الحكومة الليبية نكثت بوعدها ولم تسلم شعبان جائزته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تطالب عائلة الليبي عمران شعبان، الذي شارك في إلقاء القبض على معمر القذافي، بالعدالة لابنها المقتول بيد فلول العهد البائد، وتؤكد أنّ ابنها لم يتسلم قط الجائزة المالية التي وعد بها قادة المجلس الوطني الانتقالي مقابل القبض على القذافي.
توفي يوم الثلاثاء المقاتل الليبي الذي شارك في إلقاء القبض على العقيد معمر القذافي في قناة لتصريف المياه قبل نحو عام متأثرًا بجروح أُصيب بها بعد أن خطفته مجموعة من مؤيدي الدكتاتور السابق.
وأثارت وفاة المقاتل السابق عمران شعبان الذي نُقل الى فرنسا للعلاج بعد 57 يوما على خطفه وتعرضه للتعذيب على أيدي خاطفيه، مخاوف من تصاعد أعمال العنف وتصفية الحسابات في وقت أصدر المؤتمر الوطني الليبي المنتخب حديثا تعليمات الى قوات الشرطة والجيش باستعمال القوة "إذا لزم الأمر" لاعتقال خاطفي شعبان (22 عاما) وثلاثة من رفاقه قرب مدينة بني وليد في تموز (يوليو) الماضي.
وقالت عائلة شعبان إن مسلحين من فلول نظام القذافي أطلقوا عليه النار ثم قاموا بخطفه وتعذيبه قبل الافراج عنه بواسطة رئيس المجلس الوطني محمد المقريف.
ليبيا تكافح الفلول
وما زالت ليبيا تكافح جيوبا متبقية من فلول النظام السابق وعجزت حكومتها حتى الآن عن لجم الميليشيات المسلحة في بلد يعج بالسلاح. وفي وقت سابق من ايلول (سبتمبر) قُتل اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي كريستوفر ستيفنز في هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي. ونعى المؤتمر الوطني الليبي شعبان بوصفه شهيدا وبطلا شجاعا واصدر توجيهات الى وزارتي الدفاع والداخلية بملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة.
ولكن عائلة شعبان قالت ان ابنها لم يتسلم قط المليون دينار ليبي (800 الف دولار) التي وعد بها قادة المجلس الوطني الانتقالي مقابل القبض على القذافي في 20 تشرين الأول (اكتوبر) 2011 في مدينة سرت. وقُتل الدكتاتور لاحقا على أيدي ثوار ليبيين.
لم نتحرر
وشارك اكثر من 10 آلاف شخص في استقبال جثمان شعبان لدى وصوله الى مصراتة التي شيعت ابنها الى ملعب المدينة حيث أُقيمت الصلاة عليه قبل ان يوارى الثرى يوم الأربعاء. واحتج شقيقه حسين قائلا ان السلطات الليبية لم تفعل شيئا لمساعدة شعبان. وقال لوكالة رويترز "أُعلن تحرير ليبيا من حكم القذافي في 23 تشرين الأول (اكتوبر) ولكنها لم تتحرر".
وتظاهر مئات المحتجين امام مقر المؤتمر الوطني الليبي في طرابلس مطالبين بالثأر لمقتل شعبان.
وقالت عائلة شعبان ان ابنها وثلاثة من اصدقائه كانوا عائدين الى مدينة مصراتة بعد قضاء اجازة في تموز/يوليو عندما هاجمهم مسلحون في منطقة الشامخ قرب مدينة بني وليد. وتبادل شعبان ورفاقه النار مع المهاجمين قبل ان تستقر طلقتان في جسده الذي أُصيب بالشلل في نصفه السفلي ابتداء من الخصر، ويخطفه المسلحون مع اصدقائه الى بني وليد.
وما زالت مدينة بني وليد البالغ عدد سكانها نحو 100 الف نسمة معقلا لمؤيدي القذافي وفرضت عليها عزلة عن باقي الأراضي الليبية. وقام رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف بزيارة للمدينة من اجل التوسط في الافراج عن شعبان واثنين من رفاقه. وما زال الرابع محتجزا.
وعندما نُقل شعبان الى بيته قال شقيقه الآخر عبد الله انه كان "جلدا وعظما" وظل مشلولا معتدلا تنتابه حالات إغماء بين حين وآخر. ونقلت شبكة ان بي سي عن عبد الله ان شعبان تعرض الى ضرب مبرح وكان صدره مثخنا بالجراح الناجمة عن استخدام شفرات على جسمه. واضاف عبد الله ان وجه شعبان تغير "ولم يكن الأخ الذي اعرفه".
ونُقل عمران شعبان جوا الى فرنسا للعلاج. وكان شعبان وهو الابن الثاني لعائلة من تسعة اطفال عضوا في "قوات درع ليبيا" التي تعتبر من اكبر الميليشيات الليبية التي تعتمد عليها وزارة الدفاع.
وقال الرئيس السابق لمجلس مصراتة خليفة الزواوي ان الحكومة نكثت بوعدها بمنح شعبان مكافأته مقابل القبض على القذافي. وأكد شقيقه عبد الله ان شعبان لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يعتبر إلقاء القبض على القذافي واجبا وطنيا.
بني وليد عقبة أمام الحكومة
وتعهد رئيس المجلس الوطني الليبي ملاحقة خاطفي شعبان وتقديمهم للعدالة ولكن القاء القبض على المسلحين في بني وليد وتجريدهم من السلاح يعد من اصعب المهمات التي تواجه الحكومة. فالمدينة مسلحة تسليحا ثقيلا بالمدافع المتبقية من مخلفات الحرب الأهلية العام الماضي الى جانب قاذفات آر بي جي والبنادق الآلية.
وقال ليبيون من السكان المحليين ان صور القذافي تُعرض خلال حفلات الزفاف والشباب يستمعون الى تسجيلات لخطاباته في سياراتهم. ويمتنع الطلاب عن أداء النشيد الوطني الجديد فيما يرفض المعلمون الالتزام بالمنهج المدرسي المعدل.
واتُهم مقاتلو بني وليد بالمسؤولية عن العديد من اعمال القنص والقصف والاغتصاب وغير ذلك من اعمال العنف التي ارتُكبت ضد مدينة مصراتة خلال الحرب. وانطلقت يوم الثلاثاء دعوات من سكان مصراته تطالب بالثأر من بني وليد.
وكان مقاتلون من مصراتة هددوا في تموز (يوليو) بمهاجمة بني وليد بعد اعتقال اثنين من صحافيي مصراتة هناك. وأُفرج في النهاية عن الصحافيين بعد تدخل السلطات. وأكد وليد شقيق عمران الأكبر مطالبة العائلة بالعدالة سواء جاءت من السلطات أو جهات أخرى.
وقال وليد شعبان انه يعتزم ممارسة حقوقه بصورة قانونية مع المشاركة في أي توغل عسكري إذا حدث. واضاف "نحن ماضون الى الموت إن شاء الله". وردد ابو شعلة صديق العائلة هذا الموقف قائلا "إذا لم تتدخل الحكومة سنتدخل نحن". واضاف "اننا جميع صبورون ولكنّ للصبر حدودا".