المتمردون غادروا كبرى المدن في شمال مالي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باماكو: فوجىء الاسلاميون المسلحون في شمال مالي بالتدخل الفرنسي وقرروا اخلاء المدن الكبيرة التي كانوا يحتلونها منذ تسعة اشهر، في خطوة رأى فيه الخبراء "انكفاء استراتيجيا" وليس هزيمة.
وغارات الطيران الفرنسي التي شنت ابتداء من 11 كانون الثاني/يناير على وسط وشمال مالي، اتاحت وقف التقدم في اتجاه باماكو الذي كان يقوم به اسلاميو القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومجموعات اخرى حليفة ما لبثت ان اخلت المدن الكبرى في الشمال ولاسيما غاو وتمبكتو.
هاتان المدينتان وكذلك كيدال كانت حتى الان معاقل لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وانصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، حيث كانت تفرض تطبيقا متشددا للشريعة: عمليات رجم وبتر اطراف وجلد علني وتدمير مقامات اولياء يكرمهم السكان المحليون.
وفيما كانوا يغادرون معاقلهم، وسط الارتياح الكبير لسكانها، استولى الاسلاميون على مدينة صغيرة في غرب مالي هي ديابالي في اعقاب معارك عنيفة مع الجيش المالي الموجود بقوة في هذه المنطقة. الا ان عمليات القصف التي قام بها الجيش الفرنسي ليل الاثنين الثلاثاء ارغمتهم على الفرار من ديابالي.
لكن ما يمكن ان يبدو هزيمة لهذه المجموعات، ليس في الواقع سوى "انكفاء استراتيجي" من جهتهم، كما يعتبر جان-مارك بريسار، الخبير في شؤون الارهاب. وهي تستفيد كما يقول من "الصحراء المترامية" في شمال مالي التي يعرفون شعابها معرفة دقيقة. واضاف "حسبما نعرف، فهي قد انكفأت الى المناطق الجبلية المحيطة بكيدال. ومن الضروري الاسراع في تعقبها لاخراج عناصرها من مخابئهم".
وقبل الانتشار القريب في مالي لقوة من غرب افريقيا لتحل محل فرنسا، "تتفرق هذه المجموعات لتجعل الهجوم الافريقي اكثر صعوبة على الارض. انها تتوزع لتحملنا على الدخول في حرب عصابات. تستطيع هذه المجموعات اطالة امد النزاع الى ما لا نهاية".
ولمنع انكفاء المجموعات الاسلامية المسلحة الى اراضيها، اغلقت الجزائر حدودها مع مالي، وعززت موريتانيا دورياتها العسكرية في المناطق الحدودية الشاسعة قرب مالي وخصوصا في منطقة ديابالي.
لكن ما زال من الصعب السيطرة على الاف الكيلومترات من حدود مالي مع جيرانها، وما زال في استطاعة الاسلاميين الاكتفاء بالقتال عبر مجموعات صغيرة قادرة على التحرك السريع في شمال مالي الشاسع، وهو منطقة شبه صحراوية اكبر من فرنسا.
وقال الاستاذ الجامعي اعلية علاني الخبير في الحركات الاسلامية ان "المتمردين يعولون على حرب طويلة الامد. انهم مرتاحون في هذا الوضع، اي الصحراء الشاسعة والتضاريس الصعبة والوضع الامني غير المستقر". واضاف "سيقومون بانكفاء تكتيكي لاستعادة انفاسهم، لكن لا الجيش المالي ولا الفرنسيون يستطيعون القضاء عليهم".
من جهته، اعتبر الخبير المالي موسى تونكارا ان "احتلال المدن الكبرى (في شمال مالي) من قبل الاسلاميين قد انتهى. لكن لفترة قصيرة" فقط. واضاف "نتوقع هجمات لتحفيز النفوس". وقد هدد مسؤولون اسلاميون بضرب فرنسا "في الصميم" سواء في اراضيها او ضد مصالحها الكثيرة ورعاياها في غرب افريقيا.
وبالاضافة الى الخشية من الاعتداءات، بلغ القلق ذروته على مصير الرهائن الفرنسية السبع المخطوفين في الساحل والمعتقلين من قبل المجموعات الاسلامية، والبعض منهم منذ اكثر من سنتين.
والرهينة الفرنسي السابق بيار كامات الذي احتجز اواخر 2009 ثلاثة اشهر في مالي من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، اعتبر ان الخطر "بلغ ذروته" بالنسبة الى الرهائن، لكنه اعتبر ان التدخل الفرنسي "ضروري".
والخطر الاكبر كما يقول كامات هو ان بين الاسلاميين "اليوم من هم فعلا متعصبون ويعتبرون صراحة انهم مدعوون لمهمة الهية تقضي بالتصدي للكافر وخصوصا الفرنسي".