فرنسا تظل متحفظة في أفريقيا الوسطى لكنها أكثر انشغالًا بمالي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: فضلت فرنسا الالتزام بموقف متحفظ بشان تسوية الازمة في افريقيا الوسطى، لتثبت ان السياسة الافريقية للقوة الاستعمارية السابقة قد تغيرت، ولتركز ايضا على ملف اخر اكثر خطورة وهو ملف شمال مالي.
ورغم ان باريس تدعو الى حل سريع في افريقيا الوسطى، تكرر السلطات الفرنسية ان القضية اصبحت بين ايدي بلدان المنطقة وخصوصا المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، وتشدد على ان فرنسا ليست "جهة فاعلة" بل "مراقبة".
ورأى تيري فيركولون مدير دائرة الدراسات حول افريقيا الوسطى في المجموعة الدولية للازمات انه لم يعد لفرنسا اي دور في افريقيا الوسطى "ولو كان دورا شكليا". واكد ان "هذه هي سياسة فرنسا الافريقية الجديدة لان باريس تعتبر ان على الافارقة ان يعالجوا مشاكلهم بانفسهم وثانيا لان لدينا امورا اهم بكثير يجب معالجتها في مالي".
وشاطره الراي انطوان غلاسر الخبير في القضايا الافريقية الذي قال انه "لدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ارادة حقيقية في ان يثبت عدم حدوث تدخل في افريقيا الوسطى وان فرنسا لا تريد التدخل هناك".
واضاف غلاسر "اعتقد انه بالنسبة لفرنسوا هولاند هذا امر مهم وفعلي على الارض لان الملف الاكثر حساسية بالنسبة له هي دعم القوات المالية ومجموعة دول غرب افريقيا من اجل استعادة شمال مالي". واختيرت فرنسا من قبل شركائها الاوروبيين لتكون "دولة اطار" لبعثة الاتحاد الاوروبي المكلفة تدريب الجيش المالي. ويتوقع تعيين الجنرال فرنسوا لوكوانتر قائدا لتلك البعثة.
وفي العشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي صادق مجلس الامن الدولي على قرار يؤيد نشر قوة مسلحة دولية تدريجيا في مالي لطرد الحركات الاسلامية المسلحة التي تحتل شمال ذلك البلد منذ نحو سنة. وقال غلاسر ان "الملف الافريقي الحقيقي بالنسبة لفرنسوا هولاند هو شمال مالي ومكافحة الارهاب وامن اوروبا والمجموعة الدولية".
لكن مع ذلك ارسلت فرنسا الاحد الماضي الى بانغي تعزيزات عسكرية قوامها 180 جنديا من الغابون ليرتفع عدد الجنود الفرنسيين في افريقيا الوسطى الى 580 لاجلاء الاف الفرنسيين او المزدوجي الجنسية اذا تفاقم الوضع.
من جانبها توقفت حركة التمرد المسلحة عن الزحف نحو العاصمة وتمركزت على مسافة 160 كلم من بانغي. وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه "نقول افريقيا للافراقة وهناك 600 جندي فرنسي في بانغي، ادرك ان الرسالة قد تكون غير واضحة".
لكنه اضاف ان "الهدف ليس القيام بدوريات في المدينة او بمهام الشرطة او التوجه الى الجبهة ولا القيام بوساطة، على الافارقة ان يفعلوا ذلك، لقد ولى تماما الزمن الذي كانت فرنسا تطيح فيه برئيس وتاتي باخر في طائرة".
ويرى تيري فيركولون ان العسكر الذين اصبحوا اليوم في الواجهة في افريقيا الوسطى هم افارقة (حوالى 800 عسكري) وان ادارة الازمة دبلوماسيا توكل الى الافارقة. واكد ان باريس "لا تقوم باي دور ولا حتى بدور خفي، لا سيما انه لم يبق لها هناك تقريبا اي مصلحة فرنسية".
ودعت باريس المتمسكة بدور "المساندة"، اطراف النزاع الى التفاوض دون انتظار الاسبوع المقبل في ليبرفيل (الغابون) واعدت مشروع بيان يتوقع ان يصادق عليه مجلس الامن الدولي قريبا لدعم مباحثات السلام.
واعتبر فيركولون ان المبرر الوحيد الذي قد يدفع فرنسا الى التحرك مجددا سيكون انسانيا اذا اندلعت اعمال عنف قد تؤدي الى حمام دم في بانغي "سنرى حينها ما الذي سيقرره الاليزيه". وتابع "لكن في الوقت الراهن، الخط واضح جدا".