أخبار

العالم يسأل الجزائر: أين الرهائن؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد عملية الجيش الجزائري، أثار غموض مصير الرهائن في حقل غاز بي بي حفيظة الكثير من دول العالم. وفيما أكد مصدر أمني جزائري مقتل 18 من الخاطفين أعلن وزير الخارجية الفرنسية مقتل عدة رهائن موضحًا أنه لم يعرف "عددهم" و"جنسياتهم".

انهمكت الكثير من دول العالم في معرفة مصير الرهائن الغامض في الجزائر، في أعقاب عملية عسكرية نفذها الجيش الجزائري في أحد حقول الغاز في محاولة لتحرير رهائن من يد خاطفيهم الإسلاميين المتشددين، فيما عبّرت بعض الدول عن غضبها من العملية التي لم تتكشف تفاصيلها لحد الآن. الجيش الجزائري قتل "18 ارهابيا" وأعلن مصدر امني جزائري الجمعة أن "18 ارهابيا" قتلوا في اول حصيلة لتدخل الجيش الجزائري الخميس لتحرير الرهائن الذي تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في موقع غازي في ان امناس بالصحراء الجزائرية. وقال المصدر إن "قوات للجيش قتلت 18 ارهابيا امس الخميس" خلال اقتحامها للموقع الغازي في ان امناس بولاية ايليزي (1600 كلم جنوب شرق الجزائر). واوضح المصدر ان عدد افراد المجموعة الاسلامية المسلحة التي قامت بالهجوم تقارب ثلاثين فردا. وكان وزير الداخلية تحدث في وقت سابق عن عشرين فردا يتنقلون في ثلاث سيارات. ولم تصدر اي حصيلة عن عدد الضحايا من بين الرهائن، غير أن متحدثا باسم الخاطفين افاد عن سقوط خمسين قتيلاً هم 34 رهينة و15 خاطفًا، وهي معلومات لم يتم التأكد منها. واكد مصدر امني تحدث لوكالة الانباء الجزائرية الجمعة ان المجموعة الاسلامية كانت "مدججة بالاسلحة الثقيلة بما فيها صواريخ وقاذفات صواريخ واسلحة حربية اخرى". الهدف... مالي وبحسب المصدر فان المهاجمين "كانوا ينوون احتجاز العمال الاجانب رهائن ثم نقلهم الى مالي للضغط على الدول التي تشارك في التدخل العسكري". واضاف ان "المجموعة خططت ايضا لقتل كل الرهائن الاجانب في حال فشلت في الهروب الى مالي لاعطاء اقصدى صدى اعلامي ممكن". وتابع "بحسب المعلومات التي تلقتها القوات الخاصة فان الخاطفين كانوا سيرتكبون مجزرة". وخلص المصدر الى ان "تدخل الجيش الجزائري المدرب جيدا جاء في الوقت الذي حاولت فيه المجموعة المسلحة الفرار وحال دون حدوث كارثة يروح ضحيتها مئات الرهائن وتجهيزات مصنع الغاز".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، اكد مصدر جزائري أن فوجا آخر من منفذي الهجوم على مصنع الغاز في ان امناس "ما زال متحصنا" في جانب من الموقع. وقال المصدر "ما زال فوج متحصنا" في الموقع بعد 24 ساعة من بداية الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري منذ فجر الاربعاء لتحرير الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في الموقع القريب من الحدود الليبية (1600 كلم جنوب شرق الجزائر). فيما اكد مصدر امني أيضا ان الارقام التي يقدمها الاسلاميون حول عملية الجيش الجزائري لتحرير رهائن ان امناس "خيالية". وقال ان "الارهابيين اتصلوا بوكالة اخبار نواكشوط (الموريتانية) لاعطائهم الاخبار بصفة حصرية وهي مصدر هذه الارقام الخيالية". لندن: "الحادث الارهابي في الجزائر" لا يزال جاريًا وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية صباح الجمعة أن "الحادث الارهابي لا يزال جاريًا" في الجزائر، حيث شن الجيش الجزائري هجومًا الخميس في محاولة لتحرير الرهائن المحتجزين في منشأة للغاز. وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن "الحادث الارهابي لا يزال جاريًا" وأن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون سيترأس اجتماع ازمة جديدًا مع وزراء ومسؤولين أمنيين الجمعة في لندن. واضاف البيان أن لجنة "كوبرا" التي سبق وعقدت اجتماعين الخميس "ستواصل الاجتماع طالما أن الازمة مستمرة". واعلنت لندن عن وجود العديد من المواطنين البريطانيين بين الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة منذ الاربعاء في موقع لانتاج الغاز في الصحراء الجزائرية وقتل بريطاني خلال الهجوم الاربعاء. واكدت وزارة الخارجية الجمعة "كما سبق وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية (وليام هيغ)، وبناء على ما نعرفه على ضوء المعلومات التي نقلتها الينا الحكومة الجزائرية، فقد قتل بريطاني. ليس بوسعنا اعطاء المزيد من المعلومات في الوقت الراهن لكن رئيس الوزراء حذر من أنه علينا أن نتوقع انباء سيئة". وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الجيش الجزائري "ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجح"، موضحا انه تحادث في وقت سابق من اليوم مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال. وقال كاميرون امام النواب البريطانيين ان موقع انتاج الغاز الذي شهد خطف الرهائن الاربعاء "كبير جدا ومتشعب". واضاف ان الجيش الجزائري "ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجح في اماكن اخرى من الموقع" موضحا ان "اقل من ثلاثين" بريطانيا كانوا "في خطر" مساء الخميس وهذا العدد "تراجع بشكل كبير" مذاك. الرهائن كانوا يحملون أحزمة ناسفة وأعلن وزير الخارجية الايرلندي نقلا عن احد الناجين ان الرهائن كانوا يحملون احزمة ناسفة عندما فتح الجيش الجزائري النار على قافلة من خمس سيارات كانت تقل خاطفين ومخطوفين الخميس في منشأة ان مناس للغاز. وقد تحدث الوزير امون غيلمور على شبكة السي ان ان بعدما اتصل بعائلة ستيفن ماكفول (36 عاما) الذي استفاد من الفوضى ليلوذ بالفرار عندما هاجم الجيش الجزائري السيارات التي كان عناصر من المجموعة الاسلامية يحاولون ان ينقلوا فيها رهائن اسروهم في منشأة الغاز. واوضح غيلمور ان الرهينة الايرلندي كان الوحيد في السيارات الخمس للقافلة الذي نجا من اطلاق النار. واضاف الوزير الايرلندي "قالوا لي انهم اجبروا على حمل احزمة ناسفة". وكان ماكفول يقوم بمهمة هندسية واشراف في المنشأة. ولقد عمل فترة طويلة في افريقيا.

مقتل "عدة رهائن" في الجزائر و"العملية متواصلة"

وأكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة مقتل "عدة رهائن" كانوا محتجزين في موقع لانتاج الغاز في الجزائر موضحا انه لم يعرف "عددهم" و"جنسياتهم" في الوقت الحاضر.وصرح رئيس الوزراء في اثناء لقاء مع الصحافة في مقر رئاسة الوزراء "في اللحظة التي اكلمكم فيها يتوجب الاسف لمقتل عدد من الرهائن. ما زلنا لا ندري بدقة عددهم وجنسياتهم". وتابع آيرولت "تحدثت للتو مع رئيس الوزراء الجزائري الذي أكد لي ان العملية متواصلة". واوضح انه على تواصل "منتظم مع سلطات الجزائر وهي بلد عانت بقسوة في السابق" و"على اتصال بالدول الاخرى المعنية بازمة خطف الرهائن". واعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن فرنسيين كانا ضمن الرهائن المحتجزين "عادا" سالمين، مشيرًا الى أن الفرنسيين الذين كانوا في الموقع عند حصول عملية الاحتجاز "قلائل جدًا". وقال فالس متحدثًا لإذاعة ار تي ال: "كان هناك فرنسيون قلائل جدًا في هذه القاعدة الشاسعة على مسافة 1600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية" مضيفًا: "لدينا انباء عن اثنين منهم عادا، اما بالنسبة للإثنين الآخرين، إن كان هناك اثنان آخران، فلا معلومات اضافية لدينا في الوقت الحاضر، ونأمل في الحصول على معلومات قبل الظهر". من جهتها اعلنت مانيلا اليوم ان 34 فيليبينيا نجوا من عملية احتجاز الرهائن نقلوا جوا الى بريطانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيليبينية راوول هيرنانديز ان بين الموظفين الذين قامت شركتهم بترحيلهم الخميس واحد اصيب بالرصاص. وكان فيليبيني آخر هرب مع ياباني قبل الهجوم الذي شنته قوات الامن الجزائرية على موقع ان امناس في الصحراء الكبرى على بعد 1300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية. وتحدثت معلومات نشرتها صحف عن مقتل اثنين من الفيليبينيين خلال العملية لكن الناطق باسم الخارجية رفض تأكيد ذلك. وقال ان "الجزائريين اعترفوا بسقوط قتلى وجرحى من الرهائن بعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الجزائرية لكن لم نبلغ باي تفاصيل". إجلاء مئات الاشخاص من الجزائر والتحضير لرحلة رابعة وأعلنت مجموعة بريتيش بتروليوم النفطية البريطانية ان ثلاث رحلات اقلعت الخميس من الجزائر حاملة 11 من موظفيها و"مئات" الموظفين في شركات اخرى من موقع احتجاز الرهائن في جنوب شرق البلاد على ان يتم تسيير رحلة رابعة الجمعة. وقالت متحدثة باسم مجموعة بي بي لوكالة فرانس برس انه تم اجلاء الاشخاص من موقع ان امناس لانتاج الغاز في شرق الصحراء الجزائرية حيث نفذت مجموعة مسلحة اسلامية عملية احتجاز الرهائن، ومن مناطق اخرى في الجزائر. 500 شركة فرنسية لا تريد مغادرة الجزائر من جانبها، اكدت لورانس باريسو رئيسة ابرز منظمة لارباب العمل في فرنسا الجمعة، ان 500 شركة فرنسية في الجزائر قد شددت تدابيرها الامنية لكنها لا تنوي مغادرة البلاد. وقالت باريسو في تصريح لشبكة فرانس-2 ان هذه الشركات التي تعمل خصوصا في مجال الطاقة والمناجم "تقوم، ونحن نعرف ذلك منذ 24 ساعة، باضافة تدابير على اجراءاتها لتأمين اقصى درجات الحماية لموظفيها ومواقعها". واضافت "مع ذلك، ليس واردا ان تغادر هذه الشركات المنطقة". واوضحت باريسو ان عددا كبيرا من هذه الشركات "اعاد موظفيه غير الضروريين" الى فرنسا منذ حوالى سنتين. وذكرت بأن القسم الاكبر من هذه المؤسسات يعمل في قطاعي الطاقة والمناجم. وذكرت باريسو انه ما زال من المبكر تقويم العواقب الاقتصادية لاحتجاز الرهائن في موقع ان امناس.
فرنسي: إطلاق النار كان غزيرًا ومتقطعًا
وقال مواطن فرنسي بقي مختبئا تحت سريره طوال 40 ساعة ونجا من عملية احتجاز الرهائن في الجزائر ان "اطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا". وفي حديث مع اذاعة اوروبا 1، قال الكسندر برسو احد الفرنسيين العاملين في شركة "سي آي اس كيتيرينغ" ان "اطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا، تبعا لتطور الاحداث". واكد انه كان موجودا "في قاعدة سوناطرتك بان مناس". وقال "قتل ارهابيون واجانب ومن ابناء البلد"، لكنه لم يستطع القول هل ما زالت العملية العسكرية مستمرة صباح الجمعة. واضاف انه خلال احتجاز الرهائن صباح الاربعاء "سمعت اطلاق نار غزيرا. وجرس الانذار الذي يقول لنا بأن نبقى حيث نحن كان يلعلع. لم اكن اعرف هل هو تمرين او انه انذار فعلي". وتابع "لم يكن احد يتوقع حصول ذلك. كان الموقع محميا وتنتشر فيه قوات عسكرية". واوضح هذا المواطن الفرنسي "بقيت مختبئا حوالى 40 ساعة في غرفتي. كنت تحت السرير. وضعت الواح خشب في كل انحائها تحسبا لأي طارىء. كان لدي بعض المواد الغذائية وكمية قليلة من الماء ولم اكن اعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوضع". واكد ان جنودا جزائريين على الارجح هم الذين انقذوه. وقال "كانوا جنودا يرتدون البزة الخضراء. اعتقد انهم جنود جزائريون". وذكر هذا الفرنسي "كانوا مع زملاء لي وبهذه الطريقة صدقت وإلا لما كنت فتحت" الباب. وقال انه اختبأ خلال عملية خطف الرهائن "في مكان يبعد دقائق عن المكان الذي كان يتمركز فيه الارهابيون". واضاف هذا الفرنسي "كان لدي معلومات عن وجود جريح في غرفة مؤن المطعم صباح امس. عثر اولا على ثلاثة بريطانيين كانوا مختبئين في السقيفة بالاضافة الى هذا الجريح الذي توجه مباشرة الى المستشفى". وقال "اعتقد ان اشخاصا آخرين ما زالوا مختبئين. انهم هنا يقومون بتصفية الحسابات". واعلن مصدر قضائي اليوم الجمعة ان القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في قضية "خطف ادى الى الموت" حول عملية احتجاز الرهائن. ويفتح القضاء الفرنسي هذا النوع من التحقيقات عندما يتعلق الامر بفرنسيين وقعوا ضحايا حوادث في الخارج. ويتعلق هذا التحقيق الذي فتحته نيابة باريس "بعملية خطف تلاها موت مرتبطة بمنظمة ارهابية" و"جمعية اشرار للاعداد لجريمة او اكثر للمساس بالاشخاص".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف