هل استخدم نظام الأسد القذائف البيولوجية لقصف القرى اللبنانية؟

لندن: يشكو سكان نورا التحتا وقرى حدودية لبنانية أخرى تقصفها قوات النظام السوري باستمرار من أعراض غامضة قد تشير الى ضرب هذه المناطق بقذائف مدفعية تحمل عنصرًا بيولوجيًا ولكن خبراء في الأسلحة استبعدوا مثل هذه الافتراضات التي تثير الذعر.

وقال الدكتور ناظر شريتا الذي يعمل في قرية دوسي المجاورة انه استقبل عددًا كبيرًا بصورة غير اعتيادية من المرضى من قرى تعرضت للقصف في الأشهر الأخيرة يشكون من الطفح والاسهال. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن الدكتور شريتا "منذ شهر أيار(مايو) ونحن نستقبل هذه الحالات الجلدية التي لا نعرف ما هي ولكني اشعر ان شيئا غريبا يجري".

ولكن خبراء في الأسلحة البيولوجية قالوا إن الاحتمالات ضعيفة في ان تكون عناصر بيولوجية في قذائف المدفعية السورية هي سبب هذه الأمراض. وأوضحت كيلسي غريغ الخبيرة السابقة بالأمن البيولوجي في اتحاد العلماء الاميركيين ان مادة تي ـ 2 مايكوتوكسين التي تنتجها فطريات معينة وتُستخدم سلاحا بيولوجيا تسبب الطفح والاسهال ولكنها مادة سامة للغاية ويمكن ان تسبب الوفاة.

وأضافت أن من المرجح ان تنشأ أعراض مختلفة حتى بجرعات قليلة بينها مشاكل في العين والجهاز التنفسي.

يضاف إلى ذلك أن نمط نيران المدفعية السورية لا يشير الى محاولة مقصودة لاستخدام مواد بيولوجية. وتوقعت غريغ ان يكون سبب الأعراض تردي الشروط الصحية بسبب الأوضاع النفسية الصعبة والاكتظاظ والظروف الاستثنائية التي يعيش فيها السكان المحليون واللاجئون السوريون.

وتشبه الأعراض التي يشكو منها سكان قرية نورا التحتا ما حدث مؤخرا في افغانستان عندما اثارت اعراض تسمم شكت منها تلميذات مخاوف من قيام طالبان بتسميم مصادر مياه الشرب في عدة مدارس. ولكن منظمة الصحة العالمية قالت ان الأعراض هي على الأرجح نتيجة هستيريا جماعية حدثت مرات كثيرة في التاريخ.