أخبار

حزب التجمع العربي يسعى إلى كسب أصوات من اليسار الإسرائيلي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تل ابيب: يسعى اعضاء كنيست من حزب التجمع الوطني الديمقراطي العربي إلى استهداف شرائح من اليسار اليهودي للتصويت لحزبهم المعروف بنزعته القومية، كجزء من حملتهم للانتخابات التشريعية المرتقبة في 22 كانون الثاني/يناير.

وقال عضو الكنيست العربي جمال زحالقة لوكالة فرانس برس "اننا نحاول ان نحصل على اصوات من لديهم توجّهات ديمقراطية من الشارع الاسرائيلي، وليس من الشارع العربي فقط، نحن نعقد جلسات مع الشباب في البيوت والنوادي والمقاهي".

وتابع "يساعدنا ناشطون يهود، يعملون بين صفوفنا، على تنظيم هذه اللقاءات في تل ابيب والقدس. وحتى لو لم يصوّتوا لنا، فنحن نشرح لهم برامجنا ونعرفهم إلى انفسنا".

يمثل جمال زحالقة حزب التجمع الديمقراطي العربي في الكنيست، والمعروف لدى الاسرائيلين بحزب "البلد"، ومؤسسه عزمي بشارة الموجود خارج اسرائيل. وتضم قائمة مرشحيه حنين زعبي والاقتصادي باسل غطاس وجمعة زبارقة من النقب وغيرهم. وهم ممثلون بثلاثة أعضاء في الكنيست السابق، ويتوقع ان يحصلوا على العدد نفسه.

في شارع النبي في تل ابيب، احد اكبر شوارع المدينة، تحدث زحالقة في نادي يهودي امام نحو ثمانين من شبان وشابات اليسار الاسرائيلي. وكان عدد الواقفين اكثر من الجالسين. وقامت الممثلة الاسرائيلية المعروفة عينات فايتسمان بتنظيم تلك الامسية الانتخابية للجمهور، وقالت "ان زحالقة واحد من اهم الذين يدعون الى الديمقراطية، وانا اؤيد التجمع، وهذه فرصة نادرة للالتقاء مع انسان نتابع اعماله".

روى زحالقة قليلا عن حياته الخاصة، وقال متحدثا بالعبرية انه من قرية كفر قرع في المثلث، واب لخمس بنات، وهو ناشط سياسيا منذ صغره، واعتقل عامين عندما كان في السادسة عشرة، وانهى دراسته الثانوية في السجن. وقال زحالقة انه درس الصيدلة حتى يتسنى له العمل كمستقل، وقام بأبحاث عن "النيكوتين في شهادة الماجستير، وموضوع الدكتوراه كان عن الحشيش"، فضحك الجميع.

وتحدث عن نشاطاته في كل حملات التضامن من جامعة بير زيت في الضفة الغربية، وحقوق الانسان والمراة، عندما كان ناشطا في اطار الحزب الشيوعي. وقال زحالقة ان حزب التجمع يضم العنصر النسائي والمسيحي والاسلامي المؤمن، مشيرا الى جمعة زبارقة المسؤول عن بعثات الحج والعمرة.

وتحدث عن اهمية الهوية القومية للعرب، وقال "انا لم اسمع عن اي مجتمع حديث لم يمر بالتعريف عن هويته القومية، وبالنسبة إلى حزبنا الهوية القومية مهمة لنا، ونؤمن بان الدولة يجب ان تكون لكل مواطنيها".

جرت نقاشات بينه وبين الشبان في موضوع القومية، التي قال بعض الشبان انها تتسبب بالعنصرية والتعصب. ورد زحالقة "هناك قومية قامعة، مثل قومية المضطهدين (بالكسر)، وقومية المضطهدين (بالفتح)، وهناك فرق جوهري بينهما".

لم يجد زحالقة حرجًا في تفهم الشريحة الاسرائيلية من الشبان الليبراليين، وتحدث بوجه باسم من دون ان يجامل او يتنازل عن مواقفه السياسية، واستمع له الحضور بشغف. ودافع زحالقة عن حزبه، وقال ان "الاحزاب الصهيونية الاسرائيلية قامت بمحاولة استبعاد حزبه عن الكنيست مرات عدة، ومحاولة استبعاد عضو الكنيست حنين زعبي" بسبب مشاركتها في اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة في 2010.

وقال ان "حنين زعبي هي امراة وناشطة، عملت طوال الفترة على حثّ الشرطة على القيام بعملها لمنع قتل النساء على خلفية الشرف". واشار الى انه "لم تقتل اي امراة هذا العام في مدينتي اللد والرملة، اللتين كان يقتل فيهما نحو 9 نساء سنويًا".

وقالت شيري (23 عاما)، وهي طالبة جامعية، "انا انتخبت في المرة السابقة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اريد ان ارى وجهات نظر جديدة ضد العنصرية والابارتايد، ولم احدد موقفي بعد، ويهمني ان اتعرف إلى التجمع".

واوضح زحالقة انها المرة الاولى التي يزور فيها ناديا يهوديا. وقال "تلقيت رسائل نصية عدة بالهاتف الخلوي من عدد من الشبان في النادي تؤكد انهم سيصوّتون لي". والثلاثاء، سمحت المحكمة العليا لحزب التجمع ببث دعايته، التي يظهر فيه رؤساء احزاب اليمين وهم يغنون النشيد الوطني الاسرائيلي "هتيكفا" (الامل) بلحن شرقي عربي، وباسلوب ساخر ومضحك، وبات متوافرا على اليوتيوب. ويسخر شريط دعاية التجمع، وينتقد مطالبة العربي بالولاء وغناء النشيد الوطني الاسرائيلي.

وبلغت نسبة التصويت بين المواطنين العرب 53% في انتخابات 2009، وتوقعت استطلاعات الراي ان تقل نسبة التصويت عن الانتخابات السابقة خلال الانتخابات المقبلة.

ويشكل عرب اسرائيل حوالى 20% من سكان اسرائيل، ويقدر عددهم باكثر من 1,3 مليون شخص، وهم يتحدرون من 160 الف فلسطيني، بقوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948.

ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية، يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية، ويعانون تمييزًا واضحًا ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف