الهند وباكستان تسعيان الى التهدئة بعد مقتل جنديين هنديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: رغم ان قطع رأس جندي هندي في كشمير تسبب بحرب كلامية بين نيودلهي واسلام اباد، الا ان محللين يعتبرون ان القوتين النوويتين لا تريدان ان تتوقف عملية السلام الهشة بين البلدين.
واستدعت الهند السفير الباكستاني في نيودلهي الاربعاء وقدمت له احتجاجا شديد اللهجة، كما دان كبار الوزراء وقادة الجيش ما وصفوه بالهجوم "غير الانساني" و"الخسيس" الذي وقع في اقليم كشمير المقسم بين البلدين.
بدورها اعربت وزيرة الخارجية الباكستاني هينا رباني خار عن استغرابها لرد الفعل الهندي، في الوقت الذي نفت اسلام اباد وقوع الحادث. وتقول باكستان ان احد جنودها قتل في اشتباك مسلح بين الجانبين الاحد.
ولكن ورغم تبادل التصريحات الغاضبة، الا ان هذا الحادث لم يؤد حتى الان الى اي اشتباكات عسكرية بين عشرات الاف الجنود المتمركزين على جانبي الخط الفاصل في اقليم كشمير. وفيما بدأت النفوس تهدأ، شرع دبلوماسيون من الجانبين في التاكيد على الرغبة في التهدئة.
وقال سفير باكستان في نيودلهي سلمان بشير لتلفزيون "ان دي تي في" الهندي الخميس "من المهم ممارسة اقصى درجات ضبط النفس وعدم الدخول في الاتهامات والاتهامات المضادة". وعقب مقتل الجنديين الهنديين الثلاثاء، اعرب وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد عن غضبه على الهجوم "المريع".
ولكن في اليوم التالي قال للصحافيين "مهما كان ما حدث، يجب الا يكون هناك تصعيد. لا يمكننا بل لا يجب ان نسمح بتصعيد حادث سيء كهذا". وقالت نظيرته الباكستانية ان الطرفين يجب الا يباشرا في "مهاجمة بعضهما البعض".
واخدت العلاقات بين القادة السياسيين من الجانبين بالتحسن تدريجيا بعد انقطاع تام في العلاقات عقب هجمات بومباي 2008.
وتميزت المحادثات الرفيعة المستوى التي جرت مؤخرا بين الجانبين بفتح التجارة وتخفيف اجراءات الحصول على تاشيرات سفر، وقال كابيل كاك خبير العلاقات الاستراتيجية ومقره نيودلهي ان الجانبين لا يرغبان في تقويض ما تم انجازه.
وراى ان "رد فعل الهند لم يكن سوى لاحداث ضجة حتى لا ينظر الى الحكومة على انها ضعيفة قبل عامين من الانتخابات العامة". وصرح لفرانس برس "ليس في مصلحة اي من الطرفين تصعيد التوترات لان البلدين تجمعهما نقاط مشتركة كبيرة".
وكشمير التي تسكنها غالبية من المسلمين تقع في منطقة الهملايا وتطالب بها الهند وباكستان بالكامل لكنها تخضع بجزئيها لادارتهما. وكانت كشمير سببا لحربين من بين ثلاثة خاضتها الدولتان منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947. ويسري وقف لاطلاق النار على الخط الفاصل منذ العام 2003، الا انه كثيرا ما ينتهك من الجانبين.
ورغم ان مقتل الجنديين الهنديين والجندي الباكستاني هذا الاسبوع يضع ضغوطا على الهدنة، الا ان كاك قال ان الجانبين لا يريدان انهيارها. وقال ان "وقف اطلاق النار هو امر مهم في اجراءاتنا لبناء الثقة لان ذلك يساعد سكان كشمير وكذلك يخدم المصالح الاوسع للبلدين".
وراى اجاي ساهني المحلل في معهد ادارة الازمات الهندي ان خورشيد ركز على عدم وجود رغبة بين قادة الهند السياسسين للمواجهة مع الجارة النووية حتى لو قوض ضبط النفس هذا "مصالحنا الاستراتيجية". وقال "ليس لدينا الرغبة في مهاجمة احد، فكيف اذا كان الامر يتعلق بباكستان".
وقال عدد من كبار ضباط الجيش في دوائرهم المغلقة انهم يرغبون في الانتقام من قطع راس جندي هندي بالقيام بتحرك ميداني، مؤكدين ان هذه "مسالة كرامة".
ويذكر التناقض بين اسلوب الجيش الاكثر شدة ورغبة المؤسسة السياسية في الاحتفاظ على العلاقات مع باكستان، بالخلافات في الراي حول الصين. ففي كلمة ادلى بها الشهر الماضي قال خورشيد ان على نيودلهي ان تقبل بزيادة تواجد الصين في الدول المجاورة، وذلك بعد ايام من اعراب رئيس البحرية عن "قلق كبير" من قوة بكين البحرية.
وتحدثت العديد من الصحف الباكستانية الاربعاء عن "السفاحين" الباكستانيين، ولكن لم تتحدث صحف اليوم عن الانتقام للحادث.
وتحدثت صحيفة "ذا هندو" عن اشتباكات حدودية سابقة كانت اكبر من هذا الحادث ولكن لم تحظ بتغطية كبيرة مثل حادث الثلاثاء، وقالت ان مسؤولا في الجيش ابلغها ان الجنود الهنود قطعوا راس باكستاني العام الماضي. وفي مقالها الافتتاحي، دعت صحيفة "ذا تايمز اوف انديا" الجانبين الى زيادة اتصالاتهما.
وقالت انه "يتعين على الطرفين الاتصال ببعضهما البعض على العديد من المستويات: السياسي والدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي".