به
أبو أحمد -

وجه هذا البابا لا يبشر بالخير أبدا, فكيف يدعو للتسامح والتكاتف والعفو وهو جزء من المشكلة وليس الحل ,فبهجومه اللاذع على الاسلام والمسلمين وتطاوله عليهم قطع الطريق عن ما يطلبه منا اليوم,فكيف تهاجم شخصا في عقر داره وتنعته بنعوت غير لائقة ولا عادلة,وبعد ذلك تطلب منه التعامل معك وكأن شيئا لم يحدث ومن دون اعتذار عما بدر منك تجاهه, ومن جهة اخرى يعتذر لليهود على شئ لم يفعله أتباع المسيحية بحقهم, فالمحرقة بالرغم من الكذب الكبير حوله وعدم صحته بهذا الشكل كما يروج له اليهودوولكن البابا حمله على عاتقه وعاتق أتباع المسيحية واعتذر نيابة عنهم لليهود ,ومن جهة اخرى بنفسه يهاجم عقيدة المسلمين ومقدساتهم, فما هذا النفاق وما هذا التعامل الخبيث مع المسلمين, فهو أول بابا يتهجم بحقد على الاسلام علانية,وكله بسبب ضعفنا وهواننا وذلنا وعدم تمسكنا بالدين الحنيف .

الشيعة والسنة
P@ul -

كلمة رائعة لقداسته فنبذ العنف والدعوة للإبتعاد عن التسلح والقتال هي من أصوليات الديانة المسيحية العريقة والدعوة إلى السلام لم يعتاد عليها بعد قاطعي الرؤوس وباقري البطون فالبعض يريد تصوير نفسه مظلوما حقوقه مسروقة ويريد إيضا اقناع نفسه بأن القذافي والأسد ومبارك وزين العابدين وما إلى هنالك من طغاة غير مسلمين وكأن الحرب بين الشيعة والسنة قد بدأت من الغرب ولا علاقة لها بالإسلام والفتوحات الإسلامية وإستعمار الأندلس جاء من الله أما الصليبية فمن الشيطان وفي كل نقاش نعود ٢٠٠٠ سنة إلى الخلف فهم لربما كانوا نائمين خلال حقبة التطور "ايفولوشن" ويعانون من فقدان الذاكرة القصيرة المدى والقصر النظري ولا يستطيعون مشاهدة ما يجري إمام منزلهم بل خلف البحار . ٢٥٠٠٠ قتيلا في سوريا حتى اليوم والقاتل مسلم شئتم أم أبيتم فالنفاق على النفس أكثر حماقة من إلقاء اللوم على الآخرين .

الى رقم 4 وأشباهه
أبو أحمد -

نعم لهذا قتلتم مئات الوف في العراق وأفغانستان بسبب قتل عشرات منكم وهدمتم الدولتين , فقطع الرؤوس قبل أن يصل الى المسلمين كان عند غير المسلمين عادة, وبقر البطون وغيرها أيضا, وعلى ذكر الحروب الصليبية فأخلاق المسلمين اثبت للعالم بأن دين الاسلام دين السلام والعفو والصفح عندما عفى صلاح الدين الايوبي رحمه الله عن الصليبيين بعدما ذبحوا عشرات الآف من المسلمين في المسجد الاقصى عندما دخلوها,وكذلك ذكر الاندلس, فالتاريخ يذكر كيف ابيد المسلمون في أندلس بعدما سقط الدولة الاسلامية على أيدي الصليبيين وعذبوا المسلمين وقتلوهم بأشنع أنواع القتل, والعالم شاهد على الحضارة العريقة الذي كان لدى المسلمين في حينها ,ولم تنور أوروبا الا بعد قرون من تلك الحضارة الاسلامية,والقصور والمباني الزاهرة في أندلس لحد هذا اليوم شاهد على عراقة تلك الحضارة والذي قضى عليها همج وبرابر الاوروبين , واليوم يقتل المسلمون في مشارق الارض ومغاربها من دون مبرر ,فهل قتل المسلمون منكم في الحربين العالمييتين ملاين الناس وكانوا مسببين لها,وهل كان المسلمون سببا في حروبكم الاهلية في أوروبا وأمريكا وابادتكم لبعضكم البعض, وهل احتل المسلمون بلدان غربية وحولوا أهلها الى عبيد في قرن الواحد والعشرون كما تفعلون, بأي وجه تتكلمون عن ظلم الاسلام والمسلمين لغيرهم,فحتى عندما فتح المسلمون بلدان الغرب في عز قوة المسلمين لم يحدثوا فيها الخراب والقتل كما يفعل حكام الصليب اليوم بالمسلمين في القرن الواحد والعشرون وفي عز الحضارة الغربية,ألم يذبح المسلمون في البوسنة والهرسك وذبح الاطفال وقتل النساء واغتصبوا تحت سمع وبصر هذا الغرب المتمدن الحضاري المنافق,ألم يكن بعض الدول الغربية شريكا في جرائم الصرب الحاقدين مثل فرنسا وبريطانيا عندما سكتوا عن جرائمهم وبل دعموهم لقتل المسلمين , هل قتل المسلمين لأشخاص محدودة أو تفجير أو عمل ما من مجموعة معينة أو عدة أشخاص من المسلمين مدفوعين بردة فعل على ما يفعله الغرب ببني جلدتهم يبرر قتل ملاين من الناس وتدمير الدول واحتلالها وتعذيب أهلها بأبشع الطرق كما فعلوا في غوانتاناموا وفي سجن أبو غريب واغتصاب وقتل وحرق الناس وأنتم تدعون الحضارة والانسانية, هل من فعلوا هذا كانوا مسلمين أم الصليبيون الجدد, فمن يتهم المسلمين يجب عليه أن يفكر ويراجع نفسه مليون مرة قبل أن يسئ لهم,وفوق كل هذا يأتي أحقر الناس تحت سمع وبصر و

الطالبان والآخرين
P@ul -

قرأنا وقرأنا والمضمون كان إعترافا بأنكم قتلتم العشرات لكنهم ليسوا مني هم مدنيون لا حول لهم ولا قوة لهذا وجد بوش إنه من الضرورة إستباقكم قبل أن تطلقوا العنان لغرائزكم والقضاء على مواطنين ابرياء أخر . أما ابطالكم من الطالبان والآخرين( طبعا ليسوا بمسلمين حقيقيين ) منهم فلقد عاثوا فسادا في بلادهم قبل مجيء الغرب الذي تمنونه بالشكر إلى أبد الآبدين لإزاحة إقطاعي يدعى صدام (طبعا ليس مسلما ) هتك وفتك بكم وأنتم تصفقون له ليلا نهارا . العودة إلى التاريخ لا تجدي نفعا لعل الصليبين قاموا بما قمتم به في فتوحاتكم ولعله حقد قديم لجرائم حصلت بحق من لم أراد أن يتبع (دين السلام). هنالك الاف الأفلام وأحاديث تسيء للمسيحية تدعو لقتلهم . الحروب كانت دائما موجودة منذ آلاف السنين لكنها لم تنطلق من الكتاب المقدس فاقتضى التوضيح

ابو احمد\نن\\
لبناني -

خارج عن الموضوع

اين حرية الاعتقاد الديني
عراقي للنخاع -

انا اوافق ماذكره الاخ الكريم المعلق رقم 2 حول حرية الاعتقاد الديني المفقود في المسيحية وكيف ان الذي يتحول للمسيحية يقتل وكل هذا من نص الاية المذكورة في الانجيل- ومن بدل دينه فاقتلوه-. فاين حرية الاعتقاد الديني الموجود في المسيحية وكتبهم كلها تدعو الى بنذ الاخر واحتقاره ووصف الاخرين باحفاد القردة والخنازير والكافرين. عن اية حرية دينية يتحدث المسيحيون وهم الذين قال نبيهم لن يجتمع دينان في الفاتيكان...اشد على يدك اخي ودمت