دورة الخليج في المنامة تنتهي اليوم الجمعة
شيعة وإخوان وقطر وإمارات وسعودية وبحرين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كرة القدم كما السياسة، كرّ وفرّ، ألاعيب خفة ولياقة، روح رياضية وخطط ومؤامرات. فكيف تنجو دورة الخليج إذًا من إلباسها لبوس السياسة الخليجية بكل تنافرها؟
سيف الصانع من دبي: اعتادت العين مطار البحرين منذ اكثر من ربع قرن، فهو لم تتغير، كأنه يقول لكل مسافر إن الخليج ما زال هو الخليج! فهل هذه حقيقة؟ فهل ما زال الخليج هو الخليج؟
قالت البحرينية بلهجتها المميزة: "ربما المطار ودورة الخليج تقولان نعم، فدورة الخليج أنستنا التفرقة ووحدتنا".
الجمعة تنتهي الدورة بعد احتباس الأنفاس وتلون اللوحة والانصراف إلى تنافس شريف بين دول ثمان على البطولة التي ستذهب اليوم إلى بغداد أو إلى أبو ظبي، قبل أن تعود المنتخبات إلى دولها. عدسة "إيلاف" حاضرة ناضرة، رصدت ما ماج وتلون على لوحة الخليج... مما يكشف ان الخليج هو... الخليج. وكانت هذه الارتسامات:
في المسألة الطائفية
فقدت البحرين لحمتها منذ بداية أحداثها الدامية، لكنها عادت كما كانت، وتوحدت المملكة وقفة رجل واحد، حازم يسعى لنيل البطولة. كانت مباراة المنتخب البحريني مع العراق، والتي خسرها بضربات الترجيح، أصدق مثال على ذلك، إذ اصطف الجمهور واللاعبون من أجل هزيمة المنافسين.
وهو بالذات ما تفعله الامارات التي يتدرب منتخبها تحت راية مواطنها الشيعي مهدي علي، متحديًا المنتخب العراقي ذات الغالبية الشيعية. وقال وزير شيعي سابق في دولة خليجية: "ليت هذه الدورة تعود كل شهر، لأنها تؤكد أن وطننا هو الخليج لا التشيع، كما يتهمنا البعض".
لكن اللوحة تزداد تلونا وطرافة حين نرى ان ذات المدرب هزم المنتخب القطري كما فعل نظيره البحريني في هزيمة خصمه اللدود.
في المسألة الإخوانية
المثير أن الدوحة فشلت في إحراز تقدم كروي ملموس في تلك الدورة، بالرغم من مصاريفها الباهظة، ودخولها في شراء الأندية واللاعبين.
لكن المنظر القطري تلون بألوان أخرى، تتصل بالسياسة القطرية المعروفة بتعاطفها مع الاخوان المسلمين. فقد اتخذت هزيمة قطر أمام الامارات منحى سياسيًا، فخرجت الأقاويل تلفت إلى أن ما يحدث بين أبو ظبي والدوحة على أرض الملعب السياسي يتكرر على الملعب الأخضر.
فالإمارات تسجل نقاطها في مرمى الدوحة (الإخوانية)، خصوصًا أن قطر متهمة بتمويل حملة سياسية ضد الامارات.
ظهرت هذه الحملة بارزة إبان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لأبو ظبي، إذ سارعت منظمات حقوقية متهمة بتلقي الدعم القطري إلى وضع زيارة الرئيس الفرنسي في خانة بحث موضوع المعتقلين من الاخوان المسلمين في الامارات، ما حدا بمسؤول إماراتي للتعليق لـ "إيلاف" قائلًا: "جعبة الرئيس الفرنسي ممتلئة، لا تتسع لمثل هذه التفاهات". فلم يشأ المسؤول الإماراتي القول إن الدعم الإماراتي لحملة مالي أهم بكثير من الحملات التي تمولها قطر.
في المسألة السعودية
عاد المنتخب السعودي من البحرين بخفي هزيمتين، فطرد المدرب ريكارد بعد أن نال حقوقه كما الحليب الصافي، وفق وصف صحافي سعودي. لكن محللين شغوفين بالشأن الكروي السعودي ربطوا المستوى الغريب الذي بدا به المنتخب الأخضر بمسألة داخلية، طرفاها اتحاد كرة فرض نفسه على الساحة وفق الأنظمة الدولية وسلطة رعاية الشباب التى لم تتحمس لانتخابات أتت باتحاد من العموم لقيادة الكرة السعودية. وهو ما يفسر الحملة حسب زعمهم الضارية على المنتخب ورموزه قبيل بدء الدورة.
وهكذا، ودع السعوديون دورة الخليج بخيبات متكررة، واتجهوا لمواجهة مناخين قاسيين في بلادهم. مناخ صحراوي بارد ومناخ سياسي يحمل الكثير من الرعود والأمطار. فبعد الانتصار الذي حققته المرأة السعودية بدخولها أروقة مجلس الشورى المعيّن، وصفها البعض بدلالات كبرى ووصفها آخرون بأنّها ذات طابع فولكلوري، دخل اثنان من افراد العائلة المالكة حلبة اللعبة السياسية بينما خرج اثنان على الاقل مؤقتًا.
كما ينتظرهم مجتمع بداخله حراك مستمر لا يهدأ، سيقطعه مؤتمر قمة عربي بصيغة اقتصادية اجتماعية يبدأ الأسبوع المقبل.