أخبار

العبوات الناسفة... سلاح رادع بيد طالبان في مواجهة الخصوم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت حركة طالبان الأفغانية باللجوء إلى الهجمات بالعبوات الناسفة، انطلاقًا من سهولة صنعها المعتمد على المواد التي من السهل الحصول عليها، وذلك بعد أن تمكنت القوات الأميركية والأفغانية من إضعافها.

القاهرة: بينما تمكنت القوات الأميركية ومعها قوات الأمن الأفغانية من إضعاف حركة طالبان باعتبارها قوة مقاتلة خلال السنوات الأخيرة، فقد بدأت تلجأ الحركة، المعروف عنها مرونتها التكتيكية، على نحو متزايد إلى الهجمات التي ترتكز على العبوات الناسفة.

وقد بدأ يتزايد اهتمام الحركة بتلك العبوات من منطق السهولة التي يجدها أفرادها في تصنيعها، حيث يعتمدون عند تصميمها بشكل أساسي على الأسمدة وغيرها من المواد الأخرى البسيطة التي يسهل نقلها عبر الحدود التي يسهل اختراقها مع باكستان.

ومعروف كذلك عن الحركة أنها تزرع قنابل محلية الصنع وتصنع أشراكاً خداعيةً في كل مكان - على الطرق الترابية وفوق أشجار الرمان وفي حقول الخضروات- وأنها قد فرضت حظر تجوال على السكان في الفترة ما بين الثامنة مساءً والثامنة صباحاً.

ولفتت في هذا الصدد مجلة التايم الأميركية إلى أن الولايات المتحدة أنفقت ما يزيد عن 21 مليار دولار منذ العام 2006 في سبيل التصدي للعبوات الناسفة، التي تعتبرها سلاحاً استراتيجياً سيظل يشكل "تهديداً دائماً". وقد أثيرت تساؤلات ذات صلة بعدم الكفاءة وسوء الإدارة من جانب منظمة تعرف بـ " JIEDDO" وتعنى بمواجهة هذا التهديد، الذي يشكل صعوبة بالغة بالنسبة لها بسبب كثرة عدد العبوات.

وفي وقت بدأ يتراجع فيه استخدام العبوات الناسفة في العراق بعد أن وصل الذروة بعدد يقدر بـ 23 ألف هجوم عام 2007، فإن الاتجاه في أفغانستان يبدو أنه إلى تصاعد.

وأشار البنتاغون إلى حدوث زيادة نسبتها 80 % في حوادث العبوات الناسفة على مدار العامين الماضيين في قندهار، وأنه قد وقع ما يقرب من 15 ألف حادثة بالعبوات الناسفة خلال عام 2012 وحده، ما تسبب في إصابة حوالي 1900 أميركي.

وبشكل عام، تبين أن أكثر من 60 % من الخسائر التي وقعت في صفوف الأميركيين قد نتجت عن العبوات الناسفة. وبينما سيظل هذا السلاح يطارد القوات الأميركية حتى رحيلها المقرر عام 2014، فإن الضحية الأكبر ستظل القوات الأفغانية، غير المجهزة والتي تتزايد احتمالات تعرضها للخطر في المناطق الملغومة، حيث اتضح أن العبوات الناسفة مسؤولة عن حوالي 85 % من الخسائر في صفوف قوات الشرطة والجيش في أفغانستان، على حسب ما ذكرته المجلة الأميركية.

وتابعت التايم بنقلها عن محللين ومسؤولين، تأكيدهم أن التصدي لتلك الظاهرة من خلال تكنولوجيا الكشف هو أمر غير مستدام، لاسيما وأن خطورة السلاح تكمن في مرونته.

وقال العميد عبد الرازق، 33 عاماً، وهو قائد الشرطة في ولاية قندهار: "العدو مجهز بالفعل أفضل من جنودي - فهم يمتلكون نظارات ليلية تساعدهم على عبور الحدود ليلاً. وتم منحهم أنواع متفجرات ومشغلات وأجهزة تحكم عن بعد، لا يكون بوسع الأجهزة التي بحوزتنا والتي يعود تاريخ إنتاجها إلى العام 2010 أن تكشف عنها".

وأضاف صديق صديقي وهو المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية: "يمتلك العدو (طالبان) أموالاً من المخابرات الباكستانية وأموالاً من تجارة المخدرات وغيرها من المصادر. ونحن بحاجة إلى ما يعيننا على مواجهة قدراتهم وإمكاناتهم المالية".

ومضت المجلة تقول إن أكثر من 70 % من العبوات الناسفة الموجودة في أفغانستان يتم تصنيعها من نترات الأمونيوم والكالسيوم اللذين يتم إنتاجهما في مصنعين في باكستان. ورغم ضبط 444 طناً من مواد العبوات الناسفة في أفغانستان خلال عام 2012 وحده، إلا أن عمليات تهريب كبيرة لتلك المواد مازالت مستمرة حتى الآن.

وعاود عبد الرازق ليقول: "يقوم العدو بمزج نترات الأمونيوم في الطحين والأسمنت ومواد التنظيف، بداخل حقائب أناس مسافرين، لنقلها عبر المناطق الحدودية".

وبمجرد دخول المواد إلى أفغانستان، تكون في استقبالها شبكة ضخمة من العملاء النشطين والمدربين والأعضاء السابقين العزل بالحركة والمتعاطفين معها فكرياً، وهي الشبكة التي تقوم بدور كبير في سبيل تحويل تلك المواد إلى متفجرات ثم زرعها.

ثم يأتي دور بعض الأشخاص الآخرين المعروفين بـ "الميسرين" وهم الأشخاص الذين يساعدون في إخفاء تلك العبوات الناسفة في منازلهم وينقلونها بأنفسهم. وأخيراً يأتي دور الأشخاص الذين ينقلون بعضها عبر شاحنات يعملون عليها وتكون مخصصة بطبيعة الحال لأغراض أخرى شائعة مثل تسليم الفواكه التجارية.

وأشار في الأخير سكان محليون في منطقة بانجواي إلى أن طالبان بدأت تتجه أيضاً نحو ما يعرف بالتعاقد من الباطن، حيث يقوم المسلحون بتوفير المتفجرات، بينما يقوم شباب عاطل عن العمل بزرعها في أماكن معينة مقابل أموال نقدية تقدر بـ 10 إلى 20 ألف روبية باكستانية ( 100 إلى 200 دولار ) إن تم نسف مركبة تابعة للشرطة الأفغانية، وتصل إلى 100 ألف روبية إن تم نسف مركبة تابعة لقوات التحالف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف