رجوي: رفع "خلق" عن قائمة الإرهاب يعزز مواجهة نظام طهران

وصفت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مريم رجوي، قرار واشنطن برفع اسمي المجلس والمنظمة من قائمتها للارهاب بالشجاع والحكيم، مؤكدة أنه سيعزز مواجهة الشعب الإيراني للدكتاتورية في إيران المتخفية بالإسلام ولتصدير الإرهاب والتطرف.

لندن: قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مريم رجوي في تصريح صحافي من مقرها في باريس تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم السبت، إنها تتفهم ان اتخاذ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذا القرار "كان صعبا واستلزم شجاعة سياسية "فهو قرار صائب يزيل عائقًا جادًا من أمام الشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية".

وجاء هذا التصريح إثر الإعلان في واشنطن الليلة الماضية عن رفع وزارة الخارجية الأميركية رسميا اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الإرهابية. وقالت الوزارة في بيان إن كلينتون اتخذت القرار الذي يسري اعتبارا من الجمعة "في ضوء نبذ الجماعة علنا للعنف، وعدم ارتكاب الجماعة أعمالا إرهابية مؤكدة على مدى أكثر من عشر سنوات تعاونها في الاغلاق السلمي لمعسكر أشرف الذي يمثل قاعدتها التاريخية في العراق". لكنها أكدت أنها "لن تغفر ولن تنسى الأعمال الإرهابية الماضية لمجاهدي خلق وبينها ضلوع (المنظمة) في قتل مواطنين اميركيين في إيران خلال السبعينات وفي اعتداء على الاراضي الاميركية العام 1992".

ورحبت رجوي في التصريح بقرار الوزيرة كلينتون قائلة "انه قرار صائب وكان من المرجح أن يتخذ قبل عدة سنوات ليزيل عائقًا جادًا من أمام الشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية، حيث سعى الملالي (الصفة التي تطلقها على حكام إيران) لفترة أكثر من عقد من الزمن بكل طاقاتهم وإمكانياتهم للحؤول دون إلغاء هذه التسمية وهم لا يخفون غضبهم وإحباطهم ويحاولون التصدي للقرار بواسطة لوبياتهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا بصورة محمومة".

وأضافت أنه خلال الأيام والأشهر المقبلة "سنعرف أنفسنا وأهدافنا للمجتمع العالمي وللشعب الأميركي أكثر وأفضل وسوف يدرك الشعب الأميركي والإدارة الأميركية أن حركتنا خلافا لحملة التشهير الشيطانية والمعلومات المضللة التي تقف وراءها الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، بعيدة كل البعد عن الأوصاف والتهم التي يطلقها النظام بل إنها حركة تناضل من أجل الحرية والديمقراطية في إيران ضد الدكتاتورية المتخفية بغطاء الإسلام وضد تصدير الإرهاب وضد التطرف ليس الاّ". وأكدت العمل من اجل إيران غير نووية والسلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والإستقرار والبناء والصداقة والتنمية الإقتصادية في هذه المنطقة من العالم تحترم القوانين والمعاهدات الدولية.

ودعت إلى تغيير في إيران من خلال الشعب الإيراني ومقاومته العادلة وأن تكون السيادة لأصوات الشعب من خلال انتخابات حرة، وطالبت المجتمع الدولي "بإنهاء سياسة المسايرة والمهادنة حيال الملالي القمعيين ونطالب بدعم حق الحرية والمقاومة للشعب الإيراني". وقالت "إن القلق الشديد للجالية الإيرانية يبقى كما كان قبلا مركزا على تحسين ظروف الحياة لقرابة 3300 من أصدقائهم وافراد عائلاتهم من أعضاء مجاهدي خلق في مخيم الحرية (ليبرتي) داخل الاراضي العراقية".
وناشدت رجوي الوزيرة كلينتون والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإلحاح ان "تلزم الحكومة العراقية بمراعاة الحقوق القانونية كلاجئين للسكان من عناصر مجاهدي خلق ومنها حق الملكية على ممتلكاتهم وذلك من أجل إعادة توطينهم في بلدان ثالثة بعيدا عن اية مواجهة واختلاق ذرائع وصعوبات غير مبررة".

العراق وإيران رفضا رفع مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب

وفي الثالث والعشرين من الشهر الحالي قالت الحكومة العراقية ان عزم واشنطن رفع منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للارهاب لن يغير موقفها من اعتبارها منظمة تورطت في اعمال ارهابية ضد العراقيين.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان صحافي "نود التأكيد بهذه المناسبة أن موقف الحكومة العراقية لم يتغير من هذه المنظمة التي تورطت بأعمال إرهابية ضد العراقيين، إضافة إلى دورها في الدفاع عن النظام السابق وتحولها إلى أداة قمعية من ادواته الخاصة ضد الشعب العراقي على حد قوله. واضاف "لذا فإن تواجد المنظمة غير المشروع على الأراضي العراقية يشكل نقضا لالتزامات العراق الدستورية وسياساته السلمية في العالم". وشدد على "أنه بناء على ذلك فإن موقف الحكومة ثابت بضرورة إخلاء العراق من عناصر هذه المنظمة الإرهابية بأسرع وقت، وندعو منظمة الأمم المتحدة وكل الدول إلى الوفاء بالتزاماتها في هذا المجال".

كما أدانت إيران في الوقت نفسه القرار وقال رامين مهمان باراست المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية انه "باتخاذ هذه الخطوة يجب أن تُحاسَب الحكومة الأميركية عن دماء آلاف الإيرانيين والعراقيين الذين اغتالهم أعضاء هذه الجماعة الطائفية". وأضاف "إذا رفعت أميركا هذه الجماعة ذات التاريخ الطويل من الأعمال الإرهابية من قائمتها فسيمثل هذا انتهاكا لالتزاماتها الدولية ويقوض الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب".

وكانت واشنطن قد وضعت إخلاء مخيم أشرف (80 كم شمال شرق بغداد) لعناصر المنظمة شرطا مسبقا لشطب منظمة خلق من قائمة الإرهاب وقد تم انتقالهم إلى مخيم الحرية (ليبرتي) مؤخرا قرب العاصمة بغداد تمهيدا لنقلهم إلى بلد ثالث تنفيذا لاتفاق بين بغداد والأمم المتحدة.

وأدرجت واشنطن منظمة "مجاهدي خلق" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997، بعد أنباء عن تورط المنظمة بمقتل ستة أميركيين في إيران خلال عقد السبعينات، بالإضافة إلى محاولتها تنفيذ هجوم على البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة عام 1992، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر منذ عام 2004 أي بعد عام من حرب العراق أعضاء المنظمة المقيمين في العراق "غير مقاتلين" و"أشخاصا يخضعون للحماية" بموجب اتفاقيات جنيف.

وفي السادس عشر من الشهر الحالي أسدل الستار على عملية سياسية ولوجستية شاقة استمرت تسعة أشهر تم خلالها نقل سكان مخيم "أشرف" إلى مخيم الحرية "ليبرتي" الجديد قرب مطار بغداد الدولي حيث دعا ممثل الامم المتحدة في العراق المجتمع الدولي إلى تسريع جهوده لقبول السكان في بلدان ثالثة .
وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح للمنظمة بالاقامة في موقع أشرف لمحاربة النظام الإيراني . وقد جرد المعسكر من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003 وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يسلموا العراقيين هذه المهمة في منتصف عام 2010.

مجاهدو خلق: التأسيس والفكر

وتعتبر منظمة مجاهدي خلق الحركة المعارضة الأكبر والأكثر نشاطا في إيران وتأسست عام 1965 ويستند فكرها إلى تفسير ديمقراطي وتسامحي للإسلام الذي ينص على حق الاقتراع العام والانتخابات كمؤشرات وحيدة للشرعية السياسية بحسب رأيها.

وتعتقد المنظمة أن الديمقراطية والحرية هما علامتان مميزتان للتقدم الاجتماعي الحقيقي ولذلك فهي تعمل على تحقيق نظام تعددي يمثل المجتمع الإيراني بكل تنوعه وتدعو إلى إجراء انتخابات حرة وإلى المساواة بين الجنسين وإلغاء جميع أشكال التمييز ضد الأقليات القومية والدينية وإقامة نظام علماني يفصل بين الدين والدولة.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية تم إعدام 120،000 من أعضاء وأنصار المنظمة لدعمهم للديمقراطية وحقوق الإنسان كما تم اغتيال عشرات منهم في الخارج. وفي صيف عام 1988 وحده، تم ذبح أكثر من 30،000 من السجناء المحسوبين على المنظمة ثم تواصلت حمله الإعدامات ضد أعضائها وأنصارها منذ ذلك الحين. وعلى الرغم من ذلك ظلت مجاهدي خلق منظمة نشطة.

وبعد اتفاق وقع في كانون الاول (ديسمبر) عام 2011 بين الأمم المتحدة وحكومة العراق وبين الأمم المتحدة وزارة الخارجية الأميركية لضمان سلامة وامن سكان أشرف فقد انتقل هؤلاء إلى مخيم الحرية ليبرتي وهو قاعدة عسكرية اميركية سابقة قرب بغداد حيث اكتملت عملية الانتقال في 16 من الشهر الحالي.