اتهامات للأمن بالتراخي قبل مقتل سفير أميركا في بنغازي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سرعان ما تحولت واقعة مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، يوم الحادي عشر من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، إلى مادة ثرية في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث بدأ الجمهوريون يستغلون اللغط الذي أثير حول ملابسات وفاة ستيفنز في بنغازي، واتهموا إدارة أوباما بالتستر على علاقة للقاعدة بالحادثة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: كرر المسؤولون الأميركيون يوم الجمعة الماضي أنهم ينظرون إلى مقتل ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين يعملون لدى وزارة الخارجية في مقر القنصلية الأميركية في بنغازي باعتباره اعتداءً من قبل إرهابيين سبق لهم التخطيط لذلك الهجوم.
غير أن نقص المعلومات الحقيقية بشأن الملابسات الدقيقة للهجوم قد ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تساؤل يتحدث عما إن كان التخطيط لعملية كهذه نتاج ساعات من العمل، للاستفادة من الاحتجاجات التلقائية التي نشبت ضد الولايات المتحدة اعتراضاً على فيلم "براءة المسلمين"، أم إن هذا التخطيط يعدّ له منذ أسابيع أو أشهر، ليتزامن مع ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر على أميركا.
وهو التساؤل الذي أثار جدالاً واسعاً على الصعيد السياسي، وتناولته في تقرير مطول صحيفة الغارديان البريطانية، حيث استهلته بلفتها إلى الاتهامات التي وجّهها عمدة نيويورك السابق، رودولف غولياني، إلى البيت الأبيض بالتستر على ملابسات الواقعة.
وأضاف "هذه محاولة متعمدة لطمس الحقيقة من جانب إدارة تزعم أنها تريد أن تكون الأكثر شفافية في التاريخ. كما إن هذا هو النوع الأسوأ من التستر، إذ إنه ينطوي على أمننا الوطني، وهو تستر ينطوي على عملية مقتل أربعة مواطنين أميركيين".
ثم نوهت الصحيفة بتغيير تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي قالتها فور وقوع الحادثة، حيث ألمحت يوم الأربعاء الماضي إلى أن فرعاً تابعاً لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا ربما كان على علاقة بالاعتداء الذي وقع على القنصلية في بنغازي.
وحرص مسؤولو إدارة أوباما بعد ذلك على القول إن كلينتون لم تجزم بأن لديها أدلة قاطعة بخصوص تلك العلاقة التي تحدثت عنها. وقال يوم الخميس الماضي رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارتن ديمبسي، إنهم تلقوا تقارير استخباراتية تفيد بأن جماعات في شرق ليبيا تسعى إلى الاندماج، لكن لم تكن هناك معلومات محددة بهذا الخصوص، كما أشار إلى أنهم لم يتلقوا أي معلومات استخباراتية تفيد بأن هناك هجوماً وشيكاً.
وقال المسؤولون إن أجهزة المخابرات الأميركية نجحت في التقاط مكالمة من أحد أفراد القاعدة في شمال أفريقيا، وهو يحتفل بالهجوم، لكن من دون التوصل إلى دليل قاطع بشأن العلاقة التي تربط بين القاعدة والهجوم.
ثم أشارت الصحيفة إلى تلك التساؤلات المثارة أيضاً بشأن ملابسات وفاة ستيفنز، وما إن كان المسلحون الليبيون على دراية بأنه موجود في القنصلية أم لا. هذا وقد حمّل رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا، محمد مقريف، "عناصر القاعدة" المختبئة في بلاده مسؤولية مقتل ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين يعملون لدى وزارة الخارجية الأميركية.
فيما قوبلت المزاعم التي تحدثت عن تورّط القاعدة بحالة من الريبة والشك من جانب آخرين في ليبيا يرون أنه كان بمقدور المسلحين تسليحاً جيداً أن يستفيدوا من التظاهرات التي كانت تقام أمام القنصلية الأميركية من أجل شن هجوم كبير. فيما أوضحت إدارة الرئيس باراك أوباما أن تحقيق الإف بي آي سوف يكشف عن كامل الحقائق.
في غضون ذلك، أشار تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى وجود حالة من التراخي الأمني قبيل ساعات من واقعة مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين، وأوردت في هذا السياق عن شهود عيان ومسؤولين ليبيين وأميركيين تأكيدهم على أن المجمعين الأميركيين اللذين قُتِل فيهما المواطنون الأميركيون الأربعة كانا معرّضين بشكل كبير للخطر في وقت يتم فيه تحصين السفارات، وتبرم عقود أمنية بملايين الدولارات لحماية منشآت أميركا الدبلوماسية في مناطق الصراع.
أعقبت الصحيفة بقولها إنه وقبل أيام من وصول السفير إلى السفارة الأميركية في طرابلس، حذر مسؤول أمني ليبي أحد الدبلوماسيين الأميركيين بضرورة أن يخفض الأجانب من ظهورهم في بنغازي بسبب تزايد التهديدات. وقد لاذ حينها غربيون بالفرار من المدينة، فيما قام المسؤولون البريطانيون بغلق قنصليتهم هناك.
مع هذا، أصرّ ستيفنز على السفر إلى بنغازي، لكي يقابل مسؤولين محليين. وتبين، وفقاً للمقابلات التي أجرتها الصحيفة، أن المسؤولين الأميركيين كانوا متشوقين على ما يبدو لتأسيس تواجد دبلوماسي قوي في مهد الثورة التي أطاحت بالقذافي، وأنهم قد تغاضوا في سبيل ذلك عن العلامات التي كانت تشير إلى تصاعد التشدد.
ثم مضت الصحيفة تقول إن ستيفنز كان متلهفاً للعودة إلى بنغازي، التي كان يتعامل معها كأنها موطنه، على حسب ما نقلت عن أحد أصدقائه بعد رفضه الكشف عن هويته. فيما كتبت هانا درابر، وهي ضابطة خدمات خارجية متمركزة في طرابلس، على مدونتها: " سبق لستيفنز أن دعم الثورة، لكن هدفه الرئيس كان إعادة بناء ليبيا الحرة".
وأضاف غيوف بورتر، محلل متخصص في شؤون الأمن والمخاطر في منطقة شمال أفريقيا، أن التحول المفاجئ والصارخ من العنف الذي يمكن توقعه للإرهاب في الجزء الشرقي من البلاد خلال فصل الصيف الماضي كان أمراً جلياً. وتابع بقوله: "كان يتعين على أجهزة المخابرات الأميركية أن تستشعر أن البيئة هناك تشهد تحولاً".
التعليقات
وهل جزاء الاحسان هكذا؟
سامي البصيري -للاسف هذه هي الطريقة التي يقدم فيها العرب شكرهم للامريكان المحررين سواء في ليبيا او في مصر او كما فعلوا في العراق عندما حررهم الامريكان من ذلك الطاغية الارعن، واليوم يلطم السوريون ويطلبوا العون وما من معين لهم بعد ان شاهد العالم كله تلك اللحى وهي تحارب الطاغية السوري وهي نفس اللحى التي حاربت امريكا يوم ان حررت العراق فجاءها الرد الدموي الذي جعلها تمل وتترك العراق الى مصيره الاسود
الآمن ..كان متراخيا..فعلا
بن ناصرالبلوشي -كانت هفوة..أوتراخي أمني ..غيرمقبول..من قبل أمريكا..وتحديدا في 11/9..(وبدون زعل)من الطرف الليبي(ايضا)ولكن بدرجة أقل نظرا لظروف/لمشكلة الأسلحة(غيرالمنضبطة)حينذاك..أكرر..بدون زعل.
الآمن ..كان متراخيا..فعلا
بن ناصرالبلوشي -كانت هفوة..أوتراخي أمني ..غيرمقبول..من قبل أمريكا..وتحديدا في 11/9..(وبدون زعل)من الطرف الليبي(ايضا)ولكن بدرجة أقل نظرا لظروف/لمشكلة الأسلحة(غيرالمنضبطة)حينذاك..أكرر..بدون زعل.