كلينتون تنفي اي علم مسبق بالهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: نفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان تكون واشنطن تلقت اي معلومات مسبقة بشان هجوم وشيك على احد مقراتها في ليبيا، مؤكدة ان الولايات المتحدة تعتزم العمل على احالة المسؤولين عن مقتل اربعة اميركيين في هذا البلد على القضاء.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي عقدته اثر محادثات في وزارتها مع نظيرتها المكسيكية باتريسيا اسبينوزا "لم تكن لدينا اية معلومات استخباراتية يمكن التحرك على اساسها حول هجوم مخطط له او وشيك على قنصليتنا في بنغازي".
وتابعت "نحن بصدد اخذ اجراءات حازمة لحماية موظفينا في السفارات والقنصليات حول العالم".
وقالت ان الولايات المتحدة "تقوم بمراجعة اجراءاتنا الامنية في كل المراكز وتعزيزها عند الحاجة" مشددة على ان واشنطن تعمل ايضا مع الحكومات المضيفة "للتحقق من انها على علم بحاجاتنا الامنية".
وتشهد الدول الاسلامية موجة تظاهرات عنيفة ضد الولايات المتحدة احتجاجا على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام وللنبي محمد الذي بثت مقاطع منه مدبلجة بالعربية على موقع يوتيوب.
وفي اخر اعمال العنف التي تواكب هذه الاحتجاجات عملية انتحارية وقعت في كابول الثلاثاء وزادت من حصيلة القتلى الذين سقطوا في نهاية الاسبوع الماضي، وقد تبنتها الحزب الاسلامي المتمرد الافغاني احتجاجا على الفيلم.
وبين هؤلاء القتلى اربعة دبلوماسيين اميركيين في ليبيا احدهم السفير كريس ستيفنز قضوا في هجوم بالاسلحة الثقيلة على القنصلية الاميركية في بنغازي قبل اسبوع.
وقالت كلينتون "لن نستكين قبل ان يتم العثور على الاشخاص الذين دبروا هذا الاعتداء ومعاقبتهم".
لكنها شددت على ان الاجراءات الامنية المتخذة في بنغازي كانت مناسبة مؤكدة ان مراجعة كاملة اجريت "للتهديدات" المحتملة قبل حلول ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وقالت "اؤكد لكم ان امننا في بنغازي تضمن وحدة من القوات الامنية التابعة للحكومة المضيفة فضلا عن قوة حراسة محلية من النوع الذي نعتمد عليه في العديد من المواقع حول العالم".
وتبين الثلاثاء ان وزارة الخارجية كانت توجهت الى شركة امنية خاصة هي "بلو ماونتن غروب" يعتقد بحسب ما يرد في موقعها على الانترنت انها شركة بريطانية لديها خبرة طويلة "اكتسبتها من سنوات عديدة" من الخدمة في القوات الخاصة البريطانية" لاستئجار خدمات موظفين ليبيين محليين في بنغازي.
واقرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند انها ارتكبت خطأ حين صرحت الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة لم توقع اي عقود مع شركات امنية خاصة لحماية القنصلية في بنغازي.
وقالت نولاند للصحافيين الثلاثاء "كما سبق وقلنا، فان الامن الخارجي، القوات المسلحة الخارجية، خارج حرم (القنصلية) كان يتولاه الطرف الليبي بالكامل".
وتابعت "كان هناك مجموعة اسمها بلو ماونتن غروب هي شركة امنية خاصة تحمل ترخيصا للعمل في ليبيا. تم التعاقد معهم لتامين حراس ليبيين محليين يعملون داخل البوابات فيتولون مهاما مثل تشغيل التجهيزات الامنية للدخول والكشف على السيارات، هذا النوع من الامور".
وقالت انه لم يتضح ما اذا كان اي من الموظفين المحليين قتل في هجوم الثلاثاء ولا اذا ما كانت وزارة الخارجية تعاملت مع هذه الشركة في بلدان اخرى.
وفتح مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) تحقيقا داخل ليبيا وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تعمل مع الحكومة الليبية التي تجري تحقيقها الخاص "للتحقق من العثور على المسؤولين عن قتل اربعة من زملائنا وظروف مقتلهم".
ولفتت ايضا الى وجوب النظر الى الاحداث الجارية حاليا من وجهة نظر استراتيجية وقالت "نرى في العديد من المواقع التي اتخذت فيها الاحتجاجات طابعا عنيفا، ايدي متطرفين يسعون لاستغلال مشاعر الناس لخدمة اجنداتهم الخاصة".
لكنها لفتت الى ان معظم المواطنين في دول الربيع العربي يطمحون لبناء مستقبل افضل.
وقالت "هذا يندرج ضمن نقاش اوسع يجري داخل هذه المجتمعات" مشددة على فوز المعتدلين في الانتخابات التي جرت في ليبيا بعد اطاحة نظام الزعيم السابق معمر القذافي.
من ناحيته، اكد الرئيس باراك اوباما مساء الثلاثاء خلال مشاركته في تسجيل حلقة تلفزيونية هزلية في نيويورك، انه سيتم "تعزيز" امن السفارات وان امن الدبلوماسيين هو من واجب ادارته.
وقال اوباما ان "الرسالة التي يجب ان نوصلها الى العالم الاسلامي هي اننا ننتظر ان تعملوا معنا من اجل حماية طواقمنا وكذلك نحن نددنا بهذا الفيلم الذي اثار صدمتنا وان الحكومة الاميركية ليس لها اي علاقة به. هذا الفيلم ليس ابدا عذرا للعنف".