النهضة التونسية تشدد على حق المسلمين بالاحتجاج سلميًا على أي إساءة

تونس: أعربت حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، عن ادانتها لنشر اسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية الاربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، مؤكدة في الوقت نفسه على بـ"حق المسلمين في الاحتجاج السلمي" على اي اساءة لدينهم.

وقال راشد الغنوشي رئيس الحركة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ما نشرته شارلي ايبدو من "رسوم مسيئة للرسول" يندرج في اطار "مسلسل متواصل من جهات مشبوهة تدفع الى الكراهية والحقد بين الشعوب والاعتداء على المقدسات في استفزاز بغيض".

وأضاف "إن حركة النهضة تدين بشدة هذا الاعتداء المتجدد على شخص الرسول" وتؤكد على "حق المسلمين في الاحتجاج وتدعو الى الالتزام بالوسائل المدنية والسلمية". وشدد الغنوشي على ان حركته "تنبه الى أن هذه الجهات المشبوهة تسعى الى تحويل الربيع العربي عن مساره ودفعه الى الصراع مع الغرب وتدعو الجميع الى عدم الوقوع في فخ هذا الاستدراج".

وقال "أيها المسلمون احذروا من أن يستدرجكم أعداء الاسلام الى حرب بعضكم ضد بعض وتحشيد العالم ضدكم وربط دينكم بالإرهاب من خلال نشر كتاب تافه هنا ومقالة ساقطة هناك وفيلم رديء وأغنية منحطة لدفعكم الى محرقة الحرب الحضارية والدينية ضدكم والصاق وصمة اعداء الحرية على جبينكم".

ومضى يقول "واجهوا خطط اعدائكم في تشويه صورة دينكم ونبيكم وقرآنكم، بإنتاج اعمال فكرية وفنية تكشف عظمة دينكم وانسانية نبيكم".

واعلنت السفارة الفرنسية في تونس ان المدارس الفرنسية في هذا البلد ستغلق ابوابها من الاربعاء في الساعة 14,00 (13,00 تغ) الى الاثنين في الساعة 08,00 (07,00 تغ) كاجراء احترازي بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في فرنسا.

وقال مسؤول في السفارة التي ستغلق بدورها ابوابها الجمعة في تصريح لوكالة فرانس برس "انه اجراء احترازي. لم نتلق اي تهديد مباشر". وسيغلق المركز الثقافي الفرنسي في تونس ومقر القنصلية الفرنسية السابقة في صفاقس (274 كلم جنوب العاصمة التونسية) من الخميس وحتى صباح الاثنين.

وكانت الخارجية الفرنسية اعلنت في وقت سابق ان سفاراتها وقنصلياتها والمدارس الفرنسية في حوالى 20 بلدا مسلما ستغلق الجمعة كاجراء "احترازي" بعد ان نشرت صحيفة شارلي ايبدو رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.

ونشبت اعمال عنف منذ اسبوع في دول عربية اسلامية بعد نشر فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة. وادت مواجهات بين الشرطة وناشطين اسلاميين متشددين الى سقوط اربعة قتلى وعشرات الجرحى في تونس حيث تعرضت السفارة الاميركية لهجوم واحرقت ايضا المدرسة الاميركية القريبة منها.

من جانبه، بحث السفير الأميركي في تونس جاكوب والس الأربعاء مع حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس، سبل ضمان سلامة السفارة والمدرسة الاميركيتين اللتين تعرضتا إلى هجوم الجمعة الفائت من قبل متشددين إسلاميين كانوا يحتجون على عرض فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولايات المتحدة.

وقال والس الذي بدا متجهم الوجه، في تصريح صحافي قصير عقب لقائه مع الجبالي "بحثنا الأحداث التي جرت يوم الجمعة الفائت من مهاجمة للسفارة الاميركية والمدرسة الاميركية في تونس وضمان سلامة السفارة والمدرسة والجالية الاميركية والاجنبية في تونس".

وقالت السفارة الأميركية في تونس في موقعها على شبكت الانترنت إن السفير الاميركي ذكر خلال لقائه الاثنين الماضي مع وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ب"واجب البلدان المضيفة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لتوفير الأمن للبعثات الدبلوماسية".

وأضافت أن السفير "أكد أن التدابير التي اتخذتها السلطات التونسية (الجمعة الفائت) في 14 أيلول/سبتمبر لم تكن كافية لحماية السفارة الأميركية" وأنه "طلب من السلطات التونسية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية السفارة والمنشآت الأميركية الأخرى في تونس، بما في ذلك المدرسة الأميركية".