الذكرى الاربعون لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان تحل في اجواء من التوتر بينهما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: تحل في 29 ايلول/سبتمبر الذكرى الاربعين لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان في اسوأ ظروف ممكنة حيث يسجل اكبر تدهور منذ ذلك الحين في الاوضاع بين البلدين اللذين يرتبطان بتاريخ اليم وعلاقات اقتصادية هامة.
وفي صلب هذا التدهور الذي ادى في الايام الاخيرة الى تظاهرات معارضة لليابان اتسم بعضها بالعنف، نزاع قديم بين البلدين حول السيطرة على ارخبيل غير ماهول في بحر الصين الشرقي يعرف بجزر سينكاكو في اليابان التي تسيطر عليها وجزر دياويو في الصين التي تطالب باستعادتها.
ويتخذ البلدان منذ عدة اسابيع مواقف شديدة من خلال تنظيم او تشجيع "رحلات" بحرية حول الارخبيل الواقع على بعد حوالى 200 كلم شرق سواحل تايوان، البلد الثالث الذي يطالب ايضا بالجزر، وعلى بعد 400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا جنوب اليابان.
وما اجج النزاع قيام الحكومة اليابانية الثلاثاء الماضي بشراء هذه الجزر من مالكها. وقررت بكين على الفور ارسال عدة بوارج الى الموقع لاظهار ملكية الصين لهذه الجزر والتاكيد على ان الصين لن تتخلى "ابدا عن اي شبر" منها بحسب تعبير رئيس الوزراء ون جياباو.
وترى طوكيو ان هذه الخطوة عمل خطير "غير مسبوق" غير ان ايا من البلدين لا يظهر اي استعداد للتراجع عن موقفه.
من جهة اخرى اعلنت الاذاعة الوطنية الصينية ان الف زورق صيد تستعد للابحار الى المياه الغنية بالاسماك المحيطة بالارخبيل ما ان يبدأ موسم الصيد من جديد.
وبموازاة ذلك جرت تظاهرات كثيرة معادية لليابان بعضها كان عنيفا في عدد من المدن الصينية بينها بكين.
وفي مواجهة هذا الوضع حض رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الاحد بكين على ضمان حماية رعايا اليابان.
والاثنين ندد وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا بهذه التظاهرات التي "بلغت مستوى لم نشهده من قبل وتحول بعضها الى اعمال شغب".
ومع تفاقم الوضع يبدو بعيدا يوم السادس من ايار/مايو 2011 عندما دعا المسؤول الكبير في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي يوانشاو الى "توسيع التعاون في جميع المجالات وتوطيد الصداقة بين الامتين واحلال اجواء طيبة" قبل حلول الذكرى الاربعين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية.
والغي عدد من الاحتفالات المقررة فيما اضطرت بعض الشركات اليابانية العاملة في اليابان الى اغلاق مكاتبها بشكل موقت.
واثارت هذه التظاهرات ذات الطابع القومي على خلفية اعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية (انتخابات مبكرة في اليابان وتجديد القيادة الصينية لعقد جديد) القلق في الخارج، بدءا بالولايات المتحدة الحليفة الاولى لليابان التي باتت تحذر من مخاطر نشوب حرب.
واعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاحد "اشعر بالقلق حين ارى بلدانا تنخرط في استفزازات متعددة" قد "تؤدي الى اعمال عنف او في نهاية المطاف الى نزاع".
وحذر في بداية جولة اسيوية تتخللها محطة في الصين من ان "هذا النزاع قد يمتد".
من جهته اعلن وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا ان اليابان ستحافظ على هدوءها وستتعاون "مع الولايات المتحدة حتى لا تتاثر العلاقات بين اليابان والصين بشكل بالغ" جراء الازمة الحالية.
لكن في ظل الاجواء المحتدمة المخيمة، فان ادنى حادث يمكن ان يتخذ ابعادا كبرى ويتحول الى ذريعة تؤجج التوتر وتعيد فتح جروح الماضي.
وفي 15 اب/اغسطس الماضي في ذكرى استسلام اليابان عام 1945، احتجت بكين بشدة على زيارة وزيرين يابانيين لنصب ياسوكوني في طوكيو الذي يعتبره الصينيون والكوريون رمزا للنزعة العسكرية اليابانية.
ويخشى من تصاعد موجة المعاداة لليابان الثلاثاء في الصين مع حلول ذكرى "حادثة موكدين" التي افتعلتها اليابان عام 1931 وشكلت ذريعة لاجتياح منشوريا شمال شرق الصين تمهيدا لاحتلال العديد من المناطق الصينية مع ما واكب ذلك من تجاوزات وعنف.