نفوذ الاسلاميين يتراجع في الصومال لكن السلام لا يزال بعيدا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: تراجع نفوذ الاسلاميين الشباب في الصومال بعد خسارتهم اخر معقل لهم في كيسمايو، لكن هذا البلد لن يعرف السلام الا اذا اظهرت السلطات الجديدة قدرتها على ملء الفراغ بعد 21 عاما من انعدام السلطة المركزية.
واضطرت حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة الى الانسحاب ليل الجمعة السبت من ميناء كيسمايو في جنوب الصومال تجنبا لهجوم تشنه القوات الكينية التي تشكل جزءا من قوة الاتحاد الافريقي. وقال يواكيم غونديل ان "خسارة كيسمايو تشكل منعطفا لان الشباب خسروا مصدرا رئيسيا لعائداتهم"، في اشارة الى صادرات الفحم التي كانت تؤمن للاسلاميين قسما كبيرا من عائداتهم.واضاف هذا المحلل في مركز "برايد اناليتيكس" "عليهم الان ان يعولوا في شكل كبير على التمويل الخارجي الذي لن يحصلوا عليه بسهولة ربما، بعد سقوط انظمة تدعم مجموعات متطرفة مماثلة"، في اشارة الى ليبيا في عهد معمر القذافي. وحركة الشباب التي انبثقت العام 2007 هي من بقايا حركة اسلامية سابقة هي اتحاد المحاكم الاسلامية التي طردها الجيش الاثيوبي من مقديشو. وتعاظم نفوذ الحركة العسكري حتى كانت على وشك الاطاحة بالرئاسة الصومالية في مقديشو في ايلول/سبتمبر 2010. لكنها سرعان ما تراجعت بضغط من قوة الاتحاد الافريقي في الصومال التي تمكنت من طرد مقاتليها من العاصمة الصومالية في اب/اغسطس 2011، وذلك قبل ان تصل الكتيبتان الكينية والاثيوبية اللتان كبدتا المتمردين خسائر متتالية في معاقلهم بلدوين وبيداوة وافقوي وافمادو واخيرا كيسمايو. واعتبر غونديل ان "هذا الامر يمثل نهاية الشباب كحركة متمردة تسيطر على مناطق". في المقابل، رات لورا هاموند من معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ان "خسارة كيسمايو هي ضربة كبرى مني بها الشباب لكنني لن اقول انها نهاية الحركة"، لافتة الى ان "الاسلاميين لا يزالون يسيطرون على اقسام كبيرة من الجبال الجنوبية وبعض المدن الصغيرة". وينطبق هذا الامر على جوهر التي تبعد تسعين كلم شمال مقديشو والتي باتت راهنا اخر معاقل الشباب. وحذر المتمردون من انهم سيكثفون الهجمات الانتحارية التي يشنونها منذ اشهر في الصومال وكينيا المجاورة، وذلك ردا على هزائمهم العسكرية. ولكن بعيدا من التطورات الميدانية، فان المعركة المقبلة في الصومال ستكون سياسية. فهذا البلد الذي يضم ثمانية ملايين نسمة قادته منذ العام 2000 سلطات انتقالية لا تتمتع بشرعية فعلية ولا برصيد شعبي. وقد بات له منذ اب/اغسطس برلمان جديد ومنذ العاشر من ايلول/سبتمبر رئيس انتخبه هذا البرلمان هو حسن شيخ محمود (56 عاما) الذي يحظى باحترام المجتمع المدني. وراى محمد عبدي افي السفير الكيني السابق في الصومال ان السيطرة على كيسمايو "هي رسالة الى الشباب وجميع المجموعات الاجرامية الاخرى ان اللعبة انتهت"، في اشارة الى 21 عاما من الحرب الاهلية. واضاف هذا النائب عن دائرة كينية مجاورة للصومال ان "هناك حكومة شرعية في الصومال والجهود التي تبذلها كينيا تهدف الى ارساء الاستقرار في كل انحاء البلاد والسماح للحكومة الوطنية بالسيطرة في شكل تام على اراضيها". لكن المشكلة ان الحكومة الصومالية تعول على جيوش اجنبية لحفظ النظام، وهي مضطرة بحكم الامر الواقع الى ترك امر الولايات لميليشيات وقبائل غالبا ما تخوض نزاعات. وقالت لورا هاموند "من المهم الاقرار بان الشباب كانوا يحظون بنوع من التاييد الشعبي في جنوب الصومال. فمنذ ستة اعوام يوفر هؤلاء الامن لمنطقة في حاجة ماسة اليه". واضافت "للقضاء فعليا على الشباب، على الحكومة الجديدة ان تثبت اولا لمناصريهم انها قادرة على الاقل على ضمان هذا الامن بالمقدار نفسه". وعلى الصومال ايضا ان تتجاوز "تاريخها" من النزاعات بين القبائل. وفي هذا الاطار نبه غونديل الى ان "الخلافات لا تزال قوية جدا (بين القبائل) واذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من التعامل مع هذا الامر، فان الشباب قد يستغلون ذلك للعودة الى الساحة". يبقى ان الانتشار الكثيف للقوات الاجنبية (17 الف جندي بوروندي واوغندي وكيني في اطار قوة الاتحاد الافريقي، اضافة الى كتيبة منفصلة تضم الاف الجنود الاثيوبيين) يترك صدى سيئا لدى الصوماليين. وعلقت هاموند ان "انسحاب القوات الاجنبية السريع سيكون في محله، ولكن اذا تم ذلك قبل ان يصبح الجيش الصومالي قادرا على الحلول محل تلك القوات فسيصب ذلك في مصلحة الشباب الذين سيحاولون استعادة مناطق".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف