أخبار

عشرة خطابات لا تنسى في تاريخ الأمم المتحدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من نيودلهي وموسكو إلى طرابلس والخرطوم، ومن كاسترو إلى تشافيز والبشير والقذافي... حفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى تاريخها بخطابات شهيرة ستظل محفورة في الذاكرة، إما لطولها أو لغتها أو لسبب آخر يجعل منها حدثًا مذكورًا عبر الأجيال.

صلاح أحمد: يحفل التاريخ على مر حقبه بخطب القادة والزعماء... وبعض هذه ألهم الشعوب وغيّر مجرى الأحداث في العالم، بينما ذهب بعضها الآخر أدراج الرياح. وفي هذا العصر الحديث صار انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة مواتية يحاول الزعماء انتهازها لوضع بصماتهم على خارطة العالم السياسية.

ومثلما ان هناك الخطابات العظيمة، هناك ايضًا غير العظيمة. لكن ما يهمنا في هذا المقام هو تلك التي لن تمحى من الذاكرة ربما لأجيال عديدة مقبلة. وفي هذا الصدد، ولمناسبة انعقاد الجمعية العامة للهيئة الدولية، نبشت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أرشيف التاريخ لتخرج بالحصاد الآتي:

مماطلة الى قرب خروج الروح
1957

كريشنا مينون تحدث حتى سقط من الإعياء

القول: "مجلس الأمن يعتبر هذا نزاعًا. لكن هذا ليس نزاعًا. هناك مشكلة واحدة أمامكم... وهذه المشكلة هي مشكلة اعتداء".
السياق: عندما تقدم المندوب الهندي كريشنا مينون لطرح قضية بلاده في ما يخص النزاع مع باكستان حول كشمير، كان يهدف إلى التسويف وعرقلة مجلس الأمن من اتخاذ قرار فوري.

لهذا الغرض تعمد إلقاء أطول خطاب في تاريخ الأمم المتحدة، إذ استمر لأكثر من ثماني ساعات. والواقع ان هذه لم تأت الى نهاية إلا لأن المتحدث سقط مغشيًا عليه من الإعياء، ونقل الى مستوصف للعناية العاجلة. ولدى عودته واصل خطابه لمدة ساعة أخرى كان الطبيب يجلس خلالها بالقرب منه، ويهرع لقياس ضغط دمه بين الفينة والأخرى.

كاسترو أيضا عدّاء مسافات طويلة
1960
القول: "لو ان (جون) كنيدي لم يكن مليونيرًا، وأيضا أميًّا جاهلا، لعرف أن من المستحيل الثورة على الفلاحين".
السياق: صحيح أن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو لم يبلغ شأو كريشنا مينون في ما يتعلق بالخطابات الطويلة... وإن كان هذا الأخير قد ألقى بملحمته على مجلس الأمن. على ان وقوف كاسترو للمرة الأولى أمام الجمعية العامة استمر لفترة زادت على أربع ساعات

كاسترو يلقن جون كنيدي درسا نيابة عن الفلاحين

ونصف ساعة، فضرب الرقم القياسي لأطول خطاب أمام محفل زعماء العالم.

وكان كاسترو، بحلول العام 1960 قد أعلن وقوفه بشكل راسخ داخل المعسكر الشيوعي، فاستغل فرصة خطابه الى العالم لينهال بالشتائم النارية على الامبريالية الأميركية، وعلى الرئيس جون كنيدي، وأيضا رتشارد نيكسون، الذي صار مرشح الجمهوريين الى البيت الأبيض وقتها. ويذكر للزعيم الكوبي في ذلك العام أيضًا أنه اختطف العناوين الرئيسة مجددا، لأنه كان يحتفظ بعدد من الدجاج الحي داخل غرفته في فندق إقامته في نيويورك.

خروتشوف يستأسِد بالحذاء
1960
القول: "سيادة الرئيس: فلتنبّه تابع الامبريالية الأميركية الأرعن هذا الى نوع الترهات التي يتفوّه بها".
السياق: بهذا صنع الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف واحدة من الأقوال المأثورة في تاريخ الحرب الباردة. وقد ألقى بملاحظته

خروتشوف يستخدم لغة الحذاء

النارية هذه بينما كان مندوب الفلبين يسترسل في انتقاد ما وصفه بـ"الامبريالية السوفياتية". وبلغ خروتشوف بملاحظته أقصى درجات التكثيف الدرامي عندما خلع حذاءه وراح يضرب به على طاولته. لكن الصحافة الغربية قالت إن كل هذا ليس مستغربًا من رجل قال للغرب صراحة: "سندفنكم"!.

ردّوها عليهم في نحرهم
1960
القول: "الواقع أن لديّ هنا الدليل الدامغ الملموس على التجسس السوفياتي علينا، ولكم جيمعًا أن ترونه بأعينكم".
السياق: ربما حكم التاريخ على وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول بأنه الرجل الذي وقف أمام الجمعية العامة وأخرج قارورة، قال إنها تحوي الأنثراكس. ومضى يقول إنها تدل على أن صدام حسين يملك أسلحة الدمار الشامل، ولذا تعين على العالم الوقوف الى جانب أميركا في التصدي له بالقوة، لكنه فشل في مسعاه هذا. على أن التاريخ شهد ايضا حادثة مماثلة وظّف فيها المندوب الأميركي هنري كابوت لودج، بنجاح هذه المرة، "الدليل الملموس" للإيقاع بالاتحاد السوفياتي.

في هذه المناسبة كان مجلس الأمن يناقش إسقاط طائرة تجسس أميركية من طراز U-2 من سماء الاتحاد السوفياتي. ويبدو أن لودج قرر أن يغير وسائل الدفاع الهجوم، فأخرج مجسما - وكان حزء منه عبارة عن نسر - كانت "جمعية الصداقة السوفياتية - الأميركية" قد قدمته لسفارة واشنطن في موسكو. ثم أخرج المندوب الأميركي ملقاطا انتزع به من منقار النسر سلكا دقيقا ينتهي بمايكروفون للتنصت. وهكذا انتهى الأمر بخسارة موسكو مشروع قرارها الذي يدين واشنطن بالتجسس عليها.

نصر مدوٍ لعرفات
1974
القول: "الترتيب العالمي القديم ينهار أمام أعيننا، لأن الامبريالية والاستعمار والعنصرية التي تتخذ شكلها الأعلى في الصهيونية تتوارى عننا مرة والى الأبد".

عرفات يمهد الطريق لاعتبار الصهونية مساوية للعنصرية

السياق: كانت تلك هي المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" الجمعية العامة للأمم المتحدة نزولا عند دعوة من كتلة "دول عدم الانحياز" التي شُهد لها بوقوفها ضد إسرائيل في سائر المحافل الدولية. وصعد عرفات الى المنصة وهو في زيه العسكري ليهاجم الصهيونية كما لم يفعل أحد من قبله. على أن هذه الحادثة المذكورة لم تذهب أدراج الرياح، لأن العام التالي شهد خروج الأمم المتحدة بقرارها المنضوي تحت شعار "الصهيونية تساوي العنصرية". وكان هذا القرار الشهير مدعاة لسوء علاقة إسرئيل بالهيئة الدولية منذ ذلك الوقت وإلى الآن.

اورتيغا وعضلات "رامبو"
1987
القول: " قبل أن تأخد بنصيحة مستشاريك الذين يوصونك بمختلف الخيارات العسكرية، مثل الغزو الكامل، حري بك أيها الرئيس ريغان أن تتذكر أن رامبو شخصية خيالية تعيش فط على شاشات السينما".

دانييل اورتيغا ورسالة الى ريغان عن "رامبو"

السياق: الحديث للرئيس النيكاراغوي دانييل اورتيغا، الذي استغل مخاطبته الجمعية العامة ليهاجم سياسة الرئيس رونالد ريغان في أميركا الوسطى، وخاصة تمويل وكالة استخباراته "سي آي ايه" لمتمردي "الكونترا". كما هاجم دعمها لانستازيو سوموزا قبل إطاحته (في 1979) ودكتاتوريته، التي قال اورتيغا إنها "امتصت دماء نيكاراغوا الى آخر قطرة".

حدا هذا الخطاب الغاضب بالوفد الأميركي للخروج من القاعة، وسُجّل للمندوب الأميركي والتر فيرنون قوله في تبريره لذلك: "ربما كان الشعب النيكارغوي مجبرًا على الجلوس، والاستماع لما يقوله (اورتيغا)، لكنني حرّ في ما أفعل".

إني أشتم رائحة الشيطان
2006
القول: "الشيطان نفسه كان هنا يوم أمس... ولا أزال أشتم رائحة الكبريت التي انبعثت منه".
السياق: ربما كان خطاب الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، الذي وصف فيه الرئيس جورج دبليو بوش بأنه "الشيطان بعينه" هو

تشافيز يتعوذ من الشيطان بوش

الأشهر من نوعه في تاريخ الهيئة الدولية.

وفي العام الحالي أعاد شافيز إلى الأذهان هذا الخطاب المدوّي، وبلغة تصالحية عالية في حق الجالس الى المكتب البيضاوي الآن. فقال: "ما عادت رائحة الكبريت تفوح في المكان، لأن الرئيس هو باراك أوباما".

البشير يلوم هيئات الإغاثة
2006
القول: "الصورة التي تحاول المنظمات الطوعية تقديمها من أجل حصولها على المزيد من المساعدات أتت بنتيجة سلبية".
السياق: في خطابه الى الأمم المتحدة ذلك العام، جادل الرئيس السوداني عمر حسن البشير بأن أحداث دارفور - التي وصفها الرئيس الأميركي جورج بوش والغرب

البشير وأحمدي نجاد حمّلا إسرائيل مسؤولية المشاكل في بلادهما

بأنها "جرائم قتل جماعي" - ما هي الا صنيعة منظمات الإغاثة الدولية من أجل حصولها على الدعم والأموال لخزائنها.

وفي اجتماع جانبي، على هامش لقاءات الجمعية العامة، ألقى البشير باللائمة كاملة على إسرائيل والمنظمات الصهيونية، التي قال إنها تحاول زعزعة حكومة الخرطوم من أساسها. ووجد الرئيس السوداني دعمًا له من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي قال إن مشاكل السودان وإيران وبقية شعوب المنطقة صناعة صهيونية.

أميركا وأوروبا في قبضة الصهاينة
2008
القول: "كرامة الأميركيين والشعوب الأوروبية وحقوقها إنما تتلاعب بها مجموعة صغيرة، لكنها مخادعة تسمى "الصهاينة". ورغم أن هؤلاء أقلية ضئيلة، فقد تمكنوا من السيطرة على شريحة كبيرة ومهمة من مراكز المال ومقار صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بأسلوب يتسم بالتعقيد والسرية والمكر".

السياق: لطالما استغل الرئيس الإيراني منبر الأمم المتحدة للهجوم على القوى الغربية وألدّ أعدائه إسرائيل. وفي خطابه لذلك العام اتهم "الكيان الصهيوني" بطائفة واسعة من الجرائم، تشمل وقوفه وراء الحرب في اوسيتيا الجنوبية (المنفصلة بالقوة وبدعم روسي عن جورجيا).

مجلس الرعب
2009
القول: "هذا ليس بمجلس أمن وإنما يجب أن يُسمّى مجلس الرعب".
السياق: بعد 40 سنة في السلطة، تحدث معمّر القذافي للمرة الأولى أمام الجمعية العامة في ذلك العام، ولم ينس بالطبع تعويض ما فاته خلال كل تلك الفترة. وفي خطابه الذي استمر ساعة و40 دقيقة، عدّد الزعيم الليبي "مظالم ومؤامرات" رأى أنها حدثت على

القذافي يظهر رأيه في الهيئة الدولية وهو يتظاهر بتمزيق ميثاقها

مدى ما يقرب من نصف القرن. وبضمن هذه اتهامه الولايات المتحدة بخلق فيروس إنفلونزا الخنازير، وإخفاء الحقائق في ما يتعلق باغتيال الرئيس جون كنيدي.

لكن العقيد صبّ جام غضبه على مجلس الأمن، الذي شبهه بتنظيم "القاعدة"، وقال فيه قولته الشهيرة تلك، وهو يتظاهر بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة. وفي هذه المناسبة ايضًا صنع عناوين الأخبار بمحاولاته المتكررة والفاشلة نصب خيام له ووفده في عدد من أحياء نيويورك، وانتهى به الأمر في معسكر أقامه في أحد الفناءات الخلفية لمبنى يملكه ملياردير العقارات الأميركي دونالد ترامب.

المسدس المعقود أمام مبنى الأمم المتحدة لا يمنع انطلاق الرصاص اللفظيهنري كابوت لودج يلجم ألسنة الوفد السوفياتي وهو يخرج مايكروفون التنصت من "مجسّم الصداقة"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Assembley
ga -

Who said that these speeches are the unforgetables in the history of the General Assembley? This a bias opinion which showed mostly the radicals and the Eastern leaders who got the prizes. None of them were Westerners! Surprise and surprise