أخبار

صراعات شيوخ السلفية يهدد بتفجير الأحزاب الإسلامية في مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أدى تدخل شيوخ السلفية في شؤون الأحزاب الاسلامية في مصر الى انقسام التيار السلفي، رغم أنه أثبت قوته ووجوده من خلال الانتخابات التي جرت أخيرا، واعتبر الخبراء أن انقسام التيار يزيد من قوة المعارضة.

القاهرة: أظهرت التجارب الإنتخابية التي أجريت في مصر بعد الثورة، أن التيار السلفي يتمتع بقوة وفاعلية في التنظيم والحشد، تفوق أحياناً جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك تحاول الجماعة دائماً التحالف معه ضد التيار الليبرالي والمعارضة بشكل عام. لكن تدخل شيوخ السلفية في شؤون الأحزاب الإسلامية، أصابها بالوهن، وأدى إلى تفجير بعضها من الداخل، وساهمت صراعات الشيوخ السياسية بخلق أكثر من مرجعية دينية للأحزاب السياسية، ما اعتبره الخبراء يصب في صالح قوى المعارضة، التي يجب أن تتوحد وتعمل على تقوية وجودها في الشارع المصري.

نفوذ الشيوخ

وأظهرت تلك التجارب السياسية أن لشيوخ السلفية قوة ونفوذاً واسعين، خاصة الدكتور ياسر برهامي رئيس الدعوة السلفية في الإسكندرية، الذي يحظى بقوة واضحة داخل المطبخ السياسي، ولاسيما حزب النور، وتسبب تدخله في شؤون الحزب باستقالة 150 قيادياً وتأسيس حزب جديد للسلفيين عرف باسم "الوطن الحر"، إضافة إلى الدكتور عبد المنعم الشحات، صاحب فتوى "الديمقراطية كفر وإلحاد"، والشيخ أبو اسحاق الحويني، صاحب مقولة "وجه المرأة كفرجها"، وسعيد عبد العظيم، فضلاً عن الدكتور خالد سعيد، والداعية الشهير الشيخ محمد حسان، الشيخ محمد حسين يعقوب، صاحب مقولة :غزوة الصناديق"، والشيخ جمال المراكبي، صاحب فتوى "تزوير الإنتخابات واجب شرعي".
كانت للفتاوى السياسية التي أطلقها هؤلاء تأثير واضح على الحياة السياسية في مصر بعد الثورة، لاسيما أثناء الإنتخابات البرلمانية أو الرئاسية، أو الإستفتاء على الإعلان الدستوري في 19 مارس 2011، أو الإستفتاء على الدستور يومي 15 و22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكن انقسام هؤلاء المشايخ السياسي، بات يصب في صالح المعارضة أو القوى الليبرالية في الإنتخابات البرلمانية المقبلة، لاسيما في ظل وجود أكثر من حزب سياسي يتحدث باسم السلفية، منهم حزب النور، بقيادة الدكتور يونس مخيون، ويمثل الدكتور ياسر برهامي المرجعية الدينية له، وحزب الوطن الحر، بقيادة الدكتور عماد عبد العفور والشيخ حازم أبو إسماعيل سياسياً، ويمثل الشيخ محمد حسان المرجعية الدينية له، إضافة إلى حزب الأصالة، برئاسة المهندس إيهاب شيحة.

صراعات وأحزاب

صراعات الشيوخ أدت إلى تفجير حزب النور، الذراع السياسية الأساسية للدعوة السلفية في مصر، وساهمت في خلق مرجعيات وأحزاب جديدة، وقال الدكتور محمد إمام المتحدث باسم مجلس أمناء السلفية، المرجعية الدينية لحزب الوطن الحر، إن الحزب تأسس على أكتاف مجموعة من رموز حزب النور السلفي، الذين حاولوا أن يكون الحزب ممثلا لكل التيار السلفي خصوصاً، والتيار الاسلامي ولكنهم فشلوا، بسبب العمل وفقاً لقاعدة أهل الثقة والولاء مقدمون على الخبرة والكفاءة.
وقال إمام لـ"إيلاف" إن هذه الأمور كانت سبباً في انشقاق بعض القيادات وتأسيس حزب الوطن الحر، مشيراً إلى أن هناك جبهة سلفية تضم بعضاً من رموز التيار السلفي، هم المشايخ: محمد حسان، محمد عبد المقصود، محمد الكردي، تمثل المرجعية لحزب الوطن، في مواجهة جبهة السلفية التي تمثل مرجعية حزب النور، وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، والدكتور عبد المنعم الشحات.
وفي ما يخص الصراع السياسي والإنتخابي المقبل، قال إن التجارب العديدة بعد الثورة، أظهرت أن التيار السلفي ليس كتلة واحدة، كما هو الحال في جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن الدليل وجود أكثر من حزب سياسي يتحدث باسم السلفية، وأضاف أن حزب الوطن سوف يكون ممثلاً للتيار السلفي والإسلامي في انتخابات مجلس النواب، متوقعاً أن تؤثر الإنقسامات أو الخلافات بين حزب النور والوطن الحر بشكل سلبي، ما يصبّ في صالح المعارضة الليبرالية، لكنه توقع حصول التيار الإسلامي على الأغلبية، إلا أنها أغلبية أقل من التي حصلوا عليها في انتخابات مجلس الشعب المنحل، أو إنتخابات مجلس الشورى الحالي.

الإختلاف جيد

وخلافاً لما سبق، يرى المهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة السلفي، أن الأحزاب السياسية، ولاسيما الأحزاب ذات الصبغة الدينية، تسعى للحصول على دعم شيوخ التيار السلفي، لما لهم من شعبية طاغية، بما يساهم في تقوية مواقف تلك الأحزاب في العمل السياسي، ولفت إلى أن السلفية تيار ديني، وليست جماعة سياسية أو دينية فقط، مشيراً إلى أنها تضم في طياتها العديد من الإتجاهات الفكرية. ويرى أن الإختلاف بين الشيوخ وظهور العديد من الأحزاب السياسية من رحم التيار السلفي، يصب في مصلحة التيار الإسلامي وليس العكس، لافتاً إلى أن التعدد والتنوع السياسي يساعد على امتصاص الإتجاهات الفكرية المختلفة، ولا يساهم في إضعاف الأحزاب الإسلامية لصالح المعارضة، التي تعاني التشرذم وعدم امتلاكها قاعدة جماهيرية واسعة.

شعبية الشيوخ ولعنتهم

أما الدكتور محمد يوسف، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فيرى أن التيار السلفي لم يكن معروفاً سياسياً قبل الثورة، مشيراً إلى أنه حقق نتائج مذهلة في أول تجربة إنتخابية له، وقال لـ"إيلاف" إن تلك النتائج التي لم تكن تتناسب مع العمر أو التاريخ السياسي لحزب النور وأعضائه، كانت موضع تساؤل من قبل الخبراء السياسيين والمعنيين بالشأن الإسلامي، مبرراً ذلك في تعاظم دور شيوخ السلفية بعد الثورة، وقيامهم بدور سياسي، إستناداً إلى شعبيتهم الدينية.
وأوضح يوسف أن حزب النور الذراع السياسية الأساسية للتيار السلفي، سرعان ما أصابه الوهن والضعف والتفكك، وسقط في الكثير من الإختبارات الصعبة، كما سقطت رموزه في تلك الإختبارات، منها لقاءاتهم السرية مع الفريق أحمد شفيق، أثناء الإنتخابات الرئاسية، رغم إعلانهم تأييد المرشح محمد مرسي وقتها، إضافة إلى وقوع بعض رموزه في فضائح أخلاقية مثل فضيحة كذب النائب السابق أنور البلكيمي، والنائب السابق أيضاَ علي ونيس، الذي أدين بارتكاب فعل جنسي فاضح في الطريق العام، رغم أنه من مشايخ السلفية، ومتزوج من أربع نساء.

إنقسامات في صالح المعارضة

وأضاف أن إدارة حزب النور من قبل المشايخ مثل ياسر برهامي وعبد المنعم الشحات، من خلف الستار، كان وراء استقالة 15 عضواً دفعة واحدة من بينهم رئيس الحزب نفسه، وهو أكبر ضربة في تاريخ الأحزاب السياسية في مصر بعد الثورة، ولفت إلى أن صراعات شيوخ السلفية والبحث عن دور سياسي لهم، كان وراء تفجير حزب النور، وإنشاء حزب جديد هو حزب الوطن بمرجعية دينية لكل من الشيخ محمد حسان والشيخ حازم أبو أسماعيل، بالإضافة إلى ظهور أحزاب أخرى صغيرة، مثل حزب الأصالة وحزب الشعب، وكلها لديها مرجعيات من شيوخ آخرين.
وتوقع يوسف حدوث المزيد من الإنقسامات في التيار السلفي، وظهور أحزاب سياسية بمرجعيات شيوخ آخرين، موضحاً أن التيار منقسم في الانتخابات المقبلة إلى ثلاث قوى سياسية أساسية، وهي: جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، والثانية حزب الوطن الحر بقيادة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والدكتور عماد عبد الغفور، والثالثة الدعوة السلفية في الإسكندرية، وذراعها السياسية حزب النور بقيادة الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب والدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة.

المزيد من الصراعات

وأضاف أن المرحلة المقبلة، سوف تشهد صراعاً سياسياً بين فصائل التيار الإسلامي، سواء بين السلفيين والإخوان، أو بين السلفيين والصوفيين، أو بين السلفيين أنفسهم ممثلاً في الأحزاب والشيوخ السلفيين، معتبراً أن الكرة الآن في ملعب التيار الليبرالي والمعارضة للتوحد والقيام بدور سياسي فاعل في الشارع، واستثمار صراعات الإسلاميين بما يخدم مصالح المصريين متوقعاً ألا تؤثر تلك الإنقسامات بشكل كبير في الإنتخابات المقبلة في ما يخص التيار الإسلامي، لكنها سوف تخصم من مقاعده وتضيف إلى المعارضة، إلا أن ذلك لن يجعل الأخيرة تفوز بالأغلبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا هو الاسلام
القس ورقة بن نوفل -

الصراع والقتال من اجل الحصول على قسم من الكعكة واستلام الحكم بين بنى هاشم وبنى امية وبعده بنى امية وبنى العباس حتى ان زوجة محمد عائشة حاربت على فى موقعة الجمل واذا تصفحت التاريخ لترى العجب من كثرة الحروب بين المسلمين يتحاربون مع الصياح الله واكبر وكلما زاد القتل زاد صياحهم شعوب متوحشة تعشق الدماء لذلك انتشرت بحد السيف وحتى ايامنا هذه المسلم عندما تصبح حالته جيدة ومعه المال اما ان يقتل احد ويدخل السجن واما يتزوج على امراءته ويشكل قبيلة من الاولاد وبدون علم قسم يصبح ارهابى والاخرين بياعين بندورة او فجل بالشوارع انها بداية نهاية الاسلام وشكرا

Back
Sam -

All of them should go back to their farms and take care of their animals and cows and leave the politic to the politicians. Egypt is too big for them to take care of it

الليبراليون
مواطن -

قبل الانتخابات قال العلمانيون والليبراليون وصبيان البابا وميلشياته ان الناس كشفت الاسلاميين ولن يتم انتخابهم وفاز مرسي بالجولة الاولى وفاز بالجولة الثانية واصبح رئيس مصر وفاز الاسلاميون بالاغلبية في امقاعد البرلمانية وكل الانتخابات ونفس لامر يبشرون به الان ويراهنون على اختلاف شيوخ السلفية فهم لايعلمون ان الناس بتفضل اي حد موجود على الساحة ولاتنتخب الليبراليون

حقوق الانسان الثابته
لا تقبل القسمه على 2 -

(الحقيقه)ممثله فى مبادىء : الحريات - وفصل الدين عن الدوله - و المواطنه (المساواه) .....الخ هذه الحقيقه لا تقبل القسمه على اثنين ! ثابته وراسخه فى دول العالم المتحضر - من يريد مرجعيات ((فللسياسيين ))مرجعيه{ الاعلان العالمى لحقوق الانسان } اما (( للمعتقدات الدينيه )) فلليهود حاخاماتهم ( وهم لا يقتتلون ) واما (للكاثوليك) فالفاتيكان مرجعيتهم - وبطريركيه الارثوذكس ( للاورثوذكس ) و(لطوائف الانجيليين) فالكتاب المقدس مرجعهم - وغالبا لا تتناحر الفرق المسيحيه رغم المرجعيات فجميعهم فى النهايه (يؤمنون بكتاب مقدس واحد ومخلص واحد ) اما الاسلاميين (فالازهر) مرجعيتهم منذ قرون وليكن اختلافهم (عقائديا)مجاله هو ما تطبقه كل فرقه على( مؤيديها ) بعيدا عن الدوله وحقوق الانسان الثابته التى لا تقبل القسمه على اثنين ----د/ محسن

الدين مكانه
مراقب من بعيد -

فقط لاغير داخل دور العبادة--لان هذا مكانه الطبيعيلا تسمحوا له بالانخراط في السياسة لانه سيجلبالمشاكل والفتن والارهاب اذا خرج للشارع--لافائدة من افكارهم الافضل للدين بقاءه بدور العبادة----نحتاج لدولة مواطنة ومدنية للنهضة

سلفية مصر: حصان طرواده
عبدالله عبدالرحمن -

السلفيون في مصر هم الطابور الخامس و السلاح السري لنظام مبارك و إن شئت فقل هم حصان طروادة أو إن شئت فقل هم مسجد الضرار بلغة القرآن. كان الهدف الأساسي من هذا السلاح هو تدمير التنظيمات الإسلامية من الداخل و إيجاد جماهير ذات صبغة "إسلامية" مؤيدة للنظام. و لكن السحر انقلب على الساحر حين خرج اليمين و اليسار و الوسط و المسلمون و المسيحيون و كل طوائف و فئات الناس لتهتف بسقوط مبارك و تسقط نظامه. الآن يحاول الفلول قيادته و يراهنون على أنه سيكسب السباق لإسقاط النظام في مصر .. لكنها أحلام الحشاشين .. إستبدال مرسي سيأتي على يد الإخوان.

أشكال باهتة المنظر
Fadi -

أشكال غريبة المنظر