أخبار

بعد عز الثورة.. الحزن والخطر يتظاهران وحيدين في ميدان التحرير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدما ضج بحياة لم تعرفها مصر ومن قبل، وبعدما خلع مبارك عن عرشه في 18 يومًا، خلى ميدان التحرير من الثوار الحقيقيين، واحتله شبان يقتاتون من فتات الثورة، وآخرون بلطجية وفتوات، وسياح أتت بهم وكالات السفر لزيارة هذا المعلم الثوري.

ميدان التحرير مكان موحش وبغيض في ساعة الغروب. وعندما تهب الريح، تتطاير النفايات المتناثرة في الميدان مارة بالوجوه المبتسمة لشبان قُتلوا في مواجهات ضد النظام، فقرر رفاقهم إحياء ذكراهم برسم وجوههم على الجدران الممتدة على طول شارع محمد محمود. وتنتقل من الميدان إلى السلالم القذرة لمحطة المترو المحلية التي تنبعث منها رائحة الإهمال، مرورًا بثلة من الشباب اقاموا حاجزا يمنع حركة المرور من اختراق الميدان.

فتوة شباب

كان شاب قوي يتولى السيطرة على حركة المرور ذات مساء. تتقدم سيارة صديقة ببطء نحو الحاجز فتُدفع الحواجز المعدنية جانبًا لتسهيل مرورها نحو النيل، مع ابتسامة وتحية يلوُّح بها السائق. تحاول سيارة عتيقة حُشر فيها ثلاثة اطفال وأمهم، وجلس الزوج وراء المقود أن تشق طريقها وراء سيارة الصديق، لكن المراقب الشاب يسارع إلى غلق الحاجز ويبدأ بالضرب على مقدم السيارة.
تشرئب المرأة برأسها غاضبة وتطلق سيلًا من الشتائم على الشاب، الذي نصَّب نفسه ثوريا يقطع الطريق. تتقدم شلة من اصدقائه يحمل بعضهم قضبانًا، فتستسلم العائلة وتنطلق في رحلة قد تستغرقها ساعة لقطع نحو كيلومترين بالالتفاف حول الميدان.
ثم يأتي سائق سيارة أجرة حانق، يثب من سيارته صائحًا أنه يريد أن يكسب رزقه. يحاول فتح الحاجز عنوة، فيصفر الشاب طالبًا تعزيزات، ويهرع المزيد من اصحابه للوقوف معه. يتقدم رجل أكبر سنًا ويقف في مواجهة السائق قائلًا: "اقترح أن تغادر الآن إلا إذا كنت تريد المشي إلى البيت". فيستسلم ويعود من حيث أتى شاتمًا، من دون أن يكترث المتمركزون في الميدان بطريقته في توديعهم.

وجود بلا معنى

هذا هو الواقع اليومي الكئيب لميدان التحرير بعد نحو عامين على الانتفاضة التي أسقطت الرئيس المخلوع حسني مبارك. فقد رحل الثوار الشبان الذين احتشد بهم الميدان في العام 2011، ويشغل خيامه الآن باعة ومشردون وشباب من مشجعي كرة القدم المعروفين باسم الألتراس.
يبدو أن لا معنى لوجود هؤلاء في ميدان التحرير ، إذ غابت الطاقة المتفجرة والعاطفة المتقدة، وبدأت بعض المكاتب السياحية ذات المخيلة التجارية تصطحب افواجًا من السياح الأجانب إلى الميدان في "تورات سياحية ثورية".
أما الثورة الحقيقية فموجودة في كل مكان، في الرسوم والشعارات الجدارية، وفي آثار المعارك التي خاضها الثوار. لكن مهما بلغ عدد الموجودين في الميدان اليوم، فهناك احساس بفراغه، لأن مصر تجاوزت تلك المرحلة حين كانت المعارضة تشكل كل شيء. وحان الوقت لأن يكون المرء مع طرف ضد آخر، وهذه مشكلة لا تُعالج بالاحتجاجات الجماهيرية.

مكان خطر

ما زال هناك الكثير من المظالم الحقيقية في مصر، وما زال البعض يأمل بأن يحيي الميدان مجده السابق في الذكرى الثانية للثورة، في 25 كانون الثاني (يناير) الحالي. لكن الميدان في هذه الأثناء مكان بلا هوية، واحيانًا مكان خطر.
في الاسبوع الماضي، أُلقيت زجاجة حارقة على مقر الجامعة العربية من دون أن تلحق اضرارًا.
وفي نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أُصيب مهند سمير الناشط في حركة 6 ابريل الشبابية برصاصة في رأسه، أُطلقت عليه في ميدان التحرير. وثمة من يقول إن سمير كان مستهدفًا لأنه شهد مقتل الناشط رامي الشرقاوي في مكان قريب من الميدان، في العام 2011، وكان مستعدًا للإدلاء بشهادته عما رآه.
وعندما أُطلق النار على سمير، كان خارجا لتوه من السجن، حيث أمضى ثمانية أشهر لمشاركته في الاحتجاجات أواخر العام 2011.
ويرفع محمد المصري، من الألتراس، قميصه بفخر ليُري مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور آثر الجرح الذي أُصيب به، عندما غُرزت في صدره سكين قبل بضعة أسابيع. وحين سُئل من طعنه أجاب: "بلطجي ملتح".
وعن سبب بقائه في ميدان التحرير، قال المصري إنه يريد العدالة لأكثر من 70 مشجعًا كرويًا لاقوا حتفهم في اشتباكات بورسعيد في شباط (فبراير) 2012. ويعتقد الالتراس أن الانقضاض على المشجعين كان مدعومًا من الجيش لمعاقبتهم على دعمهم الثورة.

لم يعد مجديًا

ما يعيشه رجل الشارع المصري في مرحلة ما بعد الثورة هو زحمة السير الناجمة عن كثرة الحواجز، التي تحول ركوب السيارة أو الحافلة في القاهرة من كابوس إلى كابوس كبير، يضاف إليها جدار شيدته الحكومة لقطع الشارع المؤدي إلى البرلمان.
ولا ريب في أن الرئيس محمد مرسي، الذي اصبحت جماعة الأخوان المسلمين التي خرج منها هدفًا لغضب المحتجين، يشعر بالسعادة لأن احتكاك المواطن المصري بالثورة يعني جولة يومية من الاحباط والمواعيد الفائتة والتأخيرات الطويلة في الوصول إلى مكان العمل والعودة منه إلى البيت.
إلا أن الأمل موجود دائمًا. فالثوار الطامحون للتغيير تخطوا مرحلة ميدان التحرير، وهم ينتظمون الآن في احزاب سياسية أو حركات مستقلة للمطالبة بتعديل الدستور الجديد والغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وبذلك، انتهى ميدان التحرير الذي أسقط مبارك في 18 يومًا من الاحتجاجات.
ولعل مستقبلًا أفضل ينتظر مصر، لكن المعركة من أجله تُخاض في عالم السياسة القذر، حيث تتمتع قلة فقط من ناشطي ميدان التحرير بالخبرة لخوض غماره. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن الشاب مصطفى عيد، الذي يئس من جدوى الاحتجاجات الجماهيرية، في الوقت الحاضر على الأقل، قوله: "احتججنا ذات مرة ونجحنا، فواصلنا الاحتجاج المرة تلو الأخرى وبقينا نعود إلى الأسلوب نفسه، بالرغم من أنه لم يعد مجديًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم تسمعو الكلام
عراقى -

ايها المصريون اخذتكم العزة بالاثم وطيبة جيشكم ورئيسكم مع مقتدى له لانه المسبب الاول بتدمير بلادى بعد صدام ولكننى كنت اتمناه رئيسا لنا لانه الخبير بالتوازنات الدولية وابعد مصر عن بلاوى العربان ومع بداية ثورتكم اتذكر تصريح الاخوان والسلفية عن حرمة الخروج على ولى الامر وان كان ظالما !!!!!!! وعندما اتت ثمار الثورة ومع ظغوط اوباما هرولو للاتحاق بركب الثورة وبداو ينظمون انفسهم وجماعى الفيسبوك تفرعنو ودخلو انفسهم بجدالات عقيمة وهاهم رجال مبارك يخرجون الواحد تلو الاخر ابرياء وربما سيحصلون على تعويضات وانتم بالباباى واخيرا ستندمون اشد الندم لان سيناريو العراق اراه يدخلكم من الباب والشباك

عيش حريه موته طبيعيه
شعارنا بوم 20 القادم -

نلتفى لاستكمال الثورة --- بيب بيب - بيب - انتبه البلد ترجع الى الخلف - مرسى يمكنه ان يعود للجامعه او ناسا او الفضاء ! وقنديل للرى او منابع النيل -

عودوا الى بيوتكم
مجنون غير ليلى -

لم يكن في مصر ثورة : لا في 52 ولا في 2011 . بل كان هناك انقلابان عسكريان : الأوّل جاء بحليف الإخوان آنذاك جمال عبد الناصر قبل أن ينقلب عليهم . والثاني جاء بالإخوان الى السلطة بناء على رغبة أمريكا . امريكا تريد حلفاءها الإسلاميين في كل مكان في مصر وتونس والجزائر كما في الأردن وسوريا والخليج وكما في مالي حيث لم ينشأوا من الهواء بل كان هناك تمويل عربي معروف ودعم أمريكي لطرد فرنسا من هذه الدولة الغنية بالثروات النفطية الدفينة . ايها الشباب في التحرير وفي الإتحادية عودوا الى بيوتكم اللعبة لم تعد مسلية انكم تعرّضون أنفسكم للموت والإعاقة بلا طائل فشئتم أم أبييتم سيحكم الإخوان : في مصر وسوريا والخليج وفي كل مكان . ولم يحكم في هذه المنطقة منذ قديم الأزمان جهة لا يريدها الغرب أو الأمريكان فلا تقفوا في وجه القدر المحتوم . اللعبة أكبر منكم ..

ليشهد قراء ايلاف
ابو الرجالة -

ليشهد قراء اايلاف الاكارم ان مستقبل مصر سوف يكون خرابا يبايا بسبب تعنت الاخوان وانفاردهم بالسلطة وبثهم روح الفتنة وضرب الوحدة الوطنية للبلاد اشهدوا قبل ان تصبح دماء المصريين في شوارع القاهرة والبلد كلها علي الاخوان الان ضرورة اشراك باقي الفعاليات الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة بسرعة قبل فوات الاوان ستكطون الثورة القادمة ربما بعد بضع شهور او بضع سنوات حسب مدي خراب مصر الذي يكدوا لعملة ستكون ثورا مدمرة الحادية كافرة بكل المعاني تقتل للقتل وتروع للترويع ثورة يقودها بلطجية وقتلة ولن يهتم احد لان الكل سيكون جائع ستكون ثورة جياع وسيكون المصري المحترم حزء من الماضي كالعادة مصر تسير نحو خراب محقق بسبب تعنت الاخوان في الانفراد بالسلطة وفشلوا في كل المجالات والحل امامهم الان عمل فتنة طائفية لالهاء الشعب وجمع الاغلبية حولهم لكي يخلقوا حربا وهمية وانتصارا وهميا ولكن هذا سيخرب مصر بلا شك ناهيك عن ان الجياع الذين سوف يستخدمهم الاخوان سوف ينقلبوا عليهم لان المصريين الان مؤمنون ظاهريا فقط وفي اعماق قلوبهم يعتبروا الدين وسيلة كسب ليس الا ويعتبروا ان الله نساهم وفي طرقهم للكفر بكل شيئ