واشنطن تتهم النظام في سوريا بقصف جامعة حلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: دانت الولايات المتحدة "الهجوم الشنيع" الذي استهدف الثلاثاء جامعة حلب (شمال سوريا)، متهمة نظام دمشق بشنّ غارات جوية، ادت الى مقتل 87 شخصا على الاقل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، وهي تتلو اعلانا لدى البدء بمؤتمرها الصحافي، ان "الولايات المتحدة تشعر بالصدمة، وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه امس النظام السوري ضد جامعة حلب". وقالت للصحافيين "بحسب شهود، فان طائرات نفذت غارات جوية على البنى التحتية للجامعة".
واضافت "اننا ندين هذا الهجوم الشنيع على مدنيين عزل، ونواصل التشديد على ان المسؤولين عن عمليات القتل هذه والانتهاكات الاخرى للقانون الدولي سيتم التعرف إليهم وسيحاسبون".
وقتل 87 شخصا الثلاثاء، واصيب 150 اخرين بجروح في جامعة حلب (شمال) جراء قصف لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عنه.
مقتل أكثر من عشرين شخصًا في تفجيرات في إدلب وحداد على ضحايا جامعة حلب في سوريا
قتل اكثر من عشرين شخصا اليوم الاربعاء قال الاعلام الرسمي السوري انهم من المواطنين، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان معظمهم من قوات النظام، في تفجيرات في مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، في وقت اقفلت الجامعات في كل انحاء البلاد حدادا على ضحايا تفجيري حلب الـ87.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "ارهابيين انتحاريين" فجروا اليوم "سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في مدينة ادلب"، ما اسفر "عن استشهاد 22 مواطنا واصابة 30 اخرين بجروح"، اضافة الى اضرار بالغة في الابنية والبنى التحتية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان عدد القتلى 24، وان "معظمهم من القوات النظامية"، مشيرا الى ان "ثلاث سيارات مفخخة استهدفت عربات امن قرب فرع الامن السياسي وسرية حفظ النظام" في ادلب.
وفي حصيلة جديدة، اعلن المرصد مساء الاربعاء مقتل 86 مدنيًا الاربعاء في مناطق مختلفة من البلاد. ويسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة في ريف ادلب، بينما لا تزال المدينة تحت سيطرة القوات النظامية. وكان المرصد السوري افاد صباحا عن ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في انفجاري جامعة حلب الثلاثاء الى 87.
وغالبية القتلى من الطلاب والنازحين الذين لجأوا الى السكن الجامعي هربًا من المعارك اليومية المستمرة في مدينة حلب (شمال) منذ تموز/يوليو الماضي. وتسيطر المجموعات المقاتلة المعارضة على اجزاء واسعة في المدينة، بينما تبقى احياء اخرى تحت سيطرة النظام. واغلقت الجامعات السورية ابوابها الاربعاء "حدادا على ارواح الشهداء (...) الذين اغتالتهم يد الغدر الارهابية"، بحسب ما اعلن وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا.
واشار الوزير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد "وجّه فورًا باعادة تأهيل ما تدمّر من جامعة حلب بأقصى سرعة لتأمين سير العملية التدريسية والامتحانية في الجامعة". واستمر الاربعاء تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن التفجيرين بين النظام ومعارضيه.
واكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة ان "المجموعات الارهابية المسلحة استهدفت جامعة حلب بقذيفتين صاروخيتين اطلقتا من حي الليرمون (في غرب المدينة) باتجاه الجامعة". وطلبت الخارجية من "الدول الاعضاء في الامم المتحدة بشكل عام" و"الدول الاعضاء في مجلس الأمن بشكل خاص" "ادانة المجزرة".
واتهمت بعض الدول الاعضاء بممارسة "ازدواجية المعايير ودعم الارهاب في سوريا وادانته في مكان اخر"، مشيرة الى ان "دولا غربية تحارب الارهاب في مالي" و"تدعم هذا الارهاب وذات المجموعات الارهابية في سوريا"، في اشارة الى فرنسا. وذكر بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ان وحدات الجيش وجّهت "ضربات قاسية الى تجمعات الارهابيين والمرتزقة" التي استهدفت جامعة حلب "موقعة خسائر فادحة في صفوفها".
في المقابل، قالت لجان التنسيق المحلية ان الانفجارين نجما من قصف جوي، وهو ما يتداول به الناشطون المعارضون على مواقع التواصل الاجتماعي. ونقلت اللجان في بيان اصدرته الاربعاء عن شهود في الجامعة تأكيدهم ان طائرة حربية اطلقت "صاروخا باتجاه دوار كلية العمارة"، ثم صاروخا ثانيا استهدف "الوحدة الثانية في السكن الجامعي التي تزدحم بالنازحين".
وحملت لجان التنسيق "النظام السوري مسؤولية الفظاعة المرتكبة كقاتل اعتاد على قصف طوابير الخبز والوقود وذبح الأطفال والنساء ولم يتوان يوما عن استهداف الطلبة". واعتبرت ان توقيت المجزرة في اول يوم الامتحانات "كان جزءا من خطة النظام لايقاع اكبر كم من الخسائر البشرية في صفوف جامعة عهدناها منبعا للثورة الطلابية في سوريا".
في ريف دمشق، شهدت مدينة داريا ومحيطها الاربعاء "اشتباكات هي الاعنف منذ اسابيع"، بحسب المرصد وناشطين، ترافقت مع قصف بالطائرات الحربية وراجمات الصواريخ. وافاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس ان "العمليات العسكرية في داريا تتواصل منذ شهرين بحثا عن العصابات الارهابية"، وان ما يجري اليوم يندرج في هذا السياق.
وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء الى مقتل 92 شخصًا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا. واعلن المرصد ان النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 تسبب بمقتل اكثر من 48 الف شخص، بينهم 33 الف و637 مدنيا. وقال ان عدد القتلى من قوات النظام بلغ 11 الف و926، والجنود المنشقين 1573. كما قتل 968 شخصا مجهولي الهوية.
ويحصي المرصد بين المدنيين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام الى جانب الجنود المنشقين، ولا يشمل احصاؤه الاف المفقودين ومعظم عناصر "الشبيحة" وجنودا ومقاتلين لا يفصح عنهم الجانبان. وكانت الامم المتحدة ذكرت في الثاني من كانون الثاني/يناير ان عدد ضحايا النزاع في سوريا تجاوز الستين الفا. ويتسبب النزاع بتداعيات اقتصادية سيئة على الداخل السوري الذي يعاني من نقص في المواد النفطية والغذائية والطبية والطاقة.
وفي دمشق، اعلنت وزارة النقل ان قيمة الاضرار في قطاع النقل "جراء ارهاب المجموعات المسلحة في العام الماضي وصل الى اكثر مليار و367 ليرة سورية (391 مليون دولار)".
اشتباكات في "رأس العين" السورية القريبة من الحدود التركية
هذا وذكر مراسل الأناضول، على الحدود التركية السورية، أنهم يسمعون أصوات الأسلحة بشكل كثيف، تأتي من بلدة "رأس العين" بالجانب السوري.
وأوضح المصدر أن اشتباكات عنيفة، أندلعت بعد ظهر اليوم، في الأجزاء الداخلية من بلدة "راس العين" التي وقع قسم كبير منها في يد الجيش السوري الحر، وذلك عقب اشتباكات ضارية وقعت، قبل شهرين، بينه وبين القوات التابعة للنظام السوري.
وأكد مراسل الأناضول أنه جاء اربعة جرحى ممن اصيبوا في تلك الأحداث إلى الأراضي التركية، لتلقي العلاج، توفي أحدهم بالرغم من كل التدخلات الطبية لإنقاذه، فيما لا توجد اي خطورة على الثلاثة الأخرين، وأنهم يرقدون حاليا في المستشفى الحكومي ببلدية "جايلان بينار".
هذا وقد بدأت القوات الأمنية التركية، بتحذير المواطنين الأتراك، من الاقتراب من منطقة الحدود، وذلك من خلال مكبرات صوت كانوا يطوفون بها القرى والبلدات الحدودية.