هل تستمر التشافيزية بعد هوغو تشافيز؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يسود الارتباك فنزويلا مع استمرار غموض الحالة الصحية لرئيسها هوغو تشافيز، ويتساءل المواطنون في هذا البلد إن كان مادورو قادرًا فعلًا على حمل التركة التشافيزية، أم ستتوقف الظاهرة مع رحيل الرئيس.
القاهرة: تهيمن حالة من الغموض والارتباك على المشهد السياسي في فنزويلا، على خلفية التساؤلات التي تفرض نفسها الآن بخصوص مستقبل البلاد، في ظل الارتياب بوضعية الرئيس هوغو تشافيز الصحية.
وبالرغم من كل ما يقال بخصوص سلبيات حكم تشافيز، إلا أن أنصاره ما زالوا مواليين له بشكل كبير، غير مكترثين سوى بحالته الصحية وباستمراره في قيادة البلاد.
ونقلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن شخص قروي بسيط يدعى رامون باشيكو، ويبلغ من العمر 37 عامًا، وهو رئيس بلدية تقع خارج مدينة كونسيخو الواقعة شمال البلاد، قوله: "سبق لي انتخاب تشافيز في حملات ترشحه الأربعة لمنصب الرئيس. فأنا أؤمن به، وبالرغم من ارتفاع معدلات الجريمة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأسمدة والبذور والمواد الغذائية الأساسية، إلا أنها ليست خطأ الزعيم. فهو مُحَاط بانتهازيين ولصوص وأناس غير أكفاء".
ارتباك وشائعات
منذ مغادرة تشافيز إلى كوبا في الشهر الماضي، من أجل الخضوع لرابع عملية جراحية بعد إصابته بمرض السرطان، لم يُرَى أو يُسمَع عنه شيء، ما أدى لظهور شائعات تتحدث عن وفاته أو عن إصابته بعجز دائم. وتسري أقاويل عن أن تشافيز يعاني من عدوى بالجهاز التنفسي تجعله غير قادر على التنفس.
بالرغم من السماح لتشافيز بتأجيل مراسم أدائه اليمين الدستورية ليستمر في الحكم بولاية جديدة تستمر ست سنوات، إلا أن ما الارتباك يسود البلاد حاليًا عن سبب عدم تعافي تشافيز.
يقول باشيكو: "مادورو (نائب الرئيس) ليس تشافيز، فهو لا يتواصل مع الناس مثلما كان يفعل تشافيز، وهو لا يفهمنا، ولا يفكر كما نفكر، وربما أغير رأيي إذا بدأ في اتخاذ موقف صارم ضد الفساد المستشري هنا. لكنني لا أراه يقوم بذلك".
استمرار الظاهرة
ذكرت المجلة أن استمرار الظاهرة التشافيزية في حالة وفاته، أو عجزه عن مواصلة الحكم، معتمد على قدرة مادورو في إقناع أناس مثل باشيكو بأنه قادر على قيادة ثورة البلاد الاشتراكية.
فهذه الثورة ما تزال حركة شعبية متجذرة في كاريزما الرئيس وقوة مسؤوليته، وليست في أي مبادئ سياسة. ولفتت فورين بوليسي إلى التصريحات التي أدلى بها أخيرًا زعيم المعارضة الفنزويلي هنريك كابريلس لصحيفة إل يونيفرسال المحلية، قال فيها: "لدي شكوكي بشأن الظاهرة التشافيزية من دون تشافيز، ويبدو أن أي قيادة من دون تشافيز سوف تكون ضعيفة للغاية".
مادورو المنعزل والمفصول
على عكس تشافيز، بدا واضحًا أن مادورو سيواجه العديد من الصعوبات، خصوصًا أن بدايته كانت صاخبة، حيث بدا منعزلًا ومفصولًا، فضلًا عن أن طريقة كلامه بدت عديمة الإحساس. كما ينتهج موقفًا عدائيًا في مواجهة المعارضة، التي تصر على أن تصدر الحكومة تقريرًا طبيًا كاملًا بخصوص الحالة الصحية للرئيس تشافيز.
وقال ريزا غرايس تارغو، المحلل في مجموعة أوراسيا: "أظهر مادورو حتى الآن أنه متحدث أقل وضوحًا وجاذبيةً من تشافيز. وربما تحبه المعارضة أن يستمر في التحدث".