حرب افغانستان، الغائب الاكبر عن الحملة الانتخابية الاميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم اهميتها في السياسية الأميركية خلال العقد الماضيإلا أن حرب افغانستان تعتبر اكثر الغائبين عن حملة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة،بل أن اوباما ورومني يعطون حيزاًأكبرللحديثعما يلبسونه في الفراشأكثر ممايعرضون استراتيجية لنزاع اندلع قبل 11سنة.
واشنطن: رغم انتشار سبعين الف عسكري على الارض وسقوط اكثر من الفي قتيل، ظلت الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في افغانستان اكبر غائب عن الحملة الانتخابية الاميركية، يتجاهلها على حد سواء الرئيس باراك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني.
وامام اهمية القضايا الاقتصادية في هذه الحملة والهجمات الشخضية والهفوات، لم يكن للجنود الاميركيون الذين قتلوا في افغانستان سوى تأثير قيل على الحملة.
وخلافا لانتخابات 2004 و2008 عندما كان العراق وبقدر اقل افغانستان، يثيران نقاشا بين المرشحين لم تشمل بعض مواضيع السياسة الخارجية التي تطرقت اليها الحملة الانتخابية سوى اسرائيل والصين وايران.
وياخذ المرشحون في البرامج المتلفزة وقتا اكبر في الحديث عن ما يرتدونه في الفراش او عن فريقهم الرياضي المفضل اكثر مما يعرضون استراتيجية لنزاع اندلع قبل 11 سنة.
وبعد ان عاد الثلاثة والثلاثون الف رجل الذين ارسلوا كتعزيزات نهاية 2009، الى البلاد، قل من يتساءل حول الاستراتيجية الاميركية في ذلك البلد وحول ضرورة ان تستمر القوات المتبقية هناك في القتال عامين اخرين حتى نهاية 2014.
واعرب بول ريكهوف مؤسس جمعية قدماء المحاربين في العراق وافغانستان عن اسفه لان "ليس هناك اهتمام كبير بافغانستان" ولان ذلك الاهتمام "سطحي" معتبرا ان "على المرشحين ان يذكروا الاميركيين بتكاليف الحرب" المالية والبشرية.
وفي خطابه امام مؤتمر الحزب الجمهوري لم يات ميت رومني على ذكر افغانستان اطلاقا، وهو ما اثار انتقاد الحزب الديمقراطي.
وعلى الرئيس ان يوقع على رسائل التعزية الى عائلات الضحايا كما انه يحاسب على ما ينجز من تقدم ميدانيا لكن المرشح اوباما، بعد ان تحدث عن "الحرب الضرورية" في 2008، اصبح خلال 2012 يكتفي بالحديث فقط من حين لاخر عن النزاع وقدماء المحاربين.
وخلال تجمع اقامه في فيرجينيا الجمعة قال اوباما "قبل اربع سنوات وعدت بوضع حد للحرب في العراق فوفيت بوعدي، قلت اننا سنخفض الانتشار في افغانستان واننا بصدد انجاز ذلك" ووعد بالتكفل بقدماء المحاربين.
واذا كانت حرب افغانستان لا تثير سوى القليل من النقاش فذلك لانه لا يرى فيها اي مرشح امكانية تحقيق فائدة سياسية، ومع عودة 33 الف جندي ارسلوا كتعزيزات نهاية 2009 قبل الانتخبات الرئاسية، وتحديد موعد سحب اخر القوات بنهاية 2009، وضع اوباما سياسته في انسجام مع شعور الاميركيين بالسأم من ذلك النزاع.
وذلك لا يترك لرومني مجالا يقترح فيه طريقا اخر حيث بات الجمهوري يؤيد الانسحاب المقرر نهاية 2014 بعد ان انتقد اوباما لانه قال لطالبان متى سيرحل الاميركيون.
ويرى مارك جاكوبسون المراقب المدني السابق في حلف شمال الاطلسي في افغانستان ان "القضايا الاستراتيجية قد سويت بشكل عام" مع عودة التعزيزات وموافقة الرئيس الافغاني حميد كرزاي على موعد 2014.
وبعد 11 سنة على 11 ايلول/سبتمبر يبدو ان الولايات المتحدة اصبحت بلدا لا يخوض حربا واذ باتت مشاهدة المعطوبين من قدماء المحاربين امرا اعتياديا، فان غياب الخدمة العسكرية الاجبارية جعلت التضحيات حكرا على العسكريين المحترفين.
وقال بول ريكهوف على مضض "انهم يخوضون الحرب منذ اكثر من عشر سنوات في حين ان اغلبية الاميركيين يشاهدون +اميركان ايدول+ ويتبضعون".
وفي غياب تظاهرات امام البيت الابيض وامام شعب يكتفي بتجاهل النزاع، بات الضغط قليلا على رجال السياسة واذا اثارت الحرب في افغانستان اجماعا فهو حول ضرورة الخروج منها.